04-01-2010, 08:44 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 6129 تاريخ التسجيل: 06/10/2009
المشاركات: 2,270
| الفضائيات العربية تتأرجح بين الأزمات «المالية» و«الإدارية الفضائيات العربية تتأرجح بين الأزمات «المالية» و«الإدارية» بعضها قامت دون دراسات.. وأخرى تفتقر إلى التخطيط والمحتوى تعاني العديد من الفضائيات العربية لضغوط خانقة جراء الأزمة العالمية التي ألقت بظلالها على جميع الاقتصاديات
جدة: أمل باقازي
حضر المشاهد العربي مؤخرا صفقة بيع شبكة راديو وتلفزيون العرب «إيه آر تي» السعودية لقنواتها الرياضية لصالح قناة الجزيرة القطرية، إضافة إلى إعادة شبكة قنوات «روتانا» لهيكلة كيانها بالكامل، وإغلاق قناتين مؤخرا نتيجة انعدام جدواهما الاقتصادية، بالإضافة إلى نقل الكثير من برامجها إلى القاهرة باعتبارها أقل تكلفة من عواصم عربية أخرى.
وتعيش معظم القنوات الفضائية العربية أزمات مختلفة ما بين مالية وإدارية، لتصبح مهددة بالسقوط أو الاختفاء، الأمر الذي دفعها إلى بيع أجزاء من حصصها لشبكات قوية أو إغلاق عدد من قنواتها أو حتى الدخول في تجربة الاندماج تفاديا للوقوع في فخ الإفلاس.
وكانت مصادر مطلعة في شركة روتانا أكدت لـ«الشرق الأوسط» وصول اتفاق مع مؤسسة «نيوز كورب» العالمية إلى مراحله النهائية بحيث تصبح الأخيرة قريبا شريكا فاعلا بنسبة تقل عن الربع وتزيد بعد فترة زمنية محددة.
وذكر مصدر مسؤول من داخل روتانا أنه تم إغلاق قناة «أغاني» لينقل أرشيفها إلى «روتانا موسيقى»، بينما سيتم نقل أرشيف «طرب» إلى «روتانا زمان»، مبينا أن التغييرات تشمل الفنانين والقنوات الفضائية والموظفين العاملين في 700 مكتب موزعة حول العالم.
واستمرارا لتوالي هذه الأزمات، تقدم الرئيس المصري، مطلع هذا الأسبوع بطلب شخصي لمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، بمنح شبكة «أوربت» مهلة لتوفيق أوضاعها ودفع المستحقات المتأخرة عليها، والبالغة 15 مليون جنيه مصري (أقل من ثلاثة ملايين دولار)، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت مدينة الإنتاج قد أصدرت قرارا بإغلاق مكاتب شبكة «أوربت» والاستوديو الخاص بها لتراكم الديون عليها، حيث قامت بتوجيه العديد من المطالبات لإدارة القناة لدفع المستحقات المتأخرة لكنها لم تستجب مما أضطرها إلى التهديد بإغلاق الاستوديو الخاص بالشبكة الذي يبث منه يوميا برنامجي «القاهرة اليوم» و«على الهواء».
وأكد عوني جلال مدير إنتاج «أوربت» لـ«الشرق الأوسط» أن الشبكة سددت أمس 5 ملايين جنيه من مديونيتها، لكنه أوضح أن أجور العاملين المستحقة منذ أربعة أشهر، معلق البت فيها حتى منتصف يناير (كانون الثاني) القادم.
وقال محمد المرلي، مسؤول التسويق الخارجي في مدينة الإنتاج الإعلامي، إن الأزمة العالمية قد أثرت بالفعل على الكثير من المحطات الفضائية.
وتتعرض الكثير من وسائل الإعلام العربية لمشكلات مالية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم منذ العام قبل الماضي. وفي هذا الإطار أكد عوني جلال أن الأزمة مفتعلة، غير أنه عاد وأشار إلى تأثر الشبكة بالأزمة العالمية، إلى حد توقف الشبكة عن دفع أجور العاملين بها منذ أربعة أشهر، وهو الأمر الذي سيستمر حتى منتصف يناير القادم، على حد قوله.
