[نوره عبدالرحمن "سما"]

سئل الدكتور طارق السويدان في أحد محاضراته أكاديمية إعداد القادة عن القدوة فأجاب : نصيحتي الرئيسية ألا تختار قدوة واحدة حيث لا يوجد إنسان يقتدى به في كل المجالات إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم
فابحث عن التميز عند كل شخص بارز واقتد به في مجال تميزه و للعلم فهناك فقط 2% من البشر هم الذين يصنعون الحضارات فابحث عنهم واقتد بنقاط قوتهم ....
كلام صحيح ..و أنا أجد أن هناك فرق بين القدوة والمثل الأعلى فالقدوة لا يعني تقمص الشخصية تماما وإنما اتباع أسلوب في بادئ الأمر مع الحفاظ على أسلوبي وطريقتي وهويتي حتى يصل بي أو بك الأمر إلى مرحلة الإبداع وتصنع من نفسك نموذجا أو قائدا مجددا وقدوة في المجال الذي اخترته ..
المثل الأعلى تجده يختلف عن القدوة و كم من بون شاسع فالمثل الأعلى في كل شيء في سائر شؤون حياتك ..على كافة الأصعدة يعجبك نجاحه ..ولكن يبقى للإنسان هوية وأسلوب ورسالة هو له خاصة أوجد لأجلها لن تتكرر للتكامل مع الخليقة في إعمار هذه البسيطة - الأرض - وكل ميسر لما خلق له فرسولنا الحبيب قدوتنا ومثلنا الأعلى عندما سئله الصحابة عن لقاح النخلة رد عليهم أنتم أعلم بأمور دنياكم ..ماذا نفهم من ذلك ..؟! أنا إمرأة ولا يعقل أن أقلد الرسول حتى في لباسه ولا حتى الرجال في وقتنا هذا.... والإسلام ليس كذلك قالبا وظاهرا ..بل الإسلام قبل ذلك كله قلبا و جوهرا ...فالله عز وجل أخبر على لسان نبيه في الحديث القدسي أنه ينظر إلى مافي قلوبنا لا إلى صورنا وأشكالنا ..ونعم إذا استقام القلب استقامت الجوارج وإذا سلمت الجوارح استقام القلب .. وحقا الإسلام صالح لكل زمان ومكان وتاريخنا مليئ بالقدوات الصالحة فاختر منها ماشئت بعد مثلك الأعلى وكيفها نحو صالح هدفك و رسالتك في هذه الأرض حتى تحقق الغاية من وجودك فيها .