شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > الضغوط النفسية ..والطب الرياضي
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-2010, 03:07 AM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي الضغوط النفسية ..والطب الرياضي


الضغوط النفسية ..والطب الرياضي


من كتاب الطب الرياضي ..والوقاية من الأمراض المعاصرة للدكتور سليم بيك علاء الدين الشيشاني

لايختلف اثنان على أن الحياة مليئة بالضغوط النفسية التي تعصف بالإنسان ، ويعتقد أن الضغوط النفسية قد بدأت مع خلق الإنسان ، وهي جزء من هذه الحياة ، ومع تقدم الحضارة والمدنية ، زادت المشكلات والضغوط التي تواجه الفرد وأصبح التعامل معها مشكلة كل فرد وعامل سوءا كان هذا الفرد رئيسا أو مرؤوسا ، وتزداد المشكلة تعقيدا في أن الضغوط النفسية ليس لها دواء شاف أو علاج ناجح مثل الكثير من الأمراض العضوية . وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الضغوط النفسية مسؤولة عن أكثر من 50 % من حالات الشكوى التي تصل إلى عيادات الأطباء .

إن الضغوط النفسية التي تواجه الفرد لها علاقة بكثير من الأمراض العضوية ، منها صداع الرأس ، وآلام الظهر ، والتهيج المعوي أو البطني والقرحة في المعدة والإثني عشر ، أو القولون ، والأزمة التنفسية ، والحساسية والحمى المفرطة . كما أن لها علاقة كبيرة في ارتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب والشرايين . و تشير الجمعية الأمريكية للقلب بهذا الصدد إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالجلطة الدموية هي الضغوط النفسية . ولقد سئل الإمام علي كرم الله وجهه يوما عن أقوى شيء في هذه الدنيا ، فأجاب : إن هناك عشرة أشياء تعد الأقوى ، وهي الجبال الرواسي ، ثم الحديث يهد الجبال ، ثم النار تذيب الحديد ، ثم الماء يطفئ النار ...إلخ إلى أن وصل إلى أقوى شيء في الدنيا ألا وهو الهم ، وهو ما يعرف الآن بالضغط النفسي .


إن الأسباب الحقيقية لظاهرة الضغط النفسي التي يتعرض لها آلاف الأفراد كثيرة ومتنوعة ، إلا أنه يمكن القول إنها قد تكون ناتجة عن مشكلات نفسية أو اجتماعية تؤثر في دماغ الفرد ، الأمر الذي يؤدي بهذا الدماغ إلى إصدار تعليماته و أوامره إلى جميع أجزاء الجسم للقيام بالتعديل ، والضبط الملائم والمناسب لنوع المشكلة المسببة وشدتها . و هذا الوضع يترتب عليه تغيرات فسيولوجية في الجهاز العصبي التلقائي السمبثاوي sympathetic system أو الجهاز الإرادي ، الذي يسمى بالعصب الودي ، وهو الذي وهبنا الله إياه لكي نسيطر من خلاله على عضلاتنا لنقوم بالسعي الذي من أجله خلقنا في الحياة الدنيا ، والباراسمبثاوي parasympathetic system أو الجهاز اللا إرادي الذي يسمى بالعصب جار الودي ( باراسمبثاوي ) و الذي يسيطر على عمل القلب والرئتين والشرايين والقناة الهضمية ابتداء من المريء وانتهاء بالمستقيم والشرج وأعضاء الحس وهي من خارج سيطرتنا ، ويعمل دون توقف ليلا ونهارا منذ نفخ الله الروح في الجسم حتى انتزاعها لإفراز هرمونات عديدة من غدد مختلفة لها علاقة بإحداث تغييرات فسيولوجية في الجسم ، مثل زيادة عدد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ، وزيادة عدد مرات التنفس ، و زيادة تدفق الدم إلى العضلات بنسبة 300% -400% و غيرها ، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة ربما تؤدي إلى الموت . و تشير الدراسة إلى أن الضغوط النفسية ربما لها علاقة بجميع العلل والأمراض التي تصيب الإنسان ، ومن هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم ، والجلطة الدموية ، وأمراض القلب ، والقرحة ، والسرطان والحساسية ، والأزمة ، والحمى والروماتيزم ، وغيرها من الأمراض التي تنتج عن تغير فسيولوجية الجسم بسبب ما يتعرض له الدماغ من ضغوط .

