أصعب سؤال واجهني وأكثر سؤال أرقني...سؤال بحثت له في وجوه الكثيرين عن إجابة وفتشت له في كلمات العديدين عن تفسير..
من أنا ومن أنت؟ ولأي شيء ننتمي؟
وهل نحن حقا ننتمي؟
قيل لي إنا نعيش منذ زمن أزمة هوية...
فلمَ أجهد نفسي بالبحث عن كينونتي في عالم مبعثر يعيش بين التيه والضياع....
من أنا وما الآخر؟
سؤال يعبث داخل نفسي فيهزني مرة وينفضني مرة ويزلزل أعماقي مرات أخرى حتى تصل هزاته الارتدادية من أقصى نقطة داخلي إلى أقصاها خارجي.
هل أنا فعلاً هوية تائهة؟!
أم هوية غائبة أم عائمة؟ أم ضائعة؟
أم أني صاحبة هوية ممطوطة سائبة؟!
والسؤال الأكبر الذي أعيشه بقلق...
هل أنا فعلا صاحبة هوية وهل هي أصلاً موجودة ؟!
هل أنا بهذه الإشكالية نقطة مرسومة في بداية سطر الحياة أم في وسطه أم في آخره أم أني نقطة لم ترسم بعد فيها؟!
إنسانياً لا اختلاف فأنا إنسان
مكانياً لا مشكلة فأنا على سطح الأرض
ولكني اصطلاحياً أعيش أزمة
خصوصاً وهي تمر علي وأعني بها – المصطلحات- كما تمر الأسهم دون أن أعيها
عربي قومي, ليبرالي, ديمقراطي, متشدد, متطرف, اشتراكي, رأسمالي, إرهابي, متحرر
أشعر إني داخل مصطلحات تصوغني دون أن ادري وأني في عالم من الأعاصير اللفظية أو التصنيفية التي لا أفهمها ولا أحب أن أشغل نفسي بها.ولكنها تفرض نفسها عليّ فرضاً و تحيا داخلي بالإكراه.
زمانياً:
هل أنا إنسان حداثي
أم أني إنسان ما بعد الحداثة
أم أني إنسان متفلسف صب في قالب لم يسعه في زمن الفلسفة البراقة؟!
ماذا أنا؟!! وأنا ماذا؟! وما التاريخ الذي أنتمي له؟ هل أنا إنسان العصور القديمة أم الوسطى أم الحديثة أم المعاصرة؟! أم أني إنسان أحيا بلا تاريخ؟
وحدي من أشعر بهذا الضياع المتلألئ
هذا الضياع الأخاذ أم يعيشه معي آخرون؟!
من ضمن حوائط الحدود الجغرافية أو الخرائطية ومن داخل فلسفة المكان وفي ظل عالم متعولم بدأت البحث عن جواب لسؤال يبدو رغم بساطة طرحه إنه يتوه في داخلي كما تتوه ريشة في عالم السماء!
وفي عالمنا العاصف بمشاهد البؤس والمتأزم بمواقف المتأزمين الذين يحيون فيه تبدو لي عدداً من التساؤلات بأنها مضيعة للوقت
في الختام يلح سؤال علي في حال وجدت ذلك الانتماء فلمن يا ترى يجب أن يكون:
لذوي الصوت العالي؟!
أم لأصحاب الشعارات البراقة؟!
أم لأهل العقول الخامدة ...!!!
أم لأولي الألباب المحترقة؟!
للأقلية أم للأكثرية يا ترى؟!!!!
هل يلزمني أصلاً أن أنتمي لعالم غير عالمي النفسي الذي أحياه سؤال رغم سذاجته إلا أنه يقتلني حيرة ويسفك دمي عجباً.
لله درك يا صاحب الموضوع الأصلي