شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > الكسل أحلى من العسل
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-2010, 02:05 PM   #1 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 1789
تاريخ التسجيل: 02/01/2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 2,492
الـجــنــس: ذكر
العمر: 44

افتراضي الكسل أحلى من العسل


مقال رائع في التربية



عبدالرحمن الشهيب






يسحب الزوج نفساً عميقاً من لي المعسل ثم يدخل يده في جيبه ساحباً الجوال ليهاتف أم العيال: وصلتوا…!
أنا سأتأخر قليلاً في استراحة التسدح!… ثم يأتي لمنزله قبالة الفجر.



الأولاد من أن يدخلوا المنزل يرمون كل
شيء في أيديهم … حقائبهم المدرسية، أحذيتهم، بقايا فسحتهم… ثم يصيح الصبي ذو العاشرة في وجه
الخادمة الآسيوية: ‘جيبي لي مويه’، فتركض فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي المأفون، وهو لا يريد ماء
قدر ما كان يريد أن يلقي أوامر! أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ولكنهم أمام الكاميرا
يصبحون كالأرانب المذعورة، لا أدري كيف يحدث هذا ..

أحسن شيء سائق وشغالة، من يتحمل مشاوير أم العيال، ومن يتحمل قيادة السيارات في شوارعنا المكتظة
بالمخالفات المرورية والطائشين والسائقين النزقين، فليتحمل المسئولية السائق الآسيوي فكلها حفنة ريالات.
ومن يتحمل تغسيل الصحون والملابس وشطف البلاط وتسقية الحديقة وكي الملابس….
آه ما أثقل دم كي الملابس … هاهي حفنة ريالات أخرى لخادمة آسيوية تعمل كل هذه الأعمال الشاقة
ولتتفرغ أم العيال لتصليح الحلى والبنات لمتابعة الفضائيات والتجول في الأسواق والأولاد لمضايقة بنات
الناس في الأسواق! وهو لا يدري أنها ممكن أن تكون أخته في يوم من الأيام..




الكسل أحلى من العسل.. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الطفش! دائماً صغارنا
وكبارنا طفشانين.. لأنهم لا يعملون شيئاً.. من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل
كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا متعة صغيرة في النوم في بيت الخالة والتي
لا يسمح بها دائماً ولذلك بقي لها شيء من المتعة!




هذا السيناريو السائد في معظم المنازل السعودية والخليجية، المصيبة لا تحدث الآن ولكنها تحدث بعد عشرين سنة
من التبطح تكون نتيجتها بنت غير صالحة للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج ، لأنه ببساطة غياب
تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج أو بسبب تغير سياسة
المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية
لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة .



بيل غيتس أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار أي ما يعادل 180 ألف مليون ريال سعودي
ويعمل في منزله شخصان فقط! تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله؟
30، 40، ألف، أو أهل اندونيسيا كلهم !




أذكر أيام دراستي في أمريكا أنني سكنت مع عائلة أمريكية ثرية ولم يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة في الشهر
وتحت إلحاح شديد من أولادهم، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة
والدهم عن أجر بالساعة. لا أحد ‘يبعزق’ الدراهم على أولاده كأهل الخليج.



جيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء الإغداق المالي والدلال على الجيل
الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان سابق.



حتى أثرياء عرب الشام ومصر أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهم .


الآن أجيال كثيرة في الخليج قادمة للزواج لن تستطيع تحمل الأعباء المالية لخادمة، حتى وإن كانت خادمة بيت
الأهل تقوم بهذا الدور مؤقتاً فإنها لن تستطيع على المدى الطويل.. والابن الفاضل سيتأفف من أول مشوار
لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق وهذا
مايفسر ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة والخليج في السنوات الأخيرة .




نحن في الخليج كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي الدقيقة 49 من الشوط الثاني للمباراة
لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز!



وهذا في حكم المستحيل، هذا ما يحدث بالضبط في الخليج على المستوى الأسري وأحياناً على المستوى الدولي ..


الحياة كمباراة كرة القدم إذا أردت أن تكسبها، فلابد أن تعد نفسك لها إعداداً جيداً بالتدريب والممارسة الجيدة
والأهم من ذلك أن تلعب بجد من الدقيقة الأولى من المباراة وليس في الدقيقة 49!
في الخليج يعيشون الحياة على طريقة ‘تتدبر’!



يذهبون إلى السينما متأخرين ثم يجدون التذاكر نفدت ثم يجادلون
بائع التذاكر ‘دبر لنا ياخي’!!




هذه التذاكر ينطبق عليها ما ينطبق على تربية الأولاد وتحمل المسؤولية والمستقبل وتبعاته، في المجتمع المدني يجب
أن تدبر أمورك مبكراً وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله، الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار
في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك .




‘ تتدبر’ هذه تصلح قديماً في زمن الغوص وزمن الصحراء والحياة في انتظار المطر، ولكنها لا تصلح للحياة المدنية
التي تحتاج إلى انضباط ومنهج وتخطيط وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراة !



الآن من نلوم على هذه اللامبالاة، هل نلوم النفط ؟ أم الآباء أم الأمهات، أم الأولاد أم البنات؟ أم تتدبر !!
.



.


.
السؤال المهم هنا : كم واحد منا بعد قراءته لهذا المقال سيتغير ؟

 

 

أبو غادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(أُولُو العزم) نوره عبدالرحمن "سما" قاعة الأدب والكتب ( القاعة الثقافية ) 2 18-07-2010 05:04 PM
العسل يصون جمالك و يقي من الأمراض بن عـيدان القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 10 15-02-2010 03:27 PM
العسل مع القرفة...والله فله جنفر القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 6 23-01-2010 03:12 AM
اوبريت بساط الفقر وشهر العسل stronge man الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 2 23-09-2009 09:15 AM
العملاق عبدالحسين عبد الرضا والفنانة الكبيرة سعاد عبد الله يستذكران « شهر العسل » بتكريم « سنباطي الخليج » أحمد باقر ! الفنون الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 134 17-08-2009 02:59 AM


الساعة الآن 09:27 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292