أنا عن نفسي لا أنحاز إلى الأسماء سواء كان عبدالحسين أو سعاد أو حياة الفهد
بقدر ما أنحاز إلى الأعمال الفنية الهادفة والراقية وذات قيمة فنية عالية نصاً وأداءً
و تأثيراً على المجتمع و الأهم من ذلك أهتم كثيراً بالتجديد في الأدوار و الأفكار !!!
لا أنكر أعمال حياة الفهد التي قدمتها في السنوات السابقة و التي كان من أهمها
برأيي مسلسل (ثمن عمري) الذي أعتبره من أروع ما كتبت الكاتبة فجر السعيد
و من أروع الأدوار الإنسانية التي قامت بتجسيدها الفنانة حياة الفهد لدرجة أنها
أبكت المشاهدين في الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل !!!
لكن من بعد ثمن عمري بقت حياة الفهد تسير على دور روتيني ممل غير متجدد
وهو المتمثل في الشخصيات الحزينه و الكئيبه لدرجة أن إسم حياة الفهد إرتبط
كثيراً في السنوات الأخيرة بالحزن و الدموع و تقريباً إستمرت في حكر نفسها
بالأدوار الحزينه في السنوات الأخيرة و المتابع الجيد لأعمال حياة الفهد خلال
شهر رمضان يستطيع الوصول إلى هذا الإستنتاج الصحيح و يلاحظ أن :-
مسلسل ثمن عمري = شخصيه حزينه
مسلسل الحريم = شخصيه حزينه
مسلسل الدنيا لحظة = شخصيه حزينه
مسلسل عندما تغني الزهور = شخصيه حزينه
مسلسل الفريه = شخصيه حزينه
مسلسل الخراز = شخصيه حزينه
مسلسل الدايه = شخصيه حزينه
مسلسل عمر الشقى = شخصيه حزينه
بالإضافة إلى ذلك سلبية أخرى وهي كثرة مشاركات حياة الفهد في التمثيل
بالسنوات الأخيرة سواء كانت أعمال جيدة أو أعمال سيئة !!!
بعكس الفنانة سعاد عبدالله أجدها في الثلاث سنوات خلال شهر رمضان تهتم
في كل عام على إختيار فكرة جديدة و قصة جديدة مختلفة عن العام السابق ,,
نجدها في مسلسل (شاهين) تجسد شخصية المرأة العجوز فاقدة البصر التي
تجعل أهل القرية يتحملون الظلم و القسوة في سبيل إنتظار شخصية وهمية
إسمها (شاهين) و هذا العمل حقاً من أروع الأعمال التراثية و بنظري يتفوق
كثيراً على أعمال حياة الفهد مثل الفرية و الدايه و غيرها ,, لكن مع الأسف
شاهين لم يحظى بمتابعة جيدة من الجمهور رغم حداثة فكرته و قوة قصته
حيث لم نشهد من قبل مسلسلاً يحمل إسم شخصيه وهميه غير موجوده في
المسلسل لدرجة أن المشاهد يعيش حتى الحلقة الأخيرة نفس الوهم و يعتقد
أن هناك شخصية إسمها شاهين تأتي لتحرر القرية من الظلم و لكن بالنهاية
يكتشف المشاهد كما يكتشف أبطال القصة أن شخصية شاهين ما هي إلا
شخصية وهمية زرعتها الفنانة سعاد عبدالله في قلوب أهل القرية !!!
ثم نجدها في رمضان الذي بعده تقدم أروع و أقوى الشخصيات الهادفه جداً
وهي شخصية فضه المعوقه من خلال مسلسل (فضه قلبه أبيض) شخصية
جديدة و مميزة و تسلمت الفنانة سعاد عبدالله رسائل شكر و تهنئات عديدة
من العديد من اللجان الإنسانية و لجان المعاقين على إتقانها أداء هذه
الشخصية الرائعة و تسليطها الضوء على المعاقين ذهنياً .
ثم في رمضان الأخير كانت المفاجأة من خلال المسلسل الذي إحتل أعلى
نسبة مشاهدة في رمضان الماضي وهو (أم البنات) الذي قدمت فيه سعاد
عبدالله شخصيتين في شخصية واحده ,, حيث تجسد في النصف الأول من
المسلسل شخصية المرأة الضعيفة الكسيرة الطائعة لأوامر زوجها مهما
كانت و مهما بلغت قسوتها على نفسها و على أبنائها و في النصف الثاني
من المسلسل تكون المفاجأة في التحول الكبير في شخصيته لتصبح تلك
المرأة الضعيفة مرأة قوية تخرج من ظلم زوجها و تتحمل أخطر المصاعب
في سبيل أن تنال حريتها و حرية بناتها !!!
و من أهم مميزات سعاد عبدالله قلة ظهورها و حرصها على إنتقاء أعمال
ذات جودة عالية و قيمة فنية راقية خصوصاً في مسلسلاتها الرسمية خلال
شهر رمضان المبارك من كل عام !!!
في النهاية كوني منحاز للمستوى الفني الراقي و للأعمال الفنية الراقية
و الهادفة و المتجددة ,, طبيعياً أن أختار سعاد عبدالله هي سيدة و نجمة
العامين 2008 و 2009 بلا منازع .
مع إحترامي لحياة الفهد و جمهورها العريض
أعمال سعاد الأخيرة المتجددة تؤلها لأن تكون ملكة الفن الكويتي فبرأيي
المتواضع ما حققته سعاد من شعبية واسعة و إستقطاب جماهيري كبير
في العامين الأخيرين من خلال (فضه قلبها أبيض) و (أم البنات) يعادل
جميع الأعمال التي قدمتها حياة الفهد طيلة العشر سنوات الماضيه !!!
يكفي فقط وطنية سعاد عبدالله و حرصها على إستمرار النشاط و الحيويه
في تلفزيون الكويت خلال شهر رمضان و هذه الوطنية التي يتمتع بها
أيضاً نجمنا الكبير عبدالحسين عبدالرضا أبو عدنان .
و يكفي أن سعاد عبدالله أعادت لتلفزيون الكويت قوة مسلسلات فترة
العصر خلال شهر رمضان المبارك التي إنفرد بها تلفزيون الكويت
لعدة سنوات بمسلسلات عيال المنصور و فجر السعيد و لكن بسبب
إنسحابهم من تلفزيون الكويت ضاعت قيمة هذا الوقت لسنوات عديده
حتى أعادته سعاد عبدالله بكل قوه في العامين الأخيرين !!!
تحيه لملكة الفن الكويتي سعاد عبدالله