[محمد العيدان]

ضمن فعاليات المركز الإعلامي


ضمن فعاليات المركز الاعلامي لمهرجان ايام المسرح للشباب تمت استضافة الفنان عبدالعزيز الحداد والذي تحدث عن مشواره الفني مع التمثيل والاخراج وقد استهل الفنان الحداد حديثه قائلاً: اني لا ارى الاخراج على انه عمل او علم.

الاخراج كما شهدته وعلمته، انه حالة تولد مع الانسان، كحالات اخرى، تميّز الفرد بامتلاكه لتلك القدرة الخاصة في فعل شيء ما، سواء كانت تلك القدرة او الحالة في ساحات المحاكم او القدرة في العزف في الاوبرات او الجراحة في غرف العمليات او الاخراج على خشبة المسرح.

الاخراج قيادة، هذا ما قاله البعض، وهذا صحيح، فالقيادة ركيزة من ركائز الاخراج، وهذه الركيزة لا يدركها الا المخرج العارف شؤون عمله والمدرك ان المخرج هو سيد العمل وليس سيد العاملين، فيسود الاحترام بين وسط العاملين في المسرحية.

الفنان شخص مرهف الحس، لا يحتمل التجريح، واحياناً يقبل هذا التجريح على مضض وغصة حتى لا يفقد فرصته في الظهور امام الجمهور لشغفه وحبه لهوايته وحرفته.

حالة الاخراج التي سكنت ذاتي منذ عام 1964، كان ذلك عندما تسلقت عنوة الى خشبة المسرح في مسرحية حظها يكسر الصخر.

ومن خلال الاندية الصيفية انتسبت الى مسرح الخليج العربي بترشيح من الاستاذ عبدالعزيز السريع حيث كان عضو لجنة تحكيم في مسابقة الاندية المدرسية مع زملائه الفنانين سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وعبدالله خريبط، وبعد حصولي على جائزة الاخراج عن مسرحيتي «صف المشاغبين» والتي كانت تحمل فكرة مسرحية مدرسة المشاغبين نفسها ولكن سبقتها بثمانية اعوام، على كل حال، كلانا استسقى الفكرة من المصدر نفسه وهو فيلم «لاستاذي مع التحية» من بطولة سيدني بواتيه.

الحداد خلال المؤتمر الصحافي




كان هدفي من الانتساب لمسرح الخليج هو الاخراج، برغم انني قد تذوقت حلاوة طعم الارتقاء على خشبة المسرح، فلم تكن تغريني الادوار الصغيرة التي كان يعرضها عليّ المخرج صقر الرشود، وكان ينصحني ان ارتقي السلم درجة درجة، لكني لم استفد من هذه النصيحة واخذ بها زملائي في الفرقة الفنان عبدالله الحبيل وعبدالرحمن العقل وسليمان الياسين، فلم يكن لي دور فاعل واكتفيت بالمراقبة والمتابعة لاسلوب صقر الرشود والذي كان مختلفاً تماماً عن اسلوب محمد النشمي، حيث اصر الاستاذ عبدالعزيز السريع ان اقوم بدور سعود في مسرحية «بخور أم جاسم» والذي كان دور البطولة الوحيد في المسرحية حيث كان دور الخال الابكم قد اسند الى الاخ عبدالعزيز الطراروة وقبل به مجاملة لانه لم يكن يحب التمثيل بقدر ما كان يحب التفاني من اجل تسهيل مهمة عرض ناجح.

ثم عقد من التوقف 10 سنوات منذ عام 1970 وحتى عام 1980 حيث اخذت حياتي منحنى آخر تماماً للدراسة في الخارج وتكوين اسرة وعمل وبقي لي من عالم المسرح اصدقاؤه وشرف الانتساب لفرقتي.

كنت قد كتبت نصاً مسرحياً اثناء دراستي في الخارج، وعدت صياغته وتقدمت به لفرقتي في حينه عام 1980 ولم تتوان الفرقة في مساعدتي وشجعتني بان رصدت لي مبلغاً صغيراً على ان اقدم هذا العرض كنشاط داخلي من انشطة الفرقة داخل مقر المسرح.

حزنت كثيراً لانخفاض ضوء الامل، امتص حزني واعاد لي ذلك الوهج زميلي في الفرقة الاخ عبدالستار ناجي، قال لي بعد ان قرأ النص، سيكون لك بعد اخراج هذا النص صيت جيد ولكن عليك بحسن اختيار الممثلين وقال لي قد استفدت كثيراً من نص سعد الله ونوس «الفيل يا ملك الزمان» معولاً على قصيدة كنت ختمت بها المسرحية تقول بعض كلماتها، اكو واحد هدوا له فيل ، ما عنده مكان ينشيل، خله بالفريج يدور، يحليله فيل صغير، الفيل كبير يا ناس، قام يكسر ببيتي، قلت انا اروح اشكي له اقول له فيلكم شيله، جاني يوم يتعذر يقول لي اخوي سامحني، ترى انا الفيل يغلبني، ما اقدر انا اشيله ولا اقرب انا صوبه، عفيه على الشيخ، شيله، ما اقدر انا اشيله.

والحمد لله صدقت نبؤة صديقي نتيجة خبرته ومعرفته النقدية وكانت المسرحية طماشة.

طماشة كانت المحك الحقيقي الذي بحثت فيه عن نفسي ووجدتها ولله الحمد وكان النجاح حليفها.

هوس الفن والاخراج بالذات بدأ يأخذ عمقاً اكثر غوراً في نفسي، فلحقتها مسرحية دفاشة.

وكما قيل فان لكل حادث حديثا، فلي من كل مسرحية اخرجتها في بداياتي. دروس وتجارب كونت بتراكمها خبراتي.

مسرحية طماشة ودفاشة كانت بمنزلة المدرسة التي تتلمذت عليهما لأتجرأ واقدم تجربة للاطفال بعد ان شاهدت عشرات التجارب في الغربية والعربية، فقررت خوض مسرح الطفل في اولى مسرحيات الاطفال التي قمتها وكانت مسرحية «فدوة لك» الذي كتبها الاخ صلاح الساير، واكمل الفنان عبدالعزيز الحداد مفردات مسيرته المسرحية.


http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=177265