[محمد العيدان]

http://shms.pressera.com/html/story.php?id=88655


شن الأستاذ الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا، هجوما على هيئات العلماء المسلمين، وخص بالحديث الرابطة التي تم إنشاؤها أخيرا بالكويت، وتساءل الفنيسان عن الهدف الذي أنشئت من أجله! وعن التوقيت الذي أنشئت فيه! وطالب الفنيسان في حواره مع “شمس”، بأن يتم دمج هذه الهيئات خاصة المتفقة في أهدافها، وأن يتم إنشاء هيئات خاصة تتعلق بأقاليم وأقطار متعددة، لتشمل العالم كله، وأشاد في حديثه بالدور الذي تقوم به الهيئات لولا التضارب في المهمات، والاختلافات في بعض الجوانب التي تمنى أن تزول، وقدم الفنيسان رأيه في الدور المفترض للعلماء المسلمين، وأن من المفترض أن يكون أداة للتواصل والحوار، ووسيلة للتوافق بين المسلمين، بدلا مما يحصل الآن، وأن المسؤولية الملقاة على عاتقهم الآن تعد أكبر من أي وقت مضى.


* بداية لو تحدثنا عن توقيت إنشاء هذه الرابطة، كيف ترى ذلك؟
حقيقة، قرأت كغيري عن إنشاء رابطة العلماء المسلمين التي أعلن عنها بداية شهر صفر في دولة الكويت، وأتساءل فعلا عن توقيت إنشائها والأهداف المعلنة التي ترغب في تحقيقها هذه الهيئة في هذا التوقيت السيئ للغاية، ولو استُشرت في إنشائها لما أبديت موافقتي حيالها، لعدة أسباب، من أهمها التوقيت الذي أنشئت فيه، وكذلك وجود هيئات كثيرة تمثل العلماء، وأنا عندي رأي خاص حيال هذه الهيئات التي أصبحت كثيرة ومتفرقة.
* لماذا تعترض على التوقيت؟


في الحقيقة علامة استفهام كبيرة جدا، ولا أرغب في وضع تفسيرات لتوقيت إنشائها، ولكن يكفي كما قلت أنني معارض تماما لإنشاء هذه الرابطة.



* وما أسباب معارضتك للرابطة ووجودها مع أن هناك من يرى إيجابية إنشائها؟
قلت سابقا: إنني سأرفض إنشاءها بناء على عدة أسباب، وسأحاول سردها بتفصيل، حيث من أهمها وجود هيئات كثيرة تمثل العلماء المسلمين في العالم، فهناك هيئة لعلماء أوروبا ، وهناك هيئة تتبع رابطة العالم الإسلامي، وهناك هيئة علماء الشريعة لأهل الخليج، فكثرة الهيئات لا يخدم المصلحة، ويزيد من الفرقة أكثر من الاتفاق، وهو المطلوب حاليا، كما أن أهداف هذه الهيئات ليست واضحة، فليس الهدف هو جمع العلماء وحسب بل يجب أن يكون هناك هدف معلن وواقعي، وحتى نكون منطقيين لا أرى أن هذه الهيئة ستأتي بجديد، خاصة أنها جاءت متأخرة عن سابقيها، وبالتالي فرضية نجاحها تعد ضئيلة مقارنة بغيرها.


* أفهم من حديثك أنك تقلل من نجاح هذه الهيئة؟
نعم، وهو تفسير منطقي، فمن أتى متأخرا لا يمكن أن يسبق من أتى قبله إلا في حالات معينة، لكن لا أرى أن هذه الحالات تنطبق على هذه الهيئة، وظروف توقيت إنشائها، وأيضا البلد الذي أنشئت فيه، كل هذه أسئلة تدور وتبحث عن إجابات، لكن بالإجمال الأمر لا يدعو للتفاؤل، خاصة أنها نسخ مكررة كما قلت لهيئات سابقة، كانت تضم وتجمع علماء من مختلف بقاع العالم الإسلامي.


