18-10-2009, 11:42 AM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,520
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | هبة حمادة : الكتابة «إبداع مجتمعي».. وأمنيتي الجمع بين عملاقتي الدراما الكويتية نافية «سلبيتها» من الرجل في «أم البنات».. ومؤكدة أن «أبلة نورة» همٌّ مجتمي واحد
هبة أكدت انها متواصلة في كتابة «السيناريست» حاليا، فوجدت حلمها في «العمل الروائي»، مرجعة السبب الى ايمانها الشديد بأن «التواصل البصري» في الوقت الراهن بات اسبق من «التواصل القرائي»، واعتبرت المتلقي في هذا الوقت مخترقاً بصرا وسمعاً من قبل ادوات فاعلة كالتلفاز والمذياع.
ونفت هبة عن نفسها اتهامات بـ«السلبية» تجاه الرجل، بعد عرض مسلسلها «أم البنات»، مؤكدة أنها عارية عن الصحة تماماً، مدافعة بأن القصة بشكل عام عبارة عن «هاجس تخيلي» يدار بشخصيات سلبية أو إيجابية، يجب ان يتلقاها المشاهد في عزلة عن «شخص» الكاتب، لان الإبداع «لا جنس له»
ووصفت هبة- خلال الحوار الشامل الجريء- الرقابة الكويتية بأنها «مرنة» و«مسؤولة» معاً، وقد نجحت في أن تكون «ذائقة» الشعب.
والسطور التالية تحمل المزيد من تفاصيل الحوار:
سلوك يومي
* بدأت مشوارك في الكتابة بـ«السيناريست».. فهل درست كتابة السيناريو؟
- ليس للكتابة بداية فعلية بالنسبة لي فهي سلوك يومي كالأكل والتنفس والشرب وهي ممارسة واعية ومتوازية مع فعل القراءة وأعتقد ان خروج الورق من دفاتري وتحوله لمشاع قرائي بدأ معي منذ سنواتي الأولى في المدرسة حيث كانت لي همهمات شعرية وقصص قصيرة، إلا أن البحث الاكاديمي في الجامعة والهاجس النقدي الذي كان موضوع دراستي العليا اخذ طاقتي الكتابية كاملة في البدايات واعتقد ان القراءة ممارسة سلبية ما لم تكن محصلتها الكتابة، والواقع هو انني لم ادرس كتابة السيناريو كما لا أعتقد أنني اكتبه كما يكتب عادة لأنني اكتبه بحس روائي كي اتسلى شخصياً به فالكتابة ممارسة بالغة التسلية.
اختراق
* لماذا توجهت للنص الدرامي التلفزيوني وليس العمل الروائي؟ وهل تضعين في خطتك الاتجاه للعمل الروائي؟
- لانني اعتقد ان التواصل البصري اسبق من التواصل القرائي، كما ان المتلقي في هذا الوقت مخترق بصرا وسمعاً من قبل ادوات فاعلة كالتلفاز والمذياع، وهي من وجهة نظري تختزل نصف طاقة المتلقي لانها تعفيه من العمل الذهني المباشر ولكنها في الوقت ذاته تلغي دوره النقدي وذائقته الخالصة فارضة رؤى ممثلين ومخرج كوسائط بينه وبين القارئ.
وعي وتعاط
* في الأعمال التي قدمتها كان الشأن الاجتماعي هو المحور هل تعمدت ذلك؟؟
- قطعا.. فالكتابة حالة وعي عندي بالدرجة الاولى.
* القضايا المطروحة في أعمالك تتطلب خبرة حياتية طويلة تستند الى تجارب متعددة في الحياة.. هل تملكين في هذه السن تلك الخبرة؟
- اعتقد ان الخبرة مسمى شائع لممارسة الحياة سمعا وبصرا، والاحتكاك بالناس احتكاكا واعيا لتشكيل ذاكرة انية فانت ككاتب في حال احتجت التعبير بحس الشخص الخمسيني لايسعك سوى البحث عنه بين الناس والتعاطي معه حواريا او بصريا.
