[محمد العيدان]

علي المفيدي كبير المسرح ونبض الفن الكويتي.. في الذاكرة دائماً


قحطة.. شبروح.. حنظل.. طعمار.. بوخليفة.. بونبيل.. جميل جمال.. أحمد يكيكي.. ألقاب اشتهر بها الفنان الراحل علي المفيدي وبنفس الوقت بقيت راسخة ومحفورة في ذاكرة المشاهد، وخالدة في اذهان عشاق الفن الاصيل

.
فنان نذر نفسه للفن وعشق الاذاعة وابدع على خشبة المسرح وقدم اصعب الأدوار في التلفزيون ومشواره الفني الطويل يحمل عشرات الأدوار الرائعة والاعمال المميزة التي لها بصمات واضحة في تاريخ الحركة الفنية الكويتية

.
كان فنانا شاملا مبدعا من الطراز الأول فهو الكاتب والمخرج والمنتج والمؤلف والممثل والمذيع واعماله الفنية كلها تشهد بأننا فقدنا انسانا كبيرا وعنصرا مهما وبارزا وهب نفسه للفن ومنح جمهوره جلّ عطائه.
ويعد رحيل المفيدي خسارة لا تعوض للحركة الفنية مستذكرين اعماله العديدة واسهاماته الملموسة في مجالات العمل الاذاعي والمسرحي والتلفزيوني ويعتبر نموذجا يحتذى في الالتزام والتعاون وكانت اعماله تشكل خطى ثقافية وفنية ذات بصمات واضحة وحملت اسم الكويت في عدة محافل دولية

.
والمفيدي رحمه الله علم من الأعلام.. وفارس من الفرسان الرائدين كان ذا عطاءات على مستوى الاعمال المرئية والسمعية إلى جانب السينمائية رغم قلتها خصوصا مشاركته في فيلم «بس يا بحر» ومن ناحية أخرى، شارك الراحل علي المفيدي في كثير من المهرجانات الخليجية والعربية كممثل وكمخرج ومن ضمن اللجان التحكيمية ايضاً.
واذا ذهب كجسد لكنه سيظل معنا خالدا بأعماله واسهاماته المتعددة والمتميزة في ذاكرتنا ووجداننا

.

السيرة الذاتية

علي سليمان علي المفيدي من مواليد 10 سبتمبر 1939، وقد ولد بالحي الشرقي وتحديدا براحة المجيبل قرب حضرة العبكل متزوج ولديه من الابناء خمسة، ثلاثة أولاد جميعهم تابعوا مشوار والدهم وشقوا طريق الفن وهم المخرج حسين المفيدي والفنان والمخرج خالد المفيدي والممثل والمنتج سليمان المفيدي ولديه ابنتان خلود وابرار المفيدي.

تعليمه

بدأ دراسته على يد المطوعة زهرة، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. وبعدها اكمل تعليمه في معهد الدراسات التجارية في عام 1958 وتميز في اللغتين العربية والانكليزية والطباعة على الآلة الكاتبة.

حياته العملية

عمل منذ العام 1957 في بريد الكويت موظفا وظل حتى عام 1973 وكان يشغل منصب رئيس الفرز والتوزيع ثم التحق في عام 1959 بإذاعة الكويت وقدم فيها عددا من البرامج العلمية والصحية ودرس المفيدي في مركز الدراسات المسرحية عام 1964، وحصل على شهادة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1979 وانتسب إلى مسرح الخليج العربي عام 1968 وانضم إلى عائلة إذاعة الكويت مذيعا مخرجا فذا، كما قام بتدريس مادة الإذاعة واللغة العربية في المعهد فيما بعد ليكتسب المستجدون من خبرته التي نضجت مبكرا، كما اشترك في دبلجة بعض المسلسلات الكرتونية، فقام بتمثيل دور «فارس» في عدنان ولينا وشخصية «همام» في الرجل الحديدي وهو من جيل الرواد.