إن أعراض الضغط النفسي ربما تكون صداعا ، وصعوبة الهضم ، و ألم العضلات ، والأرق ، وعصبية المزاج ، وحدة الطبع ، والشعور بالتعاسة ، وعدم القدرة على التركيز ، وكثرة التدخين ، وفي بعض الأحيان كثرة الأكل .

ولا شك أن إدارة الضغوط النفسية ومعالجتها تساعد بشكل كبير على تلافي العلل والأمراض سالفة الذكر ، وكذلك الوقاية منها بالدرجة الأولى ، إلى جانب إعطاء قيمة إضافية لمعالجة الأمراض في حالة حدوثها ، ولذلكـ فإن عدم التعامل مع الضغوط النفسية بطريقة صحيحة يؤدي إلى ضرر حقيقي للجسم الإنساني .

إن ممارسة النشاطات البدنية والرياضية تعد من أبرز العوامل التي تستخدم لمقاومة الضغوط النفسية ومعالجتها ، وتشير أيضا إلى أهمية النشاط البدني في إبعاد الفرد عن الأخطار والأمراض ، كما أنها تعد وسيلة للاسترخاء، وبخاصة النشاطات البدنية الأوكسجينية ، مثل المشي الذي يقلل من القلق والحزن ، والهبوط ، والشد ، والتوتر .

إن فائدة النشاطات البدنية لا تتوقف عند الناحية الصحية وتطويرها فحسب ، بل تتعدى ذلكـ إلى الارتقاء بالحالة النفسية ، وزيادة اللياقة البدنية للجهاز العضلي من ناحية صفتي التحمل والقوة ، إلى جانب صفة المرونة على مفاصل الهيكل العظمي ، إضافة إلى تنمية صفة التحمل الدوري التنفسي ، والتي تعني رفع لياقة القلب ، والأوعية الدموية ، والجهاز التنفسي ، وهذا يمكن أن يتم من خلال عمل التمرينات الأوكسجينية مثل المشي .

ويشير الباحثون إلى أن المشي يعتبر من النشاطات البدنية المهمة للأفراد المبتدئين وله العديد من الفوائد التي يمكن إجمالها في ما يأتي :

1. تخليص الفرد من الهموم الكثيرة والضغوطات النفسية .
2. خفض وزن الجسم و تقليل السمنة ، فمثلا مشيء 20 دقيقة يوميا أكثر من المعتاد يؤدي إلى خفض وزن الجسم حوالي نصف كيلو غرام خلال 36 يوما و 5 كيلو غرامات خلال سنة ، وإذا زدنا عملية المشي إلى ساعة يوميا زيادة على ما نحن متعودون عليه يؤدي ذلكـ إلى فقدان 15 كيلو غراما خلال سنة .
3. يساعد المشي على الخلود إلى النوم بسرعة .
4. يساعد المشي على حماية العظام من احتمالية إصابتها بالكسر .
5. المشي يساعد على تأخير الشيخوخة ومقاومة الميكروبات والجراثيم .
6. يساعد في تعجيل فترة النقاهة والشفاء بعد العمليات الجراحية .
7. يعد المشي عنصرا مهما في تقليل آلام الطمث عند السيدات .
8. يعد المشي عاملا مهما في حماية المرأة بعد سن اليأس من مخاطر الجلطة الدموية .
9. المشي مهم في المساعدة على الإقلاع عن التدخين .
10. يعد المشي أحد العوامل الرئيسية في الحياة الممتعة والمتحررة من ضغوط العمل وغيرها .

إن المشي السريع لمدة 20 دقيقة بخطوات معتدلة ورشيقة هو المطلوب وإذا ما تحسنت لياقة الفرد البدنية يمكن زيادة ذلكـ إلى 30دقيقة وبخطوة سريعة ، ولكي يتم تحسين عمل الأجهزة يجب أن تكون سرعة الخطوة بمعدل 5 كم في الساعة ، ويمكن تكرار هذا الأداء ما بين 3-4 مرات في الأسبوع .