* هل تقومين بعمل ابحاث ودراسات ماعندما تبدأين في رسم الشخصيات؟
- طبعا.. فالكتابة لم تعد عملا ابداعيا بقدر ماهي بحث مطول في فلسفة الحياة ومنطقة الشخصيات والتعاطي مع المعطيات القانونية تعاطيا ايجابيا.
* بعد مسلسل «أم البنات» رأى البعض ان لك موقفا من الرجل.. فما تعليقك؟
- أبي واخي وزوجي واولادي كلهم رجال اسوياء ومثاليون دعموني وشجعوني وأنا أدين لهم بتبني فكري، كما انني. لا أقف سلبا من الرجل لانه عصب الحياة، والنص الاخر، والعلاقة بين الرجل والمرأة من منظوري علاقة تكاملية، كما ان النماذج الرجالية في مجتمعنا بالغة الايجابية وفاعلة ومسؤولة، ولكن القصة «هاجس متخيل»، يحتمل وجود شخصية سلبية قد تكون رجل كعقاب او امرأة كبشاير، وأجمل ما في العمل الدرامي ان يتلقاه المتلقي بعزلة عن شخص الكاتب لان الكاتب المبدع من وجه نظري يستطيع طرح قضايا بعيدة المدى عن خطة اليومي.
الابداع بلا جنس
* علاقة السيناريست بموضوعه.. هل تختلف بين الامرأة والرجل؟ بمعنى ان يكون الرجل السيناريست اكثر جرأة في الاختيار والطرح من السيناريست المرأة؟
- لا لا اعتقد ذلك، فالقضية الابداعية ليست موهبة رجالية او نسائية، بل هي حالة عامة.
* هل جربت كتابة السيناريو الاذاعي؟ وهل هناك فرق بين العمل للاذاعة والعمل التلفزيون؟
- لا لم أجرب كتابة السيناريو الاذاعي حتى اللحظة، واعتقد قطعاً انه مختلف
لا للمط
* أحيانا تضطر ظروف العمل لمط عدد الحلقات، لتغطية عدد ايام الشهر الفضيل مثلا.. هل تجدين ذلك مزعجا.. وهل تعتقدين ان هذا يؤثر على عمل السيناريست؟
- في الواقع أنا لا الجأ للمط مطلقا، بل انني أضع خطة واضحة من البداية.
أحب عكاشة
* هل تأثرت بكتاب سيناريو عرب؟
- أحب أسامة انور عكاشة، وأتعاطي مع الكتاب كمشاهدة وليست ككاتبة لان حس الكتابة ينهي تواصلي الايجابي البرئ مع اي عمل ويدخلني في فرضيات ذهنية لاتنتهي فلو كان كذا لصار كذا ولماذا لم تقل هذه الشخصية كذا وكيف فعلت تلك كذا!!
هم واحد
* لك تجربة في كتابة عمل من إنتاج إماراتي هو «أبلة نورة»، تطرقت فيه لمشاكل المراهقات والمدرسة في المجتمع الإماراتي.. كيف توافرت لك المعلومات اللازمة لصياغة عمل معبر عن مجتمع آخر؟
- كان العمل في البدء للمجتمع الكويتي ولكن يبدو أن الهم التربوي هو هم مجتمعي عام ولا توجد مشكلة يمكن تأطيرها في المحيط الإماراتي فحسب، إذ جاء العمل بإسقاطات وتساؤلات وفرضيات استوحيتها شخصيا من تجربتي كمدرسة قبل التحاقي بالدراسات العليا.
فرشة مجتمعية
* قياسا على تجربتك السابقة في أبلة نورة.. هل تفكرين لاحقا في الاتجاه لكتابة سيناريو أعمال في دول أخرى غير الكويت والخليج؟ لنقل مثلا سيناريو باللهجة المصرية.