رحلة مرضه

قبل عدة سنوات اصيب بوحسين رحمه الله بالتهاب بالرئتين أدى إلى خلل في وظيفة القلب وضيق تنفس أجبره على الابتعاد عن الساحة الفنية لفترة طويلة ما الزمه الفراش في المستشفى طوال شهر رمضان الكريم تقريبا خاصة بعد المجهود الكبير الذي بذله في مسلسل «ابن النجار» لكي يلحق بقطار عرض الدراما الرمضانية في تلفزيون الكويت عام 2006 ثم أتت مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله لعلاجه في الخارج على نفقة الدولة بعد المعاناة من بعض المشاكل الصحية ففي يوم الجمعة الموافق27 أكتوبر 2006 ذهب للولايات المتحدة الاميركية للقيام ببعض الفحوصات وحين وصوله كان يستخدم جهاز الاوكسجين للتنفس. علما انه تلقى العلاج في اكثر من عاصمة أوروبية.

إعلان وفاته

عندما استقر المفيدي يوم الاثنين الموافق 27 اكتوبر 2008 في الاردن ادخل العناية المركزة في مستشفى الخالدي في عُمان بعد ان قام بعملية في الحنجرة أدت الى تدهور حالته الصحية وكان قد عان ايضا من نزيف في المعدة أدى الى اصابة رئته حتى وافته المنية يوم الثلاثاء الموافق 28 اكتوبر 2008 عن عمر يناهز 69 سنة.
وعاد جثمانه الى الكويت في يوم الاربعاء الموافق 29 اكتوبر 2008 على متن طائرة الخطوط الجوية الكويتية رحلة رقم «562» وقد اذيع بأن جثمانه سيصل في الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت الكويت. ولكنه وصل في الثانية والنصف ظهراً. وتم استقبال جثمانه في صالة التشريفات في مطار الكويت الدولي. علما انه قد أوصى بأن يدفن قرب ضريح الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح في مقبرة الصليبيخات ان امكن. وقد دفن جثمانه يوم الخميس الموافق 30 اكتوبر 2008 في مقبرة الصليبيخات وسط حضور عدد من الفنانين ورجالات الدولة. وفي بادرة مفاجئة غاب مسؤولو وزارة الإعلام عن حضور تشييعه، ليواجه المفيدي قدره وقدر محبيه ويفارقنا بجسده تاركاً وراءه تاريخاً مشرقاً من الاعمال العالقة في اذهان كل محب له ولمشواره الزاخر بالفن.

مشواره الفني

علي المفيدي واحد من جيل الريادة في الحركة الفنية الكويتية ومن اكثر ابناء هذا الجيل عطاء وحيوية وتنوعاً بين المسرح والتلفزيون والإذاعة على مدى العقود الاربعة الماضية. لقب المفيدي بشيخ المخرجين الإذاعيين، كان متربعاً على عرش الإخراج الإذاعي مع الاحتفاظ بمكانه ومكانته في المسرح والتلفزيون. فذاكرة الفن الكويتي لا يمكنها ان تغفل المسلسل التلفزيوني الشهير «درب الزلق» وحين نذكر المسلسل حتما سيتبادر الى الذهن «اقحطة» الشخصية الاشهر في تاريخه الفني والتي تتميز بأداء وشكل متميزين بلغ في حينها درجة النجومية وسط عمالقة الفن الكويت مثل عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وحياة الفهد، وسعاد عبدالله، وخالد النفيسي، وعبدالعزيز النمش، وآخرين وعلى خشبة المسرح قدم ابوحسين ادوارا ستبقى محفورة في ذاكرة المشاهد سواء في اعمال فرقة مسرح الخليج العربي أوخارجها. وكانت البادية بعضويته في مسرح الخليج العربي عام 1968. وتبلورت شخصية علي المفيدي الفنية في مجموعة من المسرحيات التي قدمتها فرقة مسرح الخليج في عهد صقر الرشود.

المسرح

وشارك في الكثير من الاعمال المميزة في مشواره الفني المسرحي الناصع مثل مسرحية «بخور ام جاسم»، «غاب القمر»، «الدرجة الرابعة»، «يا غافلين»، «1، 2، 3، 4 بم بم»، «الحجلة»، «الاصدقاء» وخارج فرقة مسرح الخليج شارك المفيدي في عدد كبير من المسرحيات التي نجحت جماهيريا مثل «هالو دولي»، «بالمشمش»، «مصاص الدما»، و«زمن دراكولا في مسرح السلام ومسرحية «طنطرون بنطلون» ومسرحية «ينانوه الفريج» ، ومسرحية «حب في الفلوجة» ومسرحية «جنوب البشر» التي قدمت في القمة الخليجية التي عقدت في الكويت عام 1997.
وهناك مسرحية واحدة من إنتاجه وإعداده وبطولته هي «القرقور» التي لاقت استحسان واعجاب الجماهير.

