منذ سنوات قرأت في مجلة عن قصة فتاة مصرية من الصعيد
كانت هذه الفتاة تروي قصتها وهي في الأربعين
تروي عن مدى الألم الذي صاحبها منذ نعومة أظفارها
عن قسوة الجهل الذي كان في أسرتها
عن تهميشها و عدم المبالاة بها لكونها بنت والبنت في أعرافهم مجرد خادمة في المنزل
قرأت التقرير وأحسست أن دموع الفتاة قد بللت الورق و صراخها قد شق أذناي
إنِّــــــــي لا أَعــلــــــــــــمُ مَا تَــــــــــعْـلَـــــمْ x إِنـِّـــــــي أَحْـــتَــــاجُ لأَنْ أَفْــــــــهَـــــمْ
أنَـــــا عِشْـــــــتُ حَــيـــــــاتي مـجبــرةً x أَنْ أَخْــــــرَسَ أَوْ لا أَتَــــكَــــــلَّـــمْ
صَــــــدِّقْــــنـي لا أَعْــــلَـــــمُ شَــــــــيــــــئًا x عَنْ قِصَــــصِ الدُّنْيَا لا أَعْلَمْ
أَنَا بِنْـــــتُ الـجـَــهْلِ وَ بِنْتُ الكَبْتِ و بِنْتُ الرَّجُلِ الـمُتَحَكِّمْ
أَبْـــــكِـــــي و دُمُــوعي تـَحْــرِقُنـي x و الصَّــــــــبـْــــرُ بِقَلْبـــي يَــتَـــحَطَمْ
أَصْــــــرُخُ و العُـــنْـــــفُ يُـمَـــزِّقُــنــي x فـي دُنْيَا الـمَوْتِ الــمُـــتَــــحَتِّمْ
قَدْ كُنْتُ حَبِــيـــسَةَ قُمْقُــــــمِهْمْ x فـي قَـــــبْـــرِ العَــــادَاتِ الـمُظْلِمْ
سَــــــرَقُـــــوا أَحْلَامي و ضَمِيريِ x جَـــعَــــلونـي أُصْبِحُ كَالأَبْـــــكَمْ
حَــــــرَمُــونـــي حَــــتَـى أُمْــــنِــــيَــــتــــي x أَنْ أَفْـــــــقَــــــهَ أَوْ أَنْ أَتَــــــعَـــــــــلَـــمْ
أُمِّــــي بـِــــــــــجَـــــفَــــــاءٍ تَــــــــأْمُـــــرُنــــي x وَ أَبـي يَــــرْمُــــقُنــــي بِــــتَجَـــــــهُمْ
أَسْـكُـتُ و العَـــبْـــــرَةُ تـَـخْنــُقُنـي x لاَ أَعْــــــلَمُ فِـــيمَـــــنْ أَتـَــــظَــــــــلَّمْ
فـي عَـــــــــادَاتٍ و تَـــــــقَاليـــــــــــــــــدٍ x وَ أُمُــــــورٍ حـَمْــــــقَا لاَ تَـــــرْحَـمْ
فـي ضِيِـــقِ الدَّارِ وِ كَيِّ النَّارِ x وَ مَـحْـــــــوِ العَّـــــــارِ الـمُــــــتَــــــأزِّمْ
يَا رَبـِّــــي هَـــــــذِي مُعْــــــضِلــتَـــــي x أَلِأَنـِّـي أُنْـــــــثَــــى قَــدْ أُعْدَمْ !!