- لا، قطعا.. وليس السبب في اللهجة ولكن في الطرح أنا لا أحب أن أضع قلمي في مساحة غير مألوفة بالنسبة لي فلا بد من فرشة مجتمعية كاملة بصرا وسمعا لأصنع منها حاضنة صالحة للشخصيات وسلوكياتها فلا بد من التعاطي مع جغرافية المكان الذي يعتبر بطلا في كل عمل.
تنكر المعنى
* هل تؤثر الرقابة في عمل السيناريست؟
- الكتابة تشبه ممارسة حلم ولكن بوعي كامل، ولا أعتقد بأن الأحلام قابلة للرقابة، ولكن الكاتب الذي يستطيع أن يقول كل شيء لو مارس «تنكرا» في دلالات المعنى، وبالنسبة لي أنا أمارس «رقابة ذاتية» يحدها سقف أخلاقي هو محصلة بيئتي ومجتمعي الصغير من حولي.
وداع حميمي
* نلاحظ أن مسلسلاتنا دائما تنتهي بنهاية سعيدة.. هل هو التزام تجدينه مفروضا عليك ولا يمكنك مخالفته خوفا من ردة فعل الجمهور؟
- أنا أحب النهايات السعيدة، لأن العمل الدرامي عمل متخيل وأجمل ما يمكن أن تصنعه بخيالك هو صنع سعادة الآخر والنهاية هي آخر مساحة تواصل مع العمل ككلمة الوداع، فلا بد من أن يكون وداعا حميما.
توجه شخصي
* عملك في التدريس هل كان له تأثير في نوعية كتاباتك.. إذ من الملاحظ أن قصصك ذات توجه تربوي أكاديمي؟
- قد يكون توجها شخصيا فأنا أعتقد بأن التربية ممارسة عامة، وسلوك حياتي، وواجب مجتمعي.
واقع درامي
* «مسلسلاتنا لا تعبر عنا» شعار يرفعه أناس كثر.. هل تعتقدين بأن أعمالك تعبر بشكل دقيق عن حياة أفراد المجتمع.. وهل تضعين باعتبارك ضرورة ذلك وأنت تكتبين أم أن متطلبات العمل تفرض عليك إضافات لا علاقة لها بالواقع؟
- لنتحدث بصراحة، أجزم بأن المشاهدين لا يريدون مشاهدة الواقع، والا لكانت نشرات الأخبار هي الأكثر مشاهدة ومتابعة وحبا، وما أفعله عادة هو استضافة المشاهد في مخيلتي التي اصنع بيوتها الخاصة وحواراتها الخاصة وافتعل فيها حميمية عالية، لا اعتقد اننا ملزمون بتأطير الواقع ولكننا نصنع واقعا قابلية مشاهدته عالية لانه مكثف دراميا.
عين الشك
* لماذا يتهم الكاتب العربي دوما باستنساخ روح افكار وكتابات اخرى؟
- يتهم لان الابداع في مجتمعنا «تهمة» ترصد دائما بأعين الشك، الكتابة فعل تواصلي وهو بناء على ما بني، بفرضيات اوسع ورؤى متباينة، لاننا كبشر نكاد نتشارك في السلوكيات الى درجة التماثل، فلا توجد شخصية تطير او اخرى تتنفس تحت الماء لتتسع مساحات الفرضيات في الاحداث، كما انني اعتقد ان الشخصيات البشرية مشاع من حق كل كاتب استخدام الطبيب، وناظر المدرسة، والمرأة الغيورة، والرجل الشكاك، والبنت المتهورة، والشاب المتدين، وليس كافيا ابدا استخدام شخصية من تلك لأُتهم باستنساخ عمل فالعمل هو القصة والحبكة الدرامية.. حركة الشخصيات داخل الفضاء الحدثي، وتبقى الذائقة النقدية العالية، التي ترفع سقف الكاتب والمشاهد عملة صعبة، ولكنها موجودة عندنا.
