يستعد للموسم الرمضاني بـ «العميد» و«درب الخيل»
عبدالرضا: الدراما الكويتية خارج المنافسة خليجياً
حسين عبدالرضا: تعاون الفضائيات طوق النجاة الوحيد من فوضى «دراما رمضان».
هل حضرتك فنان أم ماذا؟» سؤال قد يكتسي قدراً من المشروعية في حال توجيهه إلى أي شخص آخر، بخلاف الفنان عبدالحسين عبدالرضا، الذي أجابه بخفة ظل، بعد توجيهه إليه في كواليس برنامج تلفزيوني، من ضيف لبناني تصادف وجوده قبيل تصوير البرنامج مع عبدالرضا قبل النقل المباشر «لا أنا لاعب كرة قدم معتزل».
سيرة الاعتزال أغوت الفنان القدير أيضاً لبدء حواره ، بتصريح جاء أشبه بالبيان في صيغته التقريرية، طالب فيه الصحافة العربية بنبذ الشائعات وعدم ترديدها. وقال«لا أتكلم على الصعيد الشخصي، بل أتحدث عن سماح بعضهم لأنفسهم بانتهاك حرمة وخصوصية حياة الفنان، بل والذهاب إلى أبعد من ذلك، عن طريق اختلاق أكاذيب قد تكون مدمرة وجارحة لخروجها عن سياق الممكن تقبله على الصعيد الأخلاقي».
وأوضح عبدالرضا أنه لا يعني بذلك فقط شائعات تم ترويجها عن اعتزاله الفن، وتفرغه للحياة السياسية، نفاها ، وقال «أحزنني ما نسجه صحافيون حول الفنان المصري نور الشريف. وما تم ترويجه عن اتهامه بالشذوذ والزعم بأن هناك أدلة دامغة على ذلك كان بمثابة حلقة مهينة في علاقة الإعلام بالفن، ساءني كثيراً كما ساء أي شخص يرتبط بهذا الفنان المتميز بمن فيهم، من دون شك، جمهوره العريض».
ريادة
ومع تأكيده أن ارتفاع وتيرة إنتاج الدراما التلفزيونية خارج الكويت، وخصوصا في الإمارات عبر أعمال مرتبطة بتلفزيوني دبي وأبوظبي، في مصلحة الدراما الخليجية، إلا أن حسين عبد الرضا استبعد أن يؤثر ذلك في الريادة الكويتية في هذا المجال. واعتبر أن دراما بلاده خارج المنافسة خليجياً. وقال «ما يتم إنتاجه في الكويت يظل قياسياً كما ونوعاً، وتبقى المسلسلات الخليجية التي يتم إنتاجها خارج الكويت مبادرات جيدة تستحق التقدير، لكنها لا يمكن أن تشكل منافسة لريادة الكويت في مجال الإنتاج الدرامي الذي تحول هناك إلى صناعة متكاملة، أثبتت نضجها عبر عقود طويلة».
ويرى عبدالرضا أن الدراما الخليجية تمتلك مميزات نسبية للتكامل والتعاون بين أبناء البلدان المختلفة، بفضل وحدة البيئة والقيم والعادات وتقارب اللهجة. وقال «لا تخوض الدراما الخليجية على تنوعها صيغ تنافس بل تكامل، فالفنانون الكويتيون يعملون مع أشقائهم الإماراتيين والسعوديين والقطريين والبحرينيين والعمانيين في المسلسلات نفسها، ولم تعد هناك مسلسلات كثيرة يمكن أن تصـفها بالقُطرية، بل الصيغة المثلى وصف المسلسل بالخليجي».
وأفاد الفنان الكويتي بأنه بدأ الاستعداد مبكراً للموسم الدرامي الرمضاني في عملين جديدين يتم تصويرهما قريباً في الكويت، هما «العميد» و«درب الخيل»، موضحا أن الفرصة مازالت مواتية له للاشتراك في أعمال أخرى، بشرط أن تكون ذات منحى نقدي اجتماعي.
ونفى ما تردد عن اعتزامه اعتزال الحياة الفنية ليتفرغ للحياة السياسية، وأكد أنه لا أساس من الصحة لتلك الشائعات، وأنه عازم على مواصلة رسالته الفنية». وقال «لا يمكن أن تمثل الحياة السياسية إغراء لي يدفعني إلى الانجذاب إليها، فالعمل السياسي في وضعه العربي الراهن لا يحمل أي مقومات الإغراء لممارسته، لكن، يبقى هناك التزام لدى الفنان بالتطرق إلى مسائل سياسية تهم حياة الناس من خلال أعمال درامية».