استجواب.. حب في الفلوجة

أكد بطل العرض المسرحي الفنان علي المفيدي ان الأخوة النواب هدفهم خدمة الكويت، وتصريحاتهم انطلاقا من هذا الهدف. ومع ذلك شد على يد الكاتب والمنتج المسرحي محمد الرشود رافضي تصريحات النائب وليد الطبطبائي الداعية الى ايقاف مسرحية «حب في الفلوجة» معتبرا هذه التصريحات هجوما غير مبرر خاصة وانه لم يشاهد العرض المسرحي ولم يلمس فيه ما يسيء الى الشعب العراقي أو غيره.
وقال إن المسرحية ليست مسلسلا تلفزيونيا يتم ايقافه بقرار، وانما المسرح يخضع لاجراءات طويلة، رافضين تسييس المسرحية او محاولة بعض النواب استخدامها بندا من بنود استجواب وزير الاعلام محمد ابوالحسن.
وللاسف الشديد ان الذين هاجموا المسرحية في تصريحات صحافية لم يشاهدوا العرض ولم يلمسوا فيه شيئا من ادعاءاتهم، وانما هو هجوم من اجل الهجوم، فالمسرحية مجرد حدوته اجتماعية بحتة تتحدث عن كويتي ذهب الى الفلوجة بعد تحرير العراق ويريد الزواج من ابنة خالته العراقية، وهناك يواجه عقبة وهي رغبة ابن عمها بالزواج بها ورغم الحب الذي يربط بين الكويت وابنة خالته العراقية يتعرض الى الخطف من قبل ابن عمها الذي يساومها على اطلاق سراحه مقابل عودته الى الكويت من دونها. لذلك دعا المفيدي النواب لمشاهدة العرض المسرحي، ومن ثم الحكم عليه قائلا: نحن فنانون كبار ولا نقبل ادواراً هزلية أو مسّفة أو مسيئة للشعوب.
وتساءل تضامنا مع زملائه المسرحيين: لماذ يحظر على المسرح تناول قضايا سياسية واجتماعية، ويسمح بتناولها في الصحافة وكتاب الاعمدة فلو طرح هذه القضية كاتب في عمود على صفحات الجرائد أو برنامج حواري في التلفزيون فهل سيوجه له هذا الهجوم؟
فالمسرح فن محترم وأداة تعبير ابداعية ويجب الا يتعرض الى مثل هذا الهجوم بلا مبرر.

السينما

شارك الفنان علي المفيدي في أول فيلم سينمائي في تاريخ الكويت تم انتاجه وعرضه في الكويت وتدور احداثه عن الغوص وتم عرضه في دور السينما في الكويت ودول المنطقة. بطولة الفقيد الفنان علي المفيدي، حياة الفهد، سعد الفرج، محمد المنصور، أحمد الصالح، محمد منيع، وحاز الفيلم على جوائز كثيرة وتم عرضه في شهر مارس من عام 1971 وبالرغم من النجاح الباهر الذي حققه الفيلم عالميا تعرض الفيلم لانتقادات من داخل الكويت وخارجها.
ومن اشهر من انتقد الفيلم بالكويت عضو مجلس الامة محمد الرشيد والمرحوم صالح شهاب رحمه الله وعبدالرزاق البصير والمؤرخ سيف مرزوق الشملان. حيث ذكر في كتابه تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي الجزء الثاني بعض الاخطاء التي وجهت الفيلم «بس يابحر» والفيلم مترجم باللغة الانكليزية والعربية.
فيلم «بس يابحر» هو فيلم كويتي تحدث عن تاريخ الكويت البحري ومعيشة الكويتيين بشكل درامي ولكن ليس بالصورة الكاملة واخرج الفيلم مخرج الكويتي خالد الصديق والذي اكتسب شهرة واسعة عالميا كمخرج بعد هذا الفيلم الذي حقق نجاحا باهرا على المستوى العالمي وحقق جوائز عالمية وتم عرضه في دور السينما في الكويت ودول الخليج ودول اخرى وفي مهرجانات السينما الدولية وتم انتاجه في عام 1971م.

