حياة الفهد تقول : أرفض مشاهد البويات والشواذ في المسلسلات !! توج مهرجان القرين الخامس عشر الفنانة حياة الفهد كأفضل فنانة كويتية بمنحها جائزة الدولة التقديرية وضمن فعاليات المهرجان أقيم حوار مفتوح مع حياة الفهد حضره الأمين العام وعدد من الفنانين من بينهم عبدالحسين عبدالرضا ومنى شداد واحلام حسن وغيرهم حيث بدأ الحوار بعرض فيلم تسجيلي لأعمال الفنانة حياة الفهد مثل مسرحية فلوس ونفوس ومسرحية صياح الديك ومسرحية بن صامت ومشهد من فيم بس يابحر وبعض الاعمال التلفزيونية مثل للأمام سرو مسلسل العزباء وخالتي قماشة وعلى الدنيا السلام ومسلسل الفرية.
وقد ادارت الحوار الفنانة احلام حسن التي قدمت الفهد قائلة «يعجز اللسان عن التعرف على حياة الفنانة حياة الفهد فهي الرائدة في مجال المسرح والسينما والتلفزيون فلن نستطيع ان نلخص ما قدمته بكلمات أو جمل أما الشاعرة جنة القريني وانشدت الفهد شعرا وصرحت بأبيات عبرت فيها عن حبها واعجابها الشديد بالفهد.
تم ترك زمام الكلام للفهد التي تطرقت إلى مسيرتها الفنية والعقبات التي وقعت في طريقها، وقبل ان تبدأ الحديث عن مسيرتها امتزج الفرح بالحزن عندما رأت الممثل عبدالحسين عبدالرضا الذي اسعدها حضوره وفي الوقت نفسه احزنها غياب زملائها وحتى تتجاوز صدمة الموقف قالت مختصرة لكل الكلمات «وكأني بالحضور كله بوجود الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي خفف وطأت غياب زملائي وخصوصا الذين عاصروا مسيرتي الفنية.
بدأت العمل بالمجال الاعلامي من خلال الاذاعة وكان ذلك عام 1963 م وتاليا انتقلت للمسرح وهناك ألتقيت بالمرحوم صقر رشود الذي تتلمذت على يده وعرفت ماهو المسرح، ثم انتقلت للعمل في المجال التلفزيوني الذي اسعدني العمل مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا ومنصور المنصور وسعد الفرج.
بعد ذلك اتجهت إلى الكتابة وذلك في اواخر الثمانينات فكنت اكتب خواطر لنفسي واختلق قصصاً «وحزاوي» وبتشجيع من زملائي بدأت بالكتابة للإذاعة ولكن باسم مستعار لأنني كنت اخجل ان يكتب اسمي مرتين في العمل ولكن تجاوزت ذلك وبدأت بوضع اسمي لانه حق أدبي، ثم اتجهت في كتابة السهرات التلفزيونية وأول مسلسل كتبه «سليمان الطيب» ومسرحية شيكات من غير رصيد وابتعدت عن كتابة المسرحيات لانها شيء متعب ولا يغطي تكاليفه لقد كان العمل للمرأة في السابق صعب جداً فقد كانت المرأة العاملة آن ذاك تتعرض للظلم والاضطهاد من الأهل أو الناس فقد كنا نسمع كلاماً كله تجريح ولكننا استطعنا ان نقنع الجميع ان نوصل رسالة الفن فأصبحوا يحبوننا ونحبهم ونتواصل معهم على عكس الجيل الجديد الذين لم تواجههم أي صعوبة فأنهم لن يحافظا على الرسالة التي سيقدمونها.
ثم فتح باب النقاش وسألت الفهد عن سبب تراجع المسرح الخليجي وخاصة الكويتي «فردت التراجع إلى كل الدول العربية ككل لأن الجانب التجاري طغى على الجانب الفني وعلى الرسالة الفنية وان ما يقدم الآن لايرقى إلى مستوى المشاهدة ونستثني بعض المحاولات التي تستدعي إلى ان يحافظ المسرح على مكانته وعلى ماكان عليه في السابق.
وعن ابتعاد الفهد عن المسرح قالت «قدمت الكثير من العروض السابقة ولكن الآن انا مبتعدة عن المسرح لأن السن يحكم بهذه الأمور ولامانع في المشاركة في بعض العروض التجريبية.
واستنكرت الفهد عدم وجود نقابة فنانين إلى الآن قائلة «كنا ننادي منذ سنوات عديدة لعمل نقابة خاصة للفنانين لحماية حقوقهم وتدافع عنهم وتقف إلى جانبهم ما اذا تعرضوا لأي مكروه.
ومن المحزن اننا كفنانين ليس لدينا أي سلطة تستطيع من خلالها ان توقف كل من يتعدى على الفن الكويتي فقد اصبح الفن الآن مهنة لمن لا مهنة له فمن اراد ان يصبح ممثلا أو منتجا أو كاتبا استطاع ذلك بكل سهولة حتى لو اساء للفن الكويتي خلف مشاهدنا خلال السنوات السابقة الكثير ممن شوهوا صورة الكويت من خلال ما قدموه للفضائيات من اعمال مسيئة للديرة والشعب الكويتي، ونحن لاحول ولاقوة لنا ولانستطيع ان نردعهم وحتى وزارة الاعلام ليس لها أي سلطة وان أكبر عقوبة لهم وهي دفع غرامة ألف دينار وعهد فقط وهذا مما يزيد الأمر سوءا فهو يستطيع ان يعود لتقديم مالديه من أعمال سيئة لاتشرف الكويت فلابد من وجود نقابة لكي نقضي على هذه الظواهر السلبية التي تسيء للفن الكويتي وللكويت بشكل عام.