* لكن ما يميز هذه الهيئة أنها لم تقبل أي عضو لا يحمل التوجه السلفي بالتحديد!
المنهج السلفي بحد ذاته ليس مدحا أو مذمة، ولكن المنهج السلفي الذي يكون مدحا هو ما كان على نهج السلف الصالح، فكلمة السلف تعني الماضي، وأنك تتبع من سبقك، لذا لا أعتبرها ميزة، ثم المصيبة الكبرى لو كانت هذه الهيئة حسب ما تقول تتبع المنهج السلفي، وهي جماعة لها أتباع هنا في السعودية، ولديها منهج خاطئ هو بعيد عن اسمها، فلو كان الأمر متعلقا بهذه الجماعة، فهو منذر بفشل ذريع لها، لأن بعض الجماعات السلفية تبحث دائما عن التفرقة بين المسلمين، ولديها توجه سيئ، وأتمنى أن يكون المقصود بالسلفية في حديثك، هو غير ذلك.


* قد تتضح السلفية من خلال استعراض أسماء الأعضاء وهي تقريبا التي عليها علماء السعودية ومن وافقها؟
إذن هي بهذا لديها توجه عنصري، وإن كانت تمثل علماء السعودية في انتمائها الفكري أو الشرعي، فلماذا لم تنشأ داخل السعودية؟ فهذا أمر آخر كما قلت لك يطرح التساؤل ويثير الاستفهام تجاهها، وإن كنت أتمنى أن تنجح، ولا أتمنى أن تفشل، ولكن الواقع وظروف وتوقيت ما حصل يدل على أنها بشكل أو بآخر لن تواصل، وستجد طريقا نحو التوقف.


* ومن وجهة نظرك ما الأفضل حيال هذا الأمر والمطلوب من العلماء لأجل أن تتحقق الأهداف المرسومة للهيئات بشكل عام؟
من وجهة نظري، أرى أن تتحد هذه الهيئات، خاصة العامة منها، ومن ثم ممكن أن تنشأ هيئات صغيرة خاصة بكل قطر إسلامي، فهيئة لمسلمي أوروبا، وهيئة لآسيا، وهكذا، وتكون متخصصة في شؤونهم، وأدعو أيضا لإنشاء هيئات خاصة مثلا بحقوق المرأة، أو موضوعات تتعلق بما يهم الناس، من هنا يمكن أن تحقق هذه الهيئات أهدافها المرسومة، والتي كلنا نفرح لتحققها، ولا أتمنى أن يفهم من حديثي أنني ضد هذه الهيئة أو تلك، وإنما الأمر يتعلق بوجهة نظر حيال هذا الموضوع.


* وأنت هل ترى دورا مهما لمثل هذه الهيئات( هيئات لعلماء المسلمين)؟
بلا شك، وأدوارها واضحة تماما، وما تقدمه أمر إيجابي، حسب اطلاعي على أنشطة بعض الهيئات والجمعيات، وبالتالي تقويتها والمطالبة بمؤازرتهم، وإن كنت أتمنى كما قلت أن تتحد هذه الهيئات من أجل أن تحقق الدور المطلوب منها، واليوم نحن بحاجة إلى الاجتماع أكثر من الاختلاف، وبودي لو لم يتم إنشاء هذه الرابطة التي أنشئت أخيرا، لأنه في النهاية سيكون لكل شخص توجه معين وهيئة خاصة به، وهذا يفرق أكثر مما يجمع.


* كأنك تلمح إلى الدور الحقيقي للعلماء وهو نبذ الاختلاف، والتواصل فيما بينهم؟
نعم، وإن كانوا بشرا يعتريهم ما يعتري غيرهم، لكن بشكل عام العلماء مطالبون بأن يكونوا يدا واحدة، وأن ينبذوا الاختلاف، وأخشى ما أخشاه هو تعدد مثل هذه الهيئات، ومن ثم تقع الكارثة وهو التضاد في عملها، بدلا من التوافق، ومن ثم يحصل الاختلاف المنبوذ، ويصبح التعصب ديدنا لهم، وإن كنت أتوقع أن تكون هذه الهيئات مستقبلا مخترقة، لتؤدي توجهات سياسية وأخرى لا تمت إلى الأهداف الحقيقية لوجود هذه الهيئات.