التلفزيون

وعلى الشاشة الصغيرة لعب المفيدي عشرات الادوار اشهرها شخصية «اقحطة» كما ذكرنا في مسلسل «درب الزلق» ومسلسل «ديوان السبيل» الذي عرض في شهر رمضان 2002 مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، وحياة الفهد وآخرين الى جانب اعمال تلفزيونية كثيرة مثل «المؤذي» و«سليمان الطيب» «الشاطر حسن» و«الاخوة الثلاثة» «على الدنيا السلام» «رقية وسكينة» «خالتي قماشة» «دلق سهيل» الجزء الاول «قاصد خير» «عتيج الصوف» «الطماعون» «عائلة فوق تنور ساخن» في السعودية «عودة السندباد» «للحياة بقية» «مسمار جحا» «عيال قرية» «ابن النجار» «زواج بالكمبيوتر» «كشف حساب» «الدعوة عامة» «القصاص» «الدردور» «كنز المخاطرة» «عندما تشتعل الثلوج» «بلا حدود» «السيف مفقود» «ضيعة ام سالم» «شرباكة الاسوار»« المؤذي» «العتاوية» «سوق المقاصيص» «الشريب بزة» «طش ورش» «ذيب النشامي» «الوريث طير الخير» «آيوب» «دار الزمن» «بوصالح يريد حلا» «الى ابي وامي مع التحية» «كنز المخاطرة» «الغوص» في الامارات «القصاص» في سوريا، اضافة الى مسلسلين من تأليفة واخراجه هما «ابن الحطاب» و «الطابق الثالث» بالاضافة الى العديد من الشهرات والاعمال التمثيلية

مدرسة اخراجية

اما في الاذاعة فإن وجود علي المفيدي يشكل حالة متكاملة سواء في التمثيل والاخراج ويعد المفيدي في الاخراج الاذاعي تحديدا مدرسة تحظى باحترام وتقدير نجوم الفن الكويتي.
ويسجل تاريخ الاعلام المسموع في الكويت مآثر للفنان علي المفيدي حيث ان له برامج شهيرة مثل «نافذة على التاريخ» و«نجوم القمة» و «سلاما» و «شهداء الكويت» و «حبيبنا الغائب» و«الكويت كلمة السلام» و «اعلام الخليج» و «خالد بن الوليد» و «ينابيع الخير» وغيرها من الاعمال الاذاعية التي سجل خلالها سنوات بثها الطويلة الرقم القياسي لجلوس الفنان علي المفيدي على مكسر الاذاعة ومن هذا الجانب تحديدا عمل تحت لواء المفيدي معظم ان لم يكن كل نجوم الفن مثل حياة الفهد وسعاد عبدالله، وخالد النفيسي واحمد الصالح وابراهيم الصلال ومريم الصالح الى جانب أساتذة اكاديمين في المسرح وخريجين من المعهد العالي للفنون المسرحية واجيال الحكمة الفنية المتعاقبة.
وبدأ المفيدي مشواره كمذيع في عام 1962 كبداية فنية ومقدم برامج منها «ركن التقديم الصحي» «ركن البيطرة» «ركن الرياضة» وممثل في أكثر من نحو خمسة آلاف مسلسل اذاعي منها «الفتوحات الاسلامية» «علي بن ابي طالب» «ابو بكر الصديق» «الفاروق عمر» «عم رمضان» «حبابة» تأليفا وتمثيلا وهناك اعمال اذاعية عدة من تأليف وانتاج واخراج علي المفيدي منها «الاميرة والثعبان» «من شيم البادية» «الطرار» «بيت من رمال» «كل عاصي من الزمان يلين» «رفع الستار» وشارك الفنان ابراهيم الصلال في انتاجها ومن اعماله في الاخراج الاذاعي «نافذة على الخليج» «خالد بن الوليد» «ينابيع الخير» كما شارك في تمثيل العشرات من الاعمال الاذاعية