حجج الرقيب
وأضاف عبدالرضا «جميع أعمالي لا تبتعد كثيراً عن الالتزام بهذا المعنى، وأحياناً ألجأ إلى أعمال كوميدية خالصة، لتفويت حجج الرقيب الفجة لحجب مشهد أو ربما عمل بأكمله مثل مسلسل (العميد)، الذي أستعد لتصويره الآن، وهو عمل كوميدي ثري سيشكل مفاجأة كبيرة لمتابعي الدراما الخليجية. وهناك عمل اجتماعي آخر لكاتب شاب جارٍ الإعداد أيضاً لبدء تصويره، بحيث يكون جاهزاً للعرض خلال شهر رمضان المقبل». وقال « شهد آخر أعمالي المعروض تلفزيونياً، وهو (الحب الكبير)، ممارسة للفعل السياسي بلغة الدراما عن طريق النقد الصريح والمباشر لمحتوى المناهج الدراسية وعمقها في الكويت، والتطرق إلى شؤون لن تنطلي على الرقيب المتحفز بمقصه، إلا من خلال مشاهد بعينها».
وفي ما يتعلق بتعرضه لهجوم صحافي بين حين وآخر في الكويت، قال «الإشكالية أن الناقد أحياناً يخلط ما بين نقد العمل والنقد الشخصي لفنان بعينه، فلا أحد فوق الانتقاد، لكن، على من يقوم بالنقد أيضاً أن يتحرى الدقة، ولا يحمل الفنان أكثر من مسؤولية دوره، وأيضاً اختياراته المرتبطة بقبول النص، ففي ما عدا ذلك في أحيان كثيرة يتغير طبقاً لإرادة جهة الإنتاج، سواء تعلق الأمر بالمخرج أو طاقم الممثلين الآخر أو حتى الطاقم الفني».
ونفى حسين عبدالرضا وجود أي سوء تفاهم مع إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي الحالية، وقال «وجه المهرجان إلي دعوة كريمة، واعتذرت عن تلبيتها لأنني لا أؤمن بمبدأ المشاركة لمجرد الوجود من جهة، عندما لا يكون لدي عمل ضمن عروض المهرجان، فضلاً عن أنني أرى أن الجدوى محدودة جدا من إقامة مهرجانات خليجية في ظل عدم وجود صناعة أفلام حقيقية، لأن إقامة المهرجانات يجب أن تكون تالية، وليست سابقة لقيام تلك الصناعة». وأوضح أن مشاركته الشـرفية اكتفى بها في دورة سابقة من المهرجان، للتعبير عن العلاقـة الطيـبة التي تربطه بمنظميه.
واعتبر عبدالرضا الفوضى العارمة التي تسود الدراما التلفزيونية الخاصة بشهر رمضان ناجمة عن «غياب التعاون والتنسيق بين الفضائيات العربية المختلفة». موضحا أن الفضائيات تتسابق على المسلسلات في الشهر الفضيل في سياق تنافسها على السوق الإعلانية التي لا تنشط على هذا النحو إلا في رمضان، لكن تلك الفضائيات، على الرغم من ذلك، تمتلك أسلحة لتفعيل السوق الإعلانية على مدار العام، للأسف لا تستخدمها بسبب غياب التنسيق في ما بينها، ما يجعل شركات الدعاية والإعلان اللاعب الأوحد في المعادلة التي أضرت كثيراً بسوية المنتج الدرامي، بسبب إعداده لموسم وحيد».
هم السينما
يرى الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا أن هناك صعوبة كبيرة في إقامة صناعة سينمائية خليجية في الوقت الراهن، معتبراً أن مقومات تلك الصناعة مازالت غائبة في ظل حضور طاغ للسينما الهندية والمصرية على نحو خاص خليجيا. وقال «لا طائل من الانشغال بهمّ السينما، لأن النتائج التي يمكن أن تتحقق في هذا المجال لن تكون مهمة، والأولى الاهتمام خليجياً بالدراما التلفزيونية».
مقاومة
قال حسين عبدالرضا «الفنان الحقيقي هو الذي يلعب دوراً مؤثراً وإيجابياً في حياة مجتمعه، في أعمال هادفة، بصرف النظر عن القالب الفني، درامياً أو كوميديا. ولا يمكن أن نقدم أعمالاً لمجرد الضحك أو البكاء، ويجب أن نكون موصولين بمجتمعنا، ولا يمكن أن تكون مهمة الممثل مجرد التسلية التي يمكن أن يقوم بها أي مهرج». موضحا أن «الفنان الحقيقي يمكن أن يقاوم آفات ومشكلات مجتمعه بالدراما الجيدة، وليس الرديئة».