حليمة بولند.. ظاهرة إعلامية.. ماذا بعد ذلك؟! استطاعت الإعلامية حليمة بولند منذ أول إطلالة لها على شاشة التلفزيون وتحديدا من خلال برنامج المنوعات «ذا بست» ان تصنع لها هوية خاصة لا تشبه إلا نفسها، فعلى الرغم من الآراء المتباينة والانتقادات التي طالتها منذ بداياتها وظلت مستمرة معها حتى بلوغها مرحلتي الاحتراف والشهرة، إلا ان بولند تمكنت من مجابهة الأقلام الناقدة وقابلتها بثقة متناهية وإيمان مطلق برسالتها الإعلامية واللون الجديد الذي انتهجته لنفسها وخارطة الطريق التي رسمتها، وعلى مدار سنوات الاحتراف تمكنت بولند من صقل الموهبة التي حباها الله بها من خلال الدراسة الأكاديمية، لذا يمكن القول انها من الإعلاميات القلائل اللاتي احترفن المجال مرتكزة على قاعدة صلبة وأساس متين جعلها تحصد النجاح تلو الآخر، وشكلت من خلال محطات مشوارها الإعلامي علامة بارزة في الإعلام الكويتي، وظاهرة في الإعلام العربي، ومن لا يعرف بولند عن قرب يجهل الجانب الثقافي والمعلومات التي تتمتع بها فضلا عن ذلك ذكاء إعلامي وفراسة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، فهي وان كانت مهووسة بالظهور على أغلفة المجلات، كانت تعي تماما انها مادة دسمة وغنية لتلك الوسائل فأحسنت التعامل معها وجعلتها في حالة شغف وترقب لمعرفة جديدها، لذا لم يكن غريبا ان يكون الخبر المنشور عن حليمة يعادل ربما صفحات ومساحات لمذيعات أخريات. ومن يتابع المراحل التي مرت بها بولند تلفزيونيا يكتشف انها تخصصت في البرامج المنوعة وعندما بلغت ذروة انتشارها ونشاطها بدأت تطرق أبوابا أخرى ومنها الإعلانات التجارية والفوازير والتمثيل الذي وظفته توظيفا سليما في خدمة مجالها الإعلامي، وربما خبرة بولند التي اكتسبتها طوال احترافها في المجال الإعلامي مكنتها من إرضاء ذاتها وغرورها كمذيعة في تقديم مختلف البرامج والأعمال التلفزيونية منها ما حقق لها ما تريد ومنها ربما لم يكن على مستوى الطموح. الآن تعتبر بولند نموذجا يدرس في غالبية المحطات الفضائية بل ان تقليد الكثير من الإعلاميات لأسلوبها وطريقتها في الكلام أبلغ دليل على انها عملة نادرة، والعملة النادرة غير قابلة للتقليد، لكن السؤال الذي يجب على بولند أن تطرحه الآن بعد هذا المشوار الحافل بالبرامج والألقاب: ماذا بعد يا حليمة؟ لقد قدمت بولند عشرات البرامج المسجلة والمباشرة كانت غالبيتها تدور في فلك إطار البرامج المنوعة التي تهتم بالفنون والجوانب المتعلقة بالموسيقى والفنون وهي برامج مهما قدمتها لك تعكس الجوانب الخفية في حياتها كإعلامية تسعى دوما للحفاظ على مكانتها وما حققته من جماهيرية على الصعيدين الإعلامي والإنساني، إذن ماذا بعد يا حليمة؟ الجواب على هذا السؤال ليس صعبا، بل من خلال تقليب الأوراق والتوقف عند المحطات سنجد أن بولند تفتقر الى برنامج يهتم بحواء من جميع الجوانب، برنامج يمثل قوة ضاربة في جعل بولند أكثر قربا من بنات جيلها، لا نقول انه برنامج يعتمد على الاستضافة فقط، انما برنامج يلامس خط التماس في المرأة العربية عاطفيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، عليها أن تجعل المرأة هدفها المنشود وان تسعى لتعكس الجانب الآخر من شخصيتها كإعلامية زادها الثقافة والاطلاع والحضور الجماهيري وإعطاء صورة مغايرة عن مذيعة المنوعات أو الدلوعة بولند، مثلما يحلو للبعض وصفها، حاليا وبعد المرحلة التي بلغتها بولند أصبحت هي بأمس الحاجة الى برامج ذات أهداف أكثر «ثقلا» و«مضمونا» تمنحها خلاصة تجربتها وتكشف من خلالها مخزونها الثقافي خاصة انها أثبتت أكثر من مرة قدرتها على إدارة دفة البرامج الحوارية بكل سهولة، نعم توجد الكثير من البرامج التي تهتم بالمرأة لكن ذلك لن يمنع من ايجاد فكرة جديدة تنفذ بأسلوب جديد يحمل الكثير من المتعة البصرية للمشاهد وهذا يعني عدم المغامرة بتقديم أي برنامج، بل لابد من تخصيص موازنة جيدة، كما ان بولند تحتاج الى الاستقرار الإعلامي في محطة بذاتها لأن التنقل من محطة الى أخرى ربما يجعلها تعيش حالة من التشتت الجماهيري. أخيرا، لابد من الاعتراف بأن الإعلامية حليمة بولند شكلت سابقة أولى وظاهرة في الإعلام العربي تستحق المتابعة والتمحيص والتقدير المناسب، ويكفي تهافت الفضائيات والشركات على استغلال اسمها. الرابط:http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...94796&z=15&m=0 __________________
___________ كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات ليس العبرة بعدد المشاركات!! وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار كن مميزا... في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير... مراقباً للمنتدى في غياب المراقب... مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف... للتواصل : |