إن من أبرز النقاط التي يجب مراعاتها في عملية المشي هي الاستمرار بما يعادل 3-4 مرات أسبوعيا ، ما بين 15-30 دقيقة كل مرة وبشدة مناسبة ويمكن تحديد هذه الشدة عن طريق عدد ضربات القلب ، إذ يجب أن لا تقل لرجل عمره 35 سنة مثلا عن 130 نبضة / د إلى 157 نبضة /د في أثناء المشي ، أو في أثناء أداء النشاط البدني ، وذلكـ لإحداث تأثيرات في أجهزة الجسم ورفع الناحية الصحية لها . أما إذا كانت الشدة أقل من ذلكـ فإن التحسن يكون بطيئا ، ويمكن حساب الشدة لكل فرد عن طريق معرفة الحد الأقصى لضربات قلبه من خلال معادلة 220 – العمر ( 220 – 25 = 185نبضة / د- هذا لعمر 35 سنة ) ولمعرفة الشدة المناسبة يمكن ضرب هذا النبض بـ 70% أو 85% وهذا يمثل شدة الحمل أو التدريب المناسب لتحسين اللياقة البدنية وتطويرها ، ويمكن حساب ذلكـ على النحو الآتي :

0،70 x 185 =130 نبضة / د أو
0،85x 185 = 157 نبضة /د


ويمكن أن تقاس نبضات القلب خلال المشي أو الأداء بوضع إصبعي الشاهد والوسطى على العنق وتحسس النبض والعد لمدة 10 ثوان ، ثم ضرب الرقم بـ 6 لنحصل بعد ذلكـ على ضربات القلب بالدقيقة الواحدة ، و التي يجب أن تكون ما بين 130-157 نبضة / د. فإذا كان عمر الفرد 35 سنة و يتمتع بصحة جيدة فإنه يحتاج إلى نشاط بدني مدته 15-30 دقيقة و بمعدل 3-4 مرات أسبوعيا ويكون عدد ضربات القلب ما بين 22-26 نبضة لكل 10 ثوان ، وذلكـ للوصول إلى لياقة بدنية للجهاز الدوري والتنفسي .

إن هذه المعادلة خاصة بالأصحاء الذين لا يعانون من أمراض القلب ، أو أمراض أخرى لها تأثير في الصحة ، أما الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب أو غيرها فإن ذلكـ يستدعي تعديل هذه المعادلة لتتلاءم مع حالتهم الصحية . كما أن الأفراد الذين يعانون من السمنة يحتاجون أيضا إلى تعديل هذه المعادلة لتناسب حالتهم ، فبدلا من أن تكون الشدة 70-85% من أقصى ضربات قلب ، تكون بحدود 50% فقط .

إن هذا النوع من النشاط البدني يحتاج إليه الفرد للمساعدة في التخلص من الضغوط النفسية ومعالجتها بشكل صحيح ، كما أن هذا النشاط يؤدي إلى تحسين الرضا النفسي بسبب زيادة اللياقة البدنية ، إلى جانب أن المشي كنشاط بدني يبعد الفرد عن التفكير بالمشكلات اليومية .

وتشير بعض الدراسات إلى أن ممارسة النشاطات البدنية تؤدي إلى إفراز مادة الأندورفينز ، و هي مادة كيميائية تعمل على تخدير الألم والشعور بالصحة الجيدة ، كما أنه يجب التأكد من أن المشي أو النشاط الذي يمارسه الفرد ذو خطوة ثابتة ومبرمج بشكل طبيعي وبسهولة ، كذلكـ التأكد من عدم إخضاع الجسم إلى برنامج شديد أو عالي الشدة ، لأن ذلكـ قد يزيد من الضغوط على الجسم بدلا من خفضها .

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
:ّ: كيف تحول الضغوط إلى نجااااااح :ّ: نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 17-07-2010 02:46 PM
ارتفاع ضغط الدم و الطب الرياضي نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 2 27-06-2010 12:51 PM
استثمر من الضغوط ..نحو الهمة والصمود نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 4 13-04-2010 12:07 PM
الضغوط النفسية - د. ميسرة طاهر نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 7 22-03-2010 02:02 AM
المدار الرياضي : الإعلام العربي الرياضي لا زال في بدايته كالطفل الرضيع *هاشم العلوي* الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 1 04-03-2010 03:43 AM


الساعة الآن 04:07 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292