وبينما أكدت مصادر بمدينة الإنتاج الإعلامي أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلق فيها المدينة خدماتها لشبكة «أوربت»، قال محمد المرلي، مسؤول التسويق الخارجي بمدينة الإنتاج الإعلامي، إن الأزمة العالمية قد أثرت بالفعل على الكثير من المحطات الفضائية، مشيرا إلى أن المدينة راعت هذا الظرف الضاغط، لكن الذي يحكم المسألة وجود عقود واضحة تحكم العلاقات الإيجارية.. وتابع موضحا بقوله: «إن هذا ما دفعنا إلى توقيف خدماتنا».
من جهته كشف الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام في السعودية، عن وجود أكثر من 500 قناة فضائية معظمها مملوكة لمستثمرين ورجال أعمال سعوديين، غير أنه يخشى تعثرها نتيجة أسباب مالية أو فنية، مطالبا في الوقت ذاته بأفضلية اندماجها وتحويلها إلى كيانات فضائية قوية.
وقال الجاسر لـ«الشرق الأوسط» إن امتلاك رجال الأعمال السعوديين مجموعة قوية من الكيانات الفضائية يعتبر أفضل من القنوات الفردية في ظل منافسات القنوات العربية والأجنبية بالمنطقة العربية، مؤكدا أن المهم هو النوع لا الكم، إلى جانب المضمون والمحتوى برامجيا ودراميا.
وأضاف: «إذا ما تحقق ذلك المسار فإنه يتطلب إدماجا حضاريا لمؤسسات وشركات الإنتاج السعودية، لا سيما أن تلك الشركات تعد مصانع لا بد أن تتوفر بها المهنية والاحترافية لإيجاد منتج إعلامي ذي مواصفات عالية التأهيل كي يعكس واقع الإعلام السعودي الحديث».
وكان الدكتور عبد الله الجاسر قد أعلن في وقت سابق عن أربع أمنيات تتمثل في اهتمام المهتمين بالشأن الإعلامي ورجال الإعلام السعوديين بتأسيس الشركة السعودية للأقمار الاصطناعية، لتكون مكملة للشركات العربية «عرب سات»، «ونايل سات»، و«نور سات».
فيما تتضمن الأمنية الثانية مرافقة الغربلة وصقل الكوادر للانطلاق الإعلامي، بينما جاءت أمنيته الثالثة بخصوص الحاجة إلى الدخول في تكتلات إعلامية اتصالية، إضافة إلى دخول شركات الإنتاج الفني السعودية مع الفضائيات في كيانات إنتاجية كبيرة، أما الأمنية الرابعة فلخّصها في تفكير رجال الإعلام السعوديين بإيجاد مدينة للإنتاج الإعلامي في السعودية.
من جهته أوضح أحد منسوبي شبكة وقنوات «ART» العربية -فضّل إغفال ذكر اسمه- أن الإعلام المرئي حاليا يتجه اتجاها واحدا في ظل خضوعه لسيطرة مؤسسة إعلامية واحدة، تتمثل في شبكة «الجزيرة»، لافتا إلى أن تلك الشبكة ستكون محط الأنظار خلال المرحلة القادمة في الاتجاهات كافة.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن شبكة «الجزيرة» باتت تستحوذ على الجزء الأكبر من المكانة الإعلامية، الأمر الذي سيؤدي إلى تحجيم الإعلام المرئي السعودي بدرجة عالية.
وأشار إلى أن أولى خطوات تقليص الإعلام السعودي كانت القرار المفاجئ بخصوص بيع قنوات «ART» الرياضية، حتى إن كان سعر الصفقة مغريا، مؤكدا على عدم وجود أي مبرر لاختفاء قنوات بهذا الحجم فجأة لمجرد الإغراء المادي.
