يعتبر تكريمه تكريماً للفن الكويتي عبدالحسين عبدالرضا:“التنديل” حقق أكثر مما توقعنا
الأربعاء ,05/11/2008
الكويت - الحسيني البجلاتي:
1/1
السينمائي” الذي أقيم مؤخراً في أبوظبي، مؤكداً حرصه على المشاركة في الفعاليات السينمائية التي تنظمها الإمارات أو أي بلد خليجي شقيق، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تصب في مصلحة الفن الخليجي وتضيف إلى رصيده. وأكد “بوعدنان” أن “مهرجان أبوظبي” يمثل إضافة لرصيد الفن العربي عموماً وليس للفن في الامارات أو الخليج فقط، وقال إن الامارات تشهد ومنذ أكثر من خمسة أعوام العديد من الأنشطة التي راحت تتأكد عاماً بعد آخر وبكثير من التميز، من بينها مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان الشرق الأوسط الدولي، وايضاً مهرجان أفلام دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن مثل هذه الانشطة تمثل إضافة حقيقية لرصيد الحركة الفنية والإعلامية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون، مثمنا التخطيط المتميز والحضور الرائع من أبرز الكوادر الفنية العالمية.
كما تحدث عن مسلسله “التنديل” الذي حظي بمتابعة كبيرة على الشاشات في رمضان الماضي وجديده بعده، وقضايا الدراما الخليجية والتحديات التي تواجهها وغيرها من القضايا المهمة في هذا الحوار..
كيف ترى الإضافة التي شكلها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في دورته الثانية؟
لا شك أن مثل هذه الملتقيات من شأنها تفعيل صناعة السينما في الامارات وفي دول مجلس التعاون الخليجي، وأرى أن هذا المهرجان إضافة مهمة لاعتماده منذ دورته الأولى العمل المؤسسي وهو ما نلمسه من نشاط ومشاريع يتم الإعلان عنها، وهي مشاريع إنتاجية دولية، ستعمل على خلق حالة فنية نتوقع لها الكثير من النجاح، وكنت سعيداً بالحضور المتميز في حفل الافتتاح وحرص هذا الحشد من النجوم العالميين والعرب على المشاركة، بالإضافة الى البرامج المتميزة والحضور الإعلامي لجميع الفضائيات.
هذا يطرح السؤال الدائم: أما آن للسينما الكويتية أن يكون لها مهرجانها؟
بالتأكيد نحن نحلم بذلك ونتطلع إليه بشغف ولكن هذا يتطلب جهوداً كبيرة، والسينما في الكويت تحتاج أولاً إلى الدعم الرسمي، فنحن أمام صناعة تتطلب الكثير من المال والجهد، ومثل هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بجهود فردية، ونشكر جيل الرواد الذي قدم المبادرة فكانت السينما الكويتية سباقة بأعمال منها “العاصفة” و”بس يا بحر” و”الصمت” وغيرها، كما يحسب للجيل الحالي محاولته بث الروح للسينما مرة أخرى عبر عدد من الأفلام التي صورت بطريقة “الديجيتال”، لكن الاستمرار يتطلب منهج عمل يأخذ بعين الاعتبار تفعيل هذا القطاع، فالسينما ليست سيناريو ومخرجاً بل فنانين وفنيين ومختبرات ومعدات وحرفيات إنتاجية وهي صناعة متكاملة قد نمتلك جوانب من معطياتها لكن الأمر أبعد وأكبر، ودون حديث عن استراتيجية متكاملة للنهوض بصناعة السينما وتوطينها فإن الحديث عن وجود مهرجان سيظل فارغ المضمون، وهذا ما نلمسه اليوم في دولة الإمارات العربية حيث التحرك يتم لتغطية جميع الجوانب وبأطر احترافية عالية المستوى.
تم تكريمك قبل أيام في الدوحة كيف تنظر إلى هذا التكريم؟
اعتبر دائما أن تكريمي هو تكريم للفنان الكويتي وللإعلام الكويتي وللدراما الكويتية بشكل عام، كما أنه يجسد المحبة الكبيرة التي يكنها المشاهد القطري والخليجي والعربي للفنان الكويتي، وأشكر هذه المبادرة للأشقاء القطريين والتي جاءت خلال المشاركة في أحد البرامج التلفزيونية التي قدمها تلفزيون قطر، والتي خصصت للأعمال الدرامية التي قدمت خلال شهر رمضان الكريم حيث تم تكريمي من قبل إدارة التلفزيون وبحضور عدد متميز من الفنانين والإعلاميين القطريين بينهم الفنان عبدالعزيز جاسم والفنان صلاح الملا.
ما تقييمك لردود الفعل حول “التنديل” وماهو جديدك بعده؟
الحمد لله ردود الفعل كانت طيبة وحقق المسلسل أكثر مما كنا ننشده، وأود أن أشيد بجميع الجهود التي بذلت من أجل إنجاح “التنديل” الذي حقق كثيراً من الاقبال والاهتمام والانتشار، وكل ما استطيع قوله الان أننا نجهز لعمل جديد، ولكن من السابق لأوانه الحديث عنه.