تطوير الانتاج الاذاعي

دعا الممثل الكويتي علي المفيدي عضو لجنة الاستماع والتحكيم الملكفة بالبرامج الاذاعية في الدورة الــ 11 للمهرجان العربي الاذاعة والتلفزيون 2003 الى العمل على تطوير البرامج الاذاعية بأنواعها المختلفة في الاذاعات العربية وقال المفيدي على هامش فعاليات المهرجان في تونس ان الاذاعة الكويتية تشارك في مسابقات المهرجان الرئيسية لمختلف البرامج من دراما اذاعية ومنوعات وبرامج اطفال والبرامج العلمية اضافة الى مسابقة «اعرف بلادك» للبرامج السياحية.
وأكد اهمية المشاركة في مثل هذا المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون مضيفا انها تثري الفن الاذاعي بجميع اشكاله وانواعه ومراحل انتاجه اضافة الى مايوفره المهرجان من فرص الاحتكاك والمنافسة الحميدة بين الاذاعيين المشاركين ممن مختلف الاذاعات العربية والنقاش المثمر حول كل عمل يقوم في المسابقات بسلبياته وايجابياته.
وقال ان هذه التظاهرة الفنية الاعلامية والثقافية الهامة تجمع كل سنتين نخبة من المبدعين الذين ينشدن للاعمال الراقية لاذاعاتهم واصفا المهرجان بالعرس الفني كل المشاركين من منتجين ومبدعين وضيوف ولجان حكام ومفكرين واوضح المفيدي وهو عضو الوفد الممثل للاذاعة الكويتية في المهرجان ان لجنة الاستماع والتحكيم للبرامج الاذاعية التي ينتمي اليها طرحت في مناقشاتها للبرامج التي دخلت للمسابقات الرئيسية المختلفة كثير من الاداء لاسيما حول الاعمال المشتركة مشيرا الى ان اللجنة وضعت جملة من التوصيات ايضا عكست طموح الاذاعيين العرب الى انشاء جامعة عربية فنية تعمل لما فيه خير المستمعين بجميع الاقطار العربية وتقدم لهم ما يحتاجون اليه من برامج تثقيفية واجتماعية وكوميدية وقال المفيدي ان اللجنة اوصت بتعزيز الدعم لاتحاد اذاعات الدول العربية من جانب جميع الدول الاعضاء لكي يصل الاتحاد إلى ما يصبو اليه من طموحات اضافة إلى العديد من التوصيات المتعلقة بمختلف النواحي الفنية والتنظيمية لدورات المهرجان القادمة وكذلك بتطوير البرامج الاذاعية وضمان جودتها من النواحي الفنية كالموسيقى والابتكار والابداع في اعداد هذه الجوانب الفنية الهامة والمطلوبة لضمان انتاج اذاعي متميز شكلا ومضموناً.
وذكر ان اللجنة اوصت ايضاً بأن تقوم جميع الاذاعات العربية بإذاعة كل عمل يتم تقديمه في المهرجان حتى يحقق التبادل الاذاعي العربي التقارب المنشود.

أكاديميا

وعلى الصعيد الاكاديمي فإن للفنان علي المفيدي بصمة واضحة في تدريس مادة الاذاعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية لسنوات طويلة فعلي المفيدي بالفعل حلقة الوصل الحقيقية والقوية بين الريادة والشباب ففي الوقت الذي يقف فيه فنان الستينيات عند قمة انتاجاته يهزو بنجوميته وتاريخه تارة ويطالع من فوق ما يقدم جيل الشباب تارة أخرى نجد الفنان علي المفيدي وهو يقف عند نهاية اربعين عاما من العطاء والتألق الفني وهو لايزال يبحث عن بداية جديدة ونجاح جديد واحد تلو الاخر.
علي المفيدي الذي بلغ من النجومية والشهرة مبلغا في السبعينيات والثمانينيات ويهشد له دور«اقحطة» وبشروح» هذا هو الأن مثال للجد والاجتهاد والمبادرة والالتزام في العمل الاذاعي بصفة دائمة والعمل التلفزيوني والمسرحي كلما سنحت له الفرصة ان هذه الهامة الفنية والقامة الانسانية جديرة بأن تقدر وتكرم حين نفكر في التكريم.
وربما بعيداً عن علي المفيدي نختار من نكرم من جيل رموز الحركة الفنية الكويتية باعتبار ان اختيار وردة من بين باقة ورود امر ليس سهلاً غير ان علي المفيدي يمتلك تلك الخصوصية التي تمنحه جواز المرور إلى حيث يجب ان يبلغ المبدع المقفاني والعطاء المجد والبناء الماهر في صرح الفن والثقافة.
فالمفيدي مدرسة فنية لها منهاجها و مخرجاتها واذا بحثنا عن هؤلاء الذين تخرجوا من مدرسة الفنان المفيدي سنجدهم كثيراً برعوا وشقوا طريقهم في الاذاعة والمسرح والتلفزيون ممثلين ومخرجين وكتابا واذا تذكرنا المقولة الشهيرة«خيركم خيركم لأهله»، فإن شجرة علي المفيدي الفنية قد اخذت اغصانها تضرب في سماء الساحة الفنية وإلى جانب كون المفيدي قدوة واستاذا لجيل كامل من الفنانين فهو اب لابناء عرفوا طريقهم في العمل الفني مهتدين بتجربة والدهم الفنية وعلي المفيدي ستحق التكريم ليس هو فقط بل كل من سار على دربه في الاخلاص لعمله وفي احترامه لذاته وموهبته ولفنة.