وأضاف أن «ART» انتهت منافستها بمجرد إتمامها لتلك الصفقة، لا سيما أنها هزت ثقة المشاهد العربي في أي قناة سعودية أو رأسمال سعودي، الأمر الذي سيصعب على القنوات السعودية القادمة الدخول في المنافسة مع الآخرين.
ونفى منسوب الشبكة وجود أي أزمة مالية تمر بها الإدارة، مؤكدا على ذلك بشراء القناة منذ فترة قصيرة حقوق كأس العالم بنحو 300 مليون دولار، موضحا أن إغلاق مكتبي الشبكة في كل من جدة وعمان جاء على خلفية بيعها لقنواتها الرياضية وعلامتها التجارية أيضا بمبلغ نحو 2.7 مليار دولار.
فيما أشار الدكتور خالد الفرم، نائب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» وعضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين، والمتخصص في الفكر الإعلامي الحديث، إلى أن السوق الإعلامية الفضائية تصحح نفسها، مبينا أن الفضائيات العربية تعيش حركة تصحيحية، والتي تصعب إمكانية توحيد أسباب تأثر تلك القنوات وتعثرها.
وقال الفرم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك قنوات عربية فشلت في الخروج على الشاشة، نتيجة ضعف منهجية التنفيذ، وعدم وجود رؤية مدروسة ومتماسكة، رغم أنها صرفت الكثير من الأموال، بينما ظهرت قنوات أخرى من دون جدوى اقتصادية أو احتكام إلى معايير العمل الإعلامي الفضائي، مما أدى إلى خسارتها وإغلاقها في ما بعد».
ورجع سببَ إغلاق بعض الشبكات إلى عدد من قنواتها إلى رغبتها في تقليص حجم خسائرها، لا سيما أن تلك القنوات التي تم إغلاقها لا تحقق مردودا إعلانيا حتى عن طريق خدمة شريط الرسائل النصية.
وأضاف: «ثمة شبكات موجودة وقائمة إلا أنها التهمت من قبل شبكات أخرى، مثل ما حدث مع شبكة (ART) و(الجزيرة)، لا سيما أن الأخيرة تمتلك نزعة توسعية في الاستحواذ على الإعلام الرياضي والعربي، والسيطرة على هذه السوق، إلى جانب سوء الظروف المالية والإدارية لدى (ART) التي تعد قناة رياضية ولا يُعتدّ بقنواتها الأخرى».
وأكد الدكتور خالد الفرم أن السوق الإعلامية تعد تنافسية بشكل كبير، ما يحتم العمل من خلال منهجيتين تتمثلان في الاندماج أو إدخال مزيد من الاستثمارات والمستثمرين في ظل وجود منافسة شرسة.
واستطرد قائلا: «من لديه رؤية واضحة ومركز مالي قوي وإدارة واعية، فإن بمقدوره التهام الآخرين والتحكم في سوق المشاهدة العربية، مشيرا إلى أن تجربة الاندماج تعتمد على ماهية الشبكات، بالإضافة إلى حاجة بعض القنوات الفضائية إلى خوض تلك التجربة تفاديا لإفلاسها».
من جهته يرى الإعلامي رجاء الله السلمي أن الفضاء ما زال بمقدوره استيعاب المزيد من القنوات على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها، لا سيما أن كمية المشاهدة تعد كبيرة، إضافة إلى أن التلفزيون يعتبر الوسيلة الأولى لنقل الحدث.
وقال السلمي لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد المشاهدون ينتظرون حتى الصباح لقراءة الأحداث، وإنما أصبحوا يتابعونها بسرعة على شاشات التلفزيون، وبات اهتمامهم بالصحف لمجرد قراءة ردود الأفعال والآراء ومعرفة ما وراء الحدث».