رغم أن لديك قناتك التلفزيونية الخاصة إلا أن “التنديل” من إنتاج تلفزيون الكويت ونلاحظ حرصك الدائم على أن تعرض أعمالك على شاشته، لماذا؟
أتشرف بأن نعمل لتلفزيون الكويت وهو واجب علينا تجاه هذا الجهاز الذي يسهم في ظهور العديد من النجوم وكان سباقاً في فترة من الزمن، ونحن نرد الدين الذي في رقبتنا تجاهه ولا أحد يزايد على ذلك، ولا ننكر أن ثمة خلافات في وجهات النظر قد تقع بيننا وبين القيمين عليه لكن لا يمكننا الخروج من جلباب تلفزيون الكويت الذي نعتبره بيتنا الثاني.
توقف البعض عند افتقار العمل للأدوار النسائية المؤثرة؟
هذا أمر طبيعي لأن الحركة النسائية في السابق كانت نادرة وقلة من النساء كنا نراها في الفريج أو السوق، والقصة حتمت علينا ظهور العنصر الرجالي أكثر.
وكيف كان موقف الرقابة من العمل؟
بعد هذه الخبرة الطويلة في المجال الفني لدينا رقابة ذاتية تنبع منا خلال التمثيل وكتابة النص وأحياناً تكون رقابتنا الداخلية أكثر صرامة من رقابة إجازة النصوص لأننا ونحن نمثل ديرتنا على الشاشات الخارجية يكون حرصنا أكبر على سمعتنا وعلى أن تظهر أعمالنا بصورة تلقى استحسان الجميع.
زحام الشاشات الرمضانية بات ظاهرة تتعرض لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة خاصة وأن المنافسة تثير أحياناً ضغائن بين الدرامات العربية بين خليجية ومصرية وسورية وغيرها؟
أولا يجب أن نعترف أن العمل الجيّد يفرض نفسه وفي رأيي أن التنافس بين المسلسلات التلفزيونية يعد ظاهرة صحية اعتادها المشاهد في شهر رمضان، و شخصياً لا أحبّذ أن تعرض أعمالنا الدرامية في الوقت نفسه، لكن هذا ما يطلبه القيمون على المحطات الذين يسعون إلى جذب المعلنين لتغطية تكاليف الإنتاج وتحقيق المكاسب. أما فيما يتعلق بالمنافسة بين الدراما المصرية والخليجية والسورية، فأنا أرى أنها ظاهرة صحية وتصب في مصلحة التميز والدليل أن هذه المنافسة ساهمت بشكل كبير في تطوير الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة وباتت تنافس بقوة وهذا كله في مصلحة المشاهد.
ما الذي جذبك إلى “التنديل” وماهي الرسالة التي أردت توصيلها من خلاله؟
العمل يجسّد طبيعة الحياة في الكويت في زمن الأربعينات من حيث التعامل بين الناس وبين التجار مع بعضهم البعض وتعامل الحكام مع الشعب من شيوخ وعائلات، وكان هدفنا الأساسي أن نعكس صورة لأبناء هذا الجيل عن آبائهم وأجدادهم وطبيعة الحياة في تلك الحقبة من الزمن وكم تحمل وعانى الأجداد إلى أن حققت الكويت ما بلغته من ازدهار واستحقت أن يطلق عليها لؤلؤة الخليج، وأنا حالفني الحظ بأنني تمكنت من معايشة تلك المرحلة في جزء كبير منها وقد عشت سنوات الطفولة في منطقة قريبة من البحر.. ولعل أبرز ما جذبني إلى هذا العمل أنه أخذني في رحلة عبر الزمن إلى ذكريات أفتقدها كثيراً بدءاً من “الفرجان” والحواري والأسواق مروراً بالحياة على ضفاف البحر وصولاً إلى طريقة التعامل بين الناس ولم نسعَ إلى إظهار أناس تلك الحقبة بشكل مثالي بل سلطنا الضوء أيضاً على الأخطاء والشوائب.. وأجمل ما في الأمر مراعاة النص للمفردات التي كانت متداولة أيامها.
وهل وصلت الرسالة التي أردتموها للجيل الجديد؟
أعتقد ذلك وأصارحك أن أولادنا يسألوننا “شنو التنديل”، والعمل فسر لهم ذلك كما قدم لهم كثيراً من العادات والقيم التي اندثرت ويجب الحفاظ عليها وعدم محوها من ذهن أولادنا وشبابنا لأنها تريهم كيف كان الإنسان يحفر في الصخر من أجل أن يؤمّن قوته وتحمّل الضيم والصعاب ومن الجيد تذكرها بين الفينة والأخرى.
المصدردار الخليــــج-