لماذا يحدث الشيب؟
عندما يتقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الجسم لمادة الميلانين وهي المادة المسؤولية عن إعطاء اللون للشعر ومع مرور الوقت تتوقف الخلايا الملونة في بصلية الشعر عن تكوين وتصنيع مادة الميلانين وبذلك تقل وتنعدم صبغة الشعر المتجدد وينمو الشعر بلا لون ولا يتبقى من لون الشعر إلا لون مادته الأساسية التي يتركب منها وهي مادة الكريتين وهي مادة لا لون لها.
ما أنواع الشيب؟
هناك نوعان من الشيب الذي يصيب شعر الإنسان وهما:
أولاً:
الشيب نتيجة للتقدم في العمر إن من مظاهر التقدم بالعمر ظهور الشيب لدى الإنسان وهذه العملية محددة جينياً حيث يبدأ الشعر في المشيب عند البيض بين منتصف سن الثلاثين والأربعين، ثم يزداد الشيب على مدى العشرين سنة التالية ومع بلوغ الإنسان لسن 60إلى 70عاماً يشيب الشعر كله تقريباً أما بالنسبة للسود فإنهم يتأخرون عن البيض بمعدل 10سنوات تقريباً، ولسبب غير معروف حتى الآن فإن الشيب يبدأ في الظهور على جانبي الوجه أولاً ثم ينتشر ليشمل جانبي الرأس ثم بقية الرأس ثم بقية شعر الجسم. إن سبب عملية الشيب في هذه الفترة مرتبط بنقص مادة الميلانين، نتيجة لقلة عدد الخلايا الصانعة لها وهو أمر طبيعي مرتبط بانتهاء العمر الزمني لها مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى، كما قد وجد أنه مع مرور العمر يزداد تكون الجيوب الهوائية داخل الشعر والذي بدوره وعن طريق الأكسجين يؤدي إلى أكسدة الميلانين إلى مادة عديمة اللون تعطي اللون الأبيض للشعرة.
ثانياً:
الشيب المبكر يعتبر الشيب مبكراً عندما يبدأ في الظهور قبل سن الثلاثين للبيض وقبل سن الأربعين للسود، وفي هذا النوع من الشيب نلاحظ أن الشيب يبدأ ظهوره أولاً على جانبي الرأس ثم يمتد إلى وسط الرأس، أما مؤخرة الرأس فهي مقاومة للشيب وقلما يظهر الشيب بها، أما بقية شعر الجسم مثل تحت الإبطين فإن الشعر الأبيض نادر الحدوث بهما.
لكن ما أسباب الشيب المبكر؟
1- العامل الوراثي:
يلعب العامل الوراثي دور كبيراً في ظهور الشيب المبكر فإذا كان أحد أفراد العائلة أو الأقارب يعانون من الشيب المبكر فإن احتمال تعرضك أنت أيضاً لذلك يزداد وليس بمعروف إلى الآن الآلية الوراثية لذلك.
2- العوامل النفسية:
هناك ارتباط واضح بين العوامل النفسية وظهور الشيب المبكر وخاصة الانفعالات الشديدة والمفاجئة مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم والغموم ومصداقية ذلك قوله تعالى: {فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا}،
حيث وصف الله أهوال يوم القيامة بأنها تعجل بظهور الشيب بالولدان، كما أن الشواهد الواقعية تؤكد ذلك.
3- سوء التغذية ونقص الفيتامينات:
يلعب سوء التغذية دوراً واضحاً في حدوث الشيب المبكر خاصة في حالة وجود نقص شديد في بعض العناصر الغذائية المهمة في تكوين مادة الميلانين المسؤولية عن لون الشعر ومن أهم هذه العناصر الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب) المركب بأنواعه
وعلى الرغم من عدم وجود إثباتات حاسمة على دور نقص الفيتامينات في ظهور الشيب إلا أن هناك دراسات علمية أشارت إلى ارتباط الشيب بنقص فيتامين (ب) المركب وقد أشارت بعض هذه الدراسات إلى جدوى الجرعات الكبيرة من الفيتامين (ب) في تأخير الشيب.
4- الأمراض العضوية:
إن إصابة الإنسان بالأمراض العضوية خاصة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض اختلال وظائف الغدة الدرقية وغيرها إذا كانت متكررة دوراً كبيراً في الإسراع في ظهور الشيب المبكر وقد يكون السبب في ذلك عائداً إلى كون هذه الأمراض العضوية يصاحبها في الغالب ارتفاع درجة حرارة الجسم ومظاهر الهزال والضعف البدني العام وكلها عوامل إضافية تساعد على حدوث الشيب المبكر، وفي أحيان قليلة قد يحدث الشيب المبكر نتيجة بعض الالتهابات المستمرة في الجسم مثل التهاب اللثة والأسنان المتكرر، وكذلك التهاب فروه الرأس الدهني .
خلاصة الكلام بأن الشيب ليس عيباً بل هناك أسباب لتلك
وهو وقار