عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2011, 10:50 AM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,557
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي عروض المسرح في الكويت مثل كل سنة ... لاجديد


توقفت عن الكتابة عن ما يعرض على الساحة الفنية منذ 9 اشهر او اكثر لان لايوجد مايستحق الكتابة عنه ولكن هناك ملاحظة حبيت ان اكتبها بهذا الموضوع وهو : منذ سنوات ليست بقليلة وما ان ينتصف شهر رمضان المبارك حتى تهل علينا اعلانات المسرحيات للعيد سواء للكبار او الصغار والكل يقول بإعلانه مسرحية الموسم او قنبلة الموسم او صاروخ الموسم او غيرها من المسميات لجذب الجمهور لعروضهم المسرحية وطبعا لو نحسبها قليلا فتكون على التالي :
مشاركة الممثلين الذين هبوا فيهم من مسلسلات رمضان ويقوم المؤلف بكتابة حوار و قصه بايخه
و على كم اغنيه من لحن اغنيه اجنبيه مشهوره ودعاية مصورة تظهر بطل العمل وهو مبقق عيونه او يقفز هنا وهناك ودعنا نحسبها من الناحية المادية:
مثلا 5 اسطر و بالسطر 38 كرسي و الكرسي الواحد بـ 12 دينار ,
جم يطلع بالعرض الواحد ؟ 2280 دينار
و بـ 3 عروض باليوم ؟ 6840 دينار
و هذا غير التصوير مع الفنان الفلاني او الفنانة العلانية بسعر محدد مسبقا ويخرج علينا بطل العمل ويقول : اننا عملنا بروفات لمدة اشهر !!! وبعدها تكون العروض لمدة اسبوعين فقط ويتم تصويرها وبيعها الى المحطات الفضائية ليتم بثها ثلاث مرات باليوم ويتم تصنيفها على انها المسرحية الاولى وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا وسيتم ترجمتها الى الانكليزية واليونانية والاغريقية ...
الكل يلاحظ ان المواسم المسرحية في الكويت تراجعت في السنوات الأخيرة، وانحسرت إلى بعض العروض خلال فترة الأعياد.
معظم هذه العروض يغلب عليها المسرح الموجه للأطفال، في حين انخفضت أعداد العروض الموجهة للكبار انخفاضا كبيراواقتصرت على مسرحين فقط هما فروغي والسلام والاثنان ليس لديهم جديد
وملّ ممثلو المسرح الكويتي الاعتراض والمطالبة بإعادة المسارح كما كانت في السابق، وأصبحوا يسايرون "موضة" تقديم عروضهم المسرحية خلال فترة الأعياد .. انا اعتقد إن "فترة الأعياد سواء كان عيد الفطر أو الأضحى أصبحت الأفضل للتسويق الإعلاني للنصوص المسرحية التي تقدم وكل المنتجين يبحثون عن الربح الماديأو على الأقل تغطية التكاليف التي وضعوها في مثل هذه العروض التي تقدم خصوصا للأطفال."
مشكلة المسرح بدأت بعد عزوف جيل الرواد من الفنانين عن المسرح أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وابراهيم الصلال وهذا العزوف له اسبابه الخاصة مثل كبر السن او رحيل البعض لخالقه وعزوف المسارح الاهلية الاربعة وعدم وسيطرة الجيل الثاني المتمثل تحديداً بطارق العلي وعبدالعزيز المسلم، وأحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية انحدار المسرح الكويتي لطارق العلي ليس لاسباب شخصية وانما لاسباب مهنية ..