وعما إذا عانت الفهد من نكران للجميل قالت«لقد عانيت كثيراً من نكران الجميل سواء من المقربين أو من زملائي ولكنني لدي ايمان بالله قوي وإيمان بنفسي كبير وكما لدي القدرة على النسيان وعلى تخطي هذه الأمور وعلى الرغم من ذلك فأنني لا استطيع ان اكره ولكنني اتخذ موقفاً واضحاً واضع خططا وحدودا في التعامل مع ناكري الجميل.
وبخصوص عزوفها عن المشاركة أو الكتابة للطفل اجابت الفهد «لست متخصصة في أعمال الطفل وعن نفسي أفضل ان يكتب للطفل كتاب متخصصون لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال لأن مخاطبة الطفل ليست بالشيء الهين وانتقدت بعض المنتجين الذين يستغلون الطفل في اعمالهم وخصوصاً في مسرح الطفل إذ تقدم اعمالا هابطة لاتليق ولايوجد بها اهداف تربوية بالإضافة إلى وجود أكثر من 3 عروض في اليوم الواحد لتغطية التكاليف
وبدبلوماسية جميلة اجابت الفهد ان كان يوجد فنانة ترى نفسها فيها قائلة «لايوجد فنان يكمل فنان فالكل له خط سير يسير به ولكل فنان شخصيته المتميزة فأنا أؤمن بالموهبة فكبار الفنانين وجيل الرواد أكثرهم ممن لم يدرسوا وانما ولدوا لكي يكونوا ممثلين لان التمثيل كالشعر لايدرس وانما موهبة من الله ولامانع من الدراسة لكي تزيد من ثقافة وتنمي موهبة الممثل وانا ارى الآن الكثير ممن لديهم الاصرار على الاستمرار وحب الفن وليس هدفه جمع المال أو الشهرة فقط، كما انني اشجع الفنانين الشباب وأقف إلى جانبهم واحرص على التواصل معهم دون وسيط.
واعتبرت الفهد الدراما التلفزيونية في ظل انتشار الفضائيات بوابة للشهرة إلا اننا كجيل الرواد تجاوزنا هذا الأمر ونسعى لتقديم أعمال ذات رسالة فنية هادفة فأنا حريصة على كل عمل اشارك به حيث انني اتدخل احيانا في كتابة النص إذا توجب الأمر لأننا الآن يجب ان نكون حريصين جداً لكل ما نقدمه من اعمال.
واخيراً انتقدت الفهد بعض المشاهد التي تقدم في المسلسلات بصورة بشعة كمشاهد تعاطي المخدرات وكيفية حقن المخدرات وذلك قد يجعل الاطفال يقومون بتقليد هذه المشاهد وهناك بعض المشاهد التي تخدش حياء الجمهور مثل «البويات» و«الشواذ» وغيرهم حيث ان مثل هذه المشاهد لاتعالج أو تصلح من القضية وانما تزيدها سوءاً. واستغل هذه الفرصة واطالب الدولة والداخلية بإلقاء اشد العقوبة على مثل هذه الظواهر التي انتشرت بالكويت لأن من أمن العقوبة أساء الأدب. وفي مداخلة الأديبة ليلى العثمان على الدور الذي لعبته في المجال الفني إذ كانت قامة فنية باسقة حملت على اكتافها الفن الكويتي وقدمت العديد من الاعمال الفنية المتميزة واقتحمت الفهد الوسط الفني رغم ان المجتمع كان يمنع المرأة من العمل في المجال الفني آن ذاك ولكن الفهد وبنات جيلها قاومن المنع وحملن الفن الكويتي على اكتافهن وسألتها العثمان حول عدم استعانتها بالروايات الكويتية بأعمالها ردت الفهد «الأدباء يفضلون دوما ان تظل اعمالهم حبيسة الكتب ولايفضلون ان تتحول ابطال رواياتهم إلى شخوص وعن السهرات التلفزيونية قالت الفهد اتمنى ان تعاد مثل هذه السهرات وبسبب اختفائها يعود إلى ان المحطات التلفزيونية تفضل ان تأخذ عملاً لايقل عدد حلقاته عن ثلاثين حلقة فهم ينظرون للعمل بما سيجلبه من اعلان ومردود مادي.
بدر الرفاعي: تكريم المبدعين واجب الدولة
اختتم الحوار بكلمة القاها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي قائلا: واجب الدول ان تكرم مبدعيها وبالذات جيل الرواد والعنصر النسائي اللاتي عانين الكثير في فترة الخمسينات والستينات وكل الصعوبات التي واجهنها آن ذاك حتى في دراستهن اذ انهن لم يكن يستطعن حتى ان يدرسن.
ولكن الان اخذت المرأة حقوقها السياسية واصبحت تشارك الرجل في كل شيء حتى في القرارات السياسية.
فوجب علينا ان نكرمها في جميع المجالات
|