ذاكرة صاحبة الجلالة

رغم تميز شخصية الفنان علي المفيدي بالهدوء والابتعاد عن الاثارة والجدول إلا انه يتمتع بخلفية ثفافية جيدة تؤهله لإبداء الرأي المتعمق والمستنير في شتى القضايا حينما يسأل ومن اقواله في الصحافة«ليس لدينا كفانين من ينصرنا ويداع عنا ونتمنى ان يقوم وزير الاعلام بنصرتنا، خاصة ان الفنان لايقل كفاءة عمن يصعد المنبر ويخطب في الناس ويوجههم ويرشدهم إلى الخير والصلاح» الفن في الكويت يعالج كافة القضايا ولايفرق بين الرجل والمرأة أو يتعصب لعرق او دين ولايميز بين لون أو جنس ولكننا ننتقد الوزير والنائب بذات الدرجة والموضوعية التي ننتقد بها اصغر مسؤول في هذه الوزارة أو ذلك الموقع.
«الفنان لاينسلخ عن المواطن وفي الحقيقة لم اكن راضيا اطلاقاً عن اداء مجلس الأمة السابق«مجلس 96» وعندما اصدر صاحب السمو أمير البلاد المرسوم الأميري بحل المجلس في عام 1999 لم اندهش لأن الحل كان مؤكدا بين لحظة وأخرى بعد ان وصلت الحكومة إلى طريق مسدود في التفاهم مع المجلس واعضائه الذين اضاعوا ثلاث سنوات من عمر البرلمان في اختلاق الازمات والتلويح بالاستجوابات وتركوا القضايا المصيرية معلقة دون الاقتراب منها أو محاولة رحلها وفي مقدمها امن البلاد المرتبط بباقي القضايا».
وعن الرقابة الفنية ودورها يقول..«الفنان لديه رقابة ذاتية ويعرف تماما المحظورات وهي قليلة جداً حرية الفن لا تقل عن حرية الصحافة المسرح رسالة كبيرة لانه يغير الطرق للمشاهدين بجميع شرائحهم.
وعن رأية في مسرح الرعب حين كان مشاركاً في مسرحية«زمن دراكولا» لمسرح السلام قال.. «مسرح الرعب حقيقي وانما خيال أو رمز قابل للتصديق أو التكذيب».

التكريم

فاز المفيدي في عام2000 بجائزة الإبداع الاذاعية في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون السادس، وفي الرابع من فبراير2007 اعلن مدير مهرجان الخرافي للابداع المسرحي نبيل الفيلكاوي عن تكريمه وفي الحفل الختامي للمهرجان يوم 18 فبراير 2007 كرم المفيدي كأحد رواد؟؟؟؟؟؟ في الكويت بناء على توجيه راعي المهرجان رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي.
وفي يوم 28 أكتوبر2008 أعلن تلفزيون واذاعة الكويت بعد الإعلان عن وفاته عن التحضير لسهرتين لتوثيق حياته وسيتحدث في كلا السهرتين رفقاء دربه وفي واحد نوفمبر2008 أعلن عبدالله عبدالرسول عن اطلاق اسمه على جائزة افضل عرض متناغم في مهرجان أيام المسرح، وفي الخامس من نوفمبر 2008 عرضت قناة فنون سهرة تحت عنوان«المفيدي الحاضر الغائب» رثاء له وشارك في السهرة الفنانان القديران سعد الفرج ومنصور المنصور





http://www.alamalyawm.com/ArticleDet...x?artid=116380