أقام المركز الكاثوليكي إحتفالية تكريم للفنان عمر الشريف، عن مجمل مشواره الفني ،وذلك بقاعة النيل وسط القاهرة الجمعة، استمرت أكثر من ثلاث ساعات ، وتوافد الحضورإلى القاعة منذ السادسة مساء قبل موعد وصول عمر الشريف بساعة كاملة،ولم يغادرها حتى داعبهم عمر بقوله” أنا ما أستاهل تأخيركم كل هذا الوقت “، ولوحظ أن الشريف جاء في موعده بالثانية من دون أدنى تأخير، وسط تواجد تلفزيوني كثيف، . أشرف على التكريم وأدار الندوة الأب بطرس المشرف على النشاط السينمائي بالمركز الكاثوليكي
بدأت الأحتفالية ـ بناء على طلب عمر، بآداء ثلاثة مطربين ـ صبيتان و شاب ـ لأغنية الرائعة فيروز ” سهر الليالي “، التي تجاوب معها عمر تجاوبا كبيرا، خاصة مع الآداء المتميز للنجوم الثلاثة الواعدة.
بعدها تم تقديم كليب لأشهر وأحب أفلام النجم المكرم، صراع في الوادي1954، أيامنا الحلوة 1955،صراع في الميناء 1956، صراع في النيل 1959، بداية ونهاية 1960، إشاعة حب 1960،غرام الأسياد 1961، في بيتنا رجل 1961، الأراجوز 1989، فيما أغفل الكليب أفلامه الأخيرة في مصر: أيوب، ضحك ولعب وحب، والمواطن مصري.
تحدث الشريف عن مرحلة العالمية في مشواره، فقسمها الى قسمين: الأولى تلك التي كان موقع خلالها على عقد احتكار، وقال عنها أنه لم يكن له حق التحدث في أي شئ يخص العمل الفني الذي يقدمه، لا بالقبول ولا بالرفض !وهذه لم يحقق فيه أموال؛ لأن العقد كان بقيمة هزيلة .
أما المرحلة الثانية، فكانت بعد زوال عقد الأحتكار، وهذه تزامنت مع رغبة والديه في الحياة في أسبانيا، وبالتالي كانا يحتاجان الى نفقات ليست بالقليلة، فاضطر للعمل في أفلام ضعيفة فنيا، ولكن كان مقابلها المالي كبير.. بل كبير جدا.
وعن صداقته مع الرئيس الراحل أنور السادات، قال أنه إلتقاه ذات نهار في عاصمة أوربية، فوجده رئيس يعشق البساطة، وقال له السادات : فرح ابني بعد أسبوع، ولو لم تأت، سأكون ” زعلان “، فما كان مني إلا أن حزمت حقيبتي استعدادا للسفر الى القاهرة لحضور فرح نجل الرئيس.
وعن الشهرة وحب الناس، قال الشريف، أن الشهرة أصبحت لاتعنيه في شئ، وإنما الذي يعنيه هو حب الناس، البسطاء تحديدا، وكم يتمنى لو أصبح مفيدا بالنسبة لهم، أعشق ” الردئ ” قبل الجيد؛ فأحاول أن أصلح من الردئ، وأتعلم من الشخص الذي يحمل صفاتا حسنة، وطوال عمري علاقاتي طيبة للغاية بالبسطاء وليس بالحكام.
وعن الجوائز قال أنه رشح للأوسكار، وأنه حصل على أوسكار فرنسا عن مجمل أعماله، وأنه اعتاد حصد الجوائز منذ طفولته، حتى أصبحت شئ عادي لديه، فهو منذ كان طالبا في المدرسة الأبتدائية، وهو يحصل على ثلاث ميداليات إسبوعيا، في اللغة العربية، والأنجليزية والفرنسية.
وعن تخطيطه للمستقبل، قال ان ذلك السؤال يوجه الى شاب، أما هو فلا يفكر أكثر من ” الثانية ” التي يعيشها، بعد أن وصل الى سن متقدم.
كما كشف عن كونه لايحتفظ بأية جائزة من تلك الجوائز، التي حصل عليها، سواء كانت على شكل ” دروع “، أو شهادات تكريم ” فهي لا تهمني “، وأن الذي يهمني هم جمهور الشارع.
ثم كشف عن فكره وفلسفته في التكريمات، فقال ان الأطباء والمهندسين، يستحقون فى كل يوم جائزة، نظير اختراعاتهم، وابتكاراتهم، التي يفيدون بها البشرية.
وعن العالمية قال: انها خدعة، ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان.
ثم جاء الى تصريحه الصادم، حينما قال ان التمثيل ليس بالشئ العبقري، وأن الممثل مهما علا شأنه لا يستحق لحظة تكريم واحدة، فالممثل طول الوقت يجد من ” يدلعه”، وهو يشتغل أسبوع، ويجلس في منزله شهور، وأن من يستحق التكريم ، هم الأطباء والمهندسين المبتكرين، أما الممثل، فلا يستحق أية تكريمات من أي نوع، ويكفيه ما يحصل عليه من أجر مبالغ فيه.
وعن العالمية يقول أنه شعار خادع، ففي فرنسا ينادون بما يسمى ” الفرنساوية ”
وعن مرحلة ما بعد العودة الى مصر، وتقييمه للأفلام التي قدمها خلال تلك الفقرة: قال انه عاد بعد أن تخلى عنه شبابه، وتركته وسامته، لذلك طلب أن يقدم أدوارا تحتوي على تمثيل حقيفي وآداء صعب، مثل دور العمدة مع يوسف شاهين، في فيلمهما معا : المواطن مصري، كذلك “الأراجوز” مع المخرج هاني لاشين، وفيه قدم على مستوى الحوار، لغة كانت جديدة عليه.
وفي نهاية احتفالية التكريم قدم الأب بطرس هدية المركز الكاثوليكي هديته، وهي عبارة عن لوحة لعمرالشريف بألوان الزيت، رسمها من أجله، الفنان التشكيلي محمد العيسوي.
يذكر أن القاعة التي أقيمت بها الأحتفالية تأسست العام 1956، وتم افتتاحها في العام التالي 1957، وشهدت الكثير من الأحداث والوقائع الخاصة بالسينما، ويقام بها مهرجان سنوي للأفلام السينمائية التي تحتوي قيما أخلاقية وإجتماعية.
ومن أشهر النجوم الذين تم تكريمهم في يوم العطاء الفنانون: عادل إمام، حسين فهمي، يسرا، لبلبة، صفاء أبو السعود، نيللي، والممثلة فيروز.