ورجع أسبابَ الأزمات التي تمر بها القنوات الفضائية إلى عدم تخطيطها الجيد للمستقبل، وبنائها على آلية وهيكلة لا تتوافقان مع إمكانياتها المادية، إلى جانب توسعها من دون تخطيط مسبق، وافتقارها إلى وضع ميزانيات واضحة، ما يؤدي إلى سقوطها سريعا. وشدد على ضرورة التركيز والخصخصة، والابتعاد عن إنشاء قنوات منوعة في شبكة واحدة، لا سيما أن ذلك يسبب إشكاليات كبيرة ويربك سير العمل الذي لا بد أن يستمر في مسار واحد.
وعلق الفرم قائلا إن التركيز يعد مهما، غير أن توفر القدرة المالية والإدارية لإنشاء شبكة تخاطب المشاهدين كافة بحسب اهتماماتهم قد يكون جيدا، شريطة أن لا يكون على حساب التركيز في الجودة.
وبيّن أن شبكتي «أوربت» و«شوتايم» استطاعتا تخفيض حجم العمليات التشغيلية لهما، خصوصا أنهما تحولتا من عمل تنافسي إلى مشترك، الأمر الذي أدى إلى توحيد الأهداف، وتوسيع نطاقهما في السوق.
وأكد أن استيعاب الفضاء للقنوات يعتمد على ماهية القناة وجمهورها المستهدف، إلى جانب المحتوى، لا سيما أن من أبرز الأخطاء التي وقع فيها الكثير من القنوات الفضائية العربية اعتقادها بأن مجرد الخروج على الشاشة يعتبر قناة، مضيفا أن عددا من تلك القنوات أصبحت بمثابة أجهزة فيديو فقط، مما يؤكد أن المحتوى هو من يحدد المنافسة.
وبالعودة إلى وكيل وزارة الثقافة والإعلام، فقد أعلن في وقت سابق عن مخطط سعودي لتأسيس شركة وطنية للأقمار الاصطناعية كرافد جديد في الحركة الإعلامية العربية، لا سيما أن السعودية تحتل الجانب الأكبر فيها بنسبة بلغت 40 في المائة من القنوات الفضائية العربية.
وهنا أشار الدكتور خالد الفرم إلى أن بعض القنوات الفضائية الفردية تعتبر اجتهادية، وقد انطلقت من دون دراسات، إلى جانب وجود أخرى كان هدف أصحابها منها البحث عن «برستيج» شخصي لهم. وقال: «تحتاج تلك القنوات إلى إعادة تعريف من جديد وتحديد لأهدافها، لا سيما أن بعضها بإمكانها معالجة هيكلتها، مؤكدا أن الحل الوحيد لبقائها يتمثل في فعل تلك الخطوات، وتحديد جمهورها ورسالتها بدقة كي تخفض حجم خسائرها وتتفادى الاختفاء من المشهد الإعلامي».
وقال الإعلامي السعودي عبد الهاجري لوكالة الأنباء الألمانية «إنه من المعروف أن العقل والمال السعوديين هما المسيطران على الإعلام العربي، وهذه مفخرة لكل سعودي، ولا توجد أي أزمات مالية، فشبكة تلفزيون الشرق الأوسط (إم بي سي) حققت نفس دخل عام 2008 دون حساب الشهر الحالي، و(إيه آر تي) لم تبِع سوى 6 قنوات رياضية في صفقة تغري فعلا بالتوقيع».
وقالت الإعلامية اللبنانية ندى سعيد، إن انعكاسات الأزمة المالية العالمية لم تُصِب فقط الفضائيات السعودية بل كل وسائل الإعلام الخليجية والعربية من دون استثناء، لكن بنسب مختلفة، وعمدت كل مؤسسة إلى انتهاج سياسة تقليص النفقات، والاستغناء عن العناصر غير الفاعلة، ووضع خطط طويلة المدى للوقاية من أي أزمة مقبلة، مشيرة إلى أن هذا كان أمرا حتميا، نظرا إلى ظهور لاعبين أقوياء جدد في سوق التلفزيون المدفوع. http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=11356
|
| |