واضافت: انا شخصيا استفدت من ملاحظات النقاد وعندما اقول «نقاد» اعني اسماء صريحة لها ذائقة عالية تعيد قراءة نصي فتخرج بقراءات اخرى، وتضيء نقاطي المظلمة كي اتجنبها في المرات المقبلة، واوجه لهم شكرا عميقا على وقتهم ومجهودهم وموضوعيتهم.
اتصال بصري
* مشاعر المعاقة ذهنيا في «فضة قلبها ابيض» كيف تسنى لك نقلها بهذا الشكل؟ هل تطلب الامر احتكاكا منك بذوي الاحتياجات الخاصة؟
- كانت فضاءً جميلا لانها مادة مرنة تتنكر لغة واسلوبا متفاعلة مع محيطها وكنت على اتصال بصري دائم مع تلك الفئة، كما ان المبدعة «ام طلال» كانت على تواصل دائم وموسوعي بهذه الفئة وقامت بمجهود حركي ونفسي واضح.
مرونة ومسؤولة
* قياسا لتجربتك في «ابلة نورة».. هل محاذير الرقابة الاماراتية مختلفة عن الكويت؟
- الرقابة الكويتية مرنة ومسؤولة وهي تمثل «ذائقة» الشعب العامة فما تجيزه يجيزه اولياء الامور لابنائهم، لذا اعتقد انها فاعلة وايجابية والكاتب الجيد هو ما يقول كل ما يريده وفق كيفية لا تتعارض مع المقص الرقابي.
طقس وحالة
* هل ترددت في كتابة سيناريو شخصية معينة في اعمالك؟
- التردد «طقس كتابي» من طقوسي وحاجة ملحة للابتكار.
* هل انت متفرغة للكتابة اليوم ام انك تمارسينها من باب «الهواية» الى جانب عملك الاساسي؟
- الكتابة ممارسة جميلة ولا أستطيع جعلها فعلا اجباريا فأنا اكتب مستجيبة لحالة ذهنية خاصة ما لم تتأت أتوقف.
عملاقتان معا
* عملت مع حياة الفهد وسعاد عبدالله.. أليس بالامكان كتابة نص مستقبلا يجمعهما معا؟
- ليس هذا قرارا آخذه انا خاصة انني مبتدئة ولا أمثل شيئا مقارنة بتاريخييهما كونهما عملاقتين ولكن في حال تكليفي سأكون سعيدة جدا.
الورق أكثر جمالا
* هل شعرت بأن ترجمة احدى شخصياتك على الورق كانت افضل من الشاشة؟
- لا فكل من قام بتشخيص الورق أذهلني حضورا وجمالا.
* عندما تكتبين العمل هل تضعين في اعتبارك اسم وشكل الممثل الذي سيؤدي الشخصية ام ان ما تكتبينه يكون فضفاضا بحيث يسع اي ممثل ويتمكن من ادائه؟
- انا اكتب «مخمنة» الشخصية التي ستقوم بتمثيل الدور لانني أعرف الامكانات التمثيلية.
* وماذا عن الاضافات التي قد يفكر الممثل في اضافتها للسيناريو هل تتقبلين ذلك أم ترفضين اي تغيير لاحق؟
- لا أنا ارفض التدخلات في ما كتبت رفضا قاطعا.
المتلقى الطفل
* لك تجربة في كتابة الاغنية أو الانشودة بمعنى اصح مع «زين» من خلال أنشودة «أين العيد» و«قطورة» هل تفضلين الكتابة في مثل هذه المواضيع التربوية والاناشيد دون ان يتطور الامر لاحقا للكتابة العاطفية؟
- أجد نفسي في الاغاني التربوية واعتقد ان مهمة الشاعر والكاتب رفع سقف المتلقى خاصة الطفل.
حلم مؤجل
* ما الخطوات التي قد تقدمين عليها لاحقا بعد السيناريو والاغنية هل من مجال جديد تخططين لطرقه؟
- حلمي هو «كتابة الرواية» ولكن اعتقد انه حلم مؤجل. http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=543803 __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |