[بن عـيدان]

«النقد سهل لكن الفن صعب».. بهذا المثل الفرنسي نبدأ لنتحدث عن وردة الزمن الجميل التي أطلت على جمهورها الكويتي بعد غياب 35 عاما لتهديه أمسية كانت من أروع الليالي الفنية التي شهدناها في الفترة الأخيرة.. ولكن..
كعادة بعض الأقلام التي لا تجد حياة لها إلا في النقد المجاني والفارغ لتبني شهرة لها على حساب قامات كبار، انطلقت بعض التعليقات لتطالب وردة بالاعتزال، مصلتة سيف نقدها على صوت وردة التي ذكرت في مستهل حفلتها انها تعرضت لنزلة برد أثرت على صوتها ولكنها أبت ان ترد جمهورها خائبا فأوفت بوعدها وأكملت غناءها معرضة نفسها للنقد والأقلام فقط كرمى لعيون جمهورها الكويتي، وخرجت وردة منذ يومين عن صمتها لتعاتب جمهورها الكويتي بعدما طالبها بالاعتزال على صفحات الصحف الكويتية اليومية بحسب تصريحها للـ mbc حيث ذكرت ان جمهورها أصدر حكما قاسيا عليها ولم يشفع لها تاريخها الفني في ان يتراجع الجمهور الكويتي عن حكمه المتسرع.
ولنا ان نسأل وردة: هل أصبح رأي ناقد صحافي أو اثنين بمثابة آراء الصحافة الكويتية كلها أولا، ثم الجمهور الكويتي ثانيا، أليس في هذا بعض الإجحاف للجمهور الكويتي الذي استقبل وردة كما لم يستقبل مطربا من قبل خلال السنوات الأخيرة؟
وثانيا: ألم تشعر وردة بالتفاعل الكبير الذي لم يسمح لها بان تغني أغانيها كاملة بل رددها الجمهور معها كلمة كلمة؟
ألم تسمع وردة عقب انتهاء حفلها بالمطالبات العديدة التي وردت الى منظمي حفلات ليالي فبراير بضرورة دعوتها مجددا العام القادم لتروي ظمأ جمهورها الذي لم يرتو من ساعة غناء تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرته؟
ألم يصفق الجمهور لوردة عند كل اعتذار منها على نزلة البرد التي أصابتها وقابلها بتصفيق متواصل هاتفا باسمها؟
ألم تشعر وردة بالسعادة التي صنعتها وبالذكريات التي أنعشتها وبالتأثير الذي فعلته وبالإبهار الذي أرخته في صالة مسرح التزلج؟ أمام كل هذه الوقائع نقول لوردة لماذا الالتفات الى أصوات اعتاد أي مطرب وحتى الكبار منهم التعرض لها، فأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب طالهما النقد ولم يفكرا في الاستجابة الا الى أصوات جماهيرهما العريضة التي ما ارتوت يوما من طربهما وكذلك الحال مع «الوردة التي لم يذبل يوما أريج صوتها» بعد كل هذا يحق لجمهورك الكويتي ان يتساءل.. ولماذا تعتزلين؟



الرابط:http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...&zoneid=15&m=0