السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُقال : " بين الثقة والغرور شعرة "
جميل أن يكون الشخص يمتلك ثقة في نفسه ، وهذا كفيل بأن يساعده على تخطي الكثير الكثير من العقبات التي ربما تقف أمامه ، ولكن هل فعلاً أن هناك شعرة رقيقة بين الثقة بالنفس والغرور ؟ يظهر أحد الفنانين على شاشة التلفاز ويقول أنه أول من قام بكذا ، وأن بإمكانه فعل كذا ،ف يقال عن هذا الفنان أنه واثق من نفسه . يظهر فنان آخر ويقول نفس الكلمات تقريباً ، ولكن يُقال عنه أنه مغرور ، هذا مثال بسيط جداً على أنه بالفعل هناك شعرة بين الثقة والغرور.
ولكن كيف نعرف من هو المغرور ومنهو صاحب الثقة ؟ هذا الموضوع حساس جداً ، والكثير من المشاهدين يخلطون الحابل بالنابل . هذا الفنان عندما يتحدث لوسائل الاعلام ويصرح ، ما هو تاريخه ؟ ما هي انجازاته ؟ للأسف أصبح بعض الفنانين يتحدثون عن أنفسهم على الملاً ويكيلون المديح لأنفسهم وهم لا يملكون من التاريخ شيء ، وأرشيفهم خال من الانجازات ، فعلى أي أساس يعتمد هؤلاء ليتحدثون بهذه الطريقة "الوقحة"؟
نقطة أخرى ، وهي أن الفنان الواثق من نفسه دائماً ما تكون علاقاته ناجحة مع جميع زملائه الفنانين وأيضاً في المجتمع ، بينما الفنان المغرور لا تكون علااته بهذا النجاح ، فتراه يوماً يتسلط على فنان آخر ، ويوماً يتطاول على فنان له تاريخه أمام الجميع .
هي دعوة لبعض الفنانين الذين يعتقدون أنهم واثقين من أنفسهم ، ولا يعلمون أنهم غارقين في بحر الغرور ، ومن يغرق في هذا البحر فليتأكد أن لا شيء يمكن أن ينقذه ، وليعلم أن بين الثقة والغرور شعرة ، وسحقاً له إن اقتلع تلك الشعرة !
يُقال : " بين خفة الدم وقلة الأدب شعرة "
من منا لا يتمنى بأن يكون "خفيف دم "؟ كلنا نتمنى ذلك ، ولكن البعض لا داعي لأن يتمنوا ذلك لأن الله وهبهم ذلك وجعلها صفة فيهم ، ولكن هل هؤلاء يستغلون هذه الصفة بالشكل الأمثل ؟ هذا هو السؤال الذي يجب على كل فنان كوميدي أن يضعه أمامه قبل أن يقدم على أي خطوة فنية.
بعض الفنانين ممن يمتلكون هذه الصفة يسيئون استخدامها بصورة مقززة تسيء له ، وللأسف تسيء للفن أيضاً وخصوصاً ان كانت على المسرح . في المسرح ، لا بد ان يكون هناك احترام متبادل بين الممثل والمشاهد ، وكذلك بين الممثلين أنفسهم ، ولكن هؤلاء الفنانيين الكوميديين أو فلنقل الفنانيينالذين يدعون بأنهم كوميديين يقومون بتصرفات غير لائقة وكلمات بذيئة في إطار "خفة الدم" ، مع علمه التام بان خفة الدم برئية منه . خفة الدم بطبيعتها لها خطوط حمراء ، ولها قواعد بأن يكون الطرف الآخر مهيأ لتقبلها ، ولا يجب أن تخرج خارج هذه الحدود والقواعد ، وإلا فتصبح قلة أدب واضحة وبشعة.
"المسرحية الاجتماعية الهادفة" ، " المسلسل الكوميدي " اعلانات براقة تخفي ورائها جبل من قلة الأدب والكلام الفارغ الخالي من أي هدف يفيد المشاهدين . ما أجمل أن تكون فناناً كوميدياً يعرف تماماً كيف يتحكم بلسانه وعقله ، وليس هناك أسوأ من أن تعتقد أنك فناناً كوميدياً وتقوم بتصرفات لا تصدر من طفل ؟
لأن الكوميديا موضوع حساس ، ولأن هناك شعرة بين خفة الدم وقلة الأدب ، وكلما صغر سمك هذه الشعرة زادت قلة الأدب ، فسحقاً لمن يقتلع تلك الشعرة !
تم بعون الله
محمود آل ابراهيم