حينما يصبح الممثل هو المنتج، فإن الأمر يحتمل أن يكون إيجابي أو سلبي، فهو سلاح ذو حدين. في حالة سيطر جانب الفنان على جانب المنتج، فإنه ينتج بعين الفنان فيبحث عن الأعمال الناجحة فنياً قبل أن تكون ناجحة تجارياً أما إذا أصبح العكس فإنه يصبح ممثل بعين المنتج (التاجر)، فيبحث عن الأعمال الناجحة تجاريا قبل الفنية. وهذا بالضبط ما أراه في طارق العلي وعبدالعزيز المسلم، فقد سيطر جانب المنتج (التاجر) الذي يبحث عن أسهل وأقصر الطرق للوصول إلى الربح على جانب الفنان فيهم بل وكاد ينعدم جانب الفنان أصلاً وهذا هو الواقع الاليم ...
ليس عيباً أن يبحث الفنان عن الربح والمادة فهو بالنهاية بشر ويحتاج المال كمثل غيره وكثير من الفنانين يتفرغ للتمثيل فيترك وظيفته الأساسية وبالتالي فيحتاج إلى الأموال لكي يعيش منها ولكن العيب أن يصبح همه الأوحد هو المال... فلماذا يسمى فنان إذا؟؟؟ نستطيع ان نطلق عليهم تجار الفن مادام بعضهم يقول مسرحيتي ناجحة والدليل مبيعات شباك التذاكر ولم يقول ان مضمونها ناجح ...
يستطيع المسرح أن يساهم بعلاج مشاكل المجتمع كالطائفية والقبلية والرشوة والفساد وغيرها لو رجعنا إلى الثمانينات على سبيل المثال نجد مسرحية مثل حامي الديار ناقشت مشاكل سياسية مهمة وقتها ونجد مسرحية مثل فرحة أمة ناقشت مشاكل اجتماعية كانت قد بدأت بالظهور وقتها ومسرحية أخرى مثل فرسان المناخ ناقشت مشكلة اقتصادية وغيرهم... البعض يقول أن طرح المشاكل في المسرحية يجعل المسرحية جادة وخالية من الضحك، والناس تذهب إلى المسرح بحثاً عن الضحك الذي تفتقده طبعا هذا الكلام غير صحيح... المسرحيات التي ذكرتها تعتبر من أفضل المسرحيات في تاريخ المسرح الكويتي وبها من الضحك الكثير الكثير ولكنها في نفس الوقت كانت مسرحيات هادفة، وهذه هي رسالة الفن التي يتحدثون عنها وأشك أن معظم الفنانين الحاليين يعرفونها...
أعود إلى المسرح الحالي إسفاف وسخافة وقلة أدب وتفاهة ومهرجين يعتقدون أن هذا هو الضحك للأسف إفلاس بالنصوص والممثلين والإبداع وروح الفكاهة وكل شيء وطارق العلي مرة أخرى هو السبب الأكبر، فطارق العلي يعرض مسرحيته على مدار العام ويحضرله الآلاف ومع ذلك لم يفكر يوماً بإنتاج مسرحية هادفة بل سنة عن سنة يزداد إسفافاً معتقداً أن هذا هو التطور واخر تصريحاته الصحفية قال : الناس فهمت عايض خطأ !!!
انا لا اكره طارق العلي كشخص بالعكس هو فنان له خفة دم وله حضور جميل ولكن ماذا نستفيد من خفة الدم والحضور الجميل مع نص من دون هدف او مضمون ... انا ضربت مثل بطارق لانه هو حاليا الذي يعرض كل سنة مع المسلم والذي تأتي اعمالهم وتذهب من دون ان نستوعب او نتذكر ماذا تكلمت اعمالهم ...
السؤال هو : هل المسرح هو من أفسد الذوق العام؟ أم أن المسرح يقدم ما يريده الجمهور الذي أساساً فسد ذوقه؟ وما سبب هذا الإقبال إذا كانت المسرحيات رخيصة إلى هذه الدرجة؟ السبب واضح وهو عدم وجود البديل. فلو كان هناك بديل عن طارق العلي او المسلم ( بحكم هم من يتصدر عروض الكبار ) لما اضطر الناس للذهاب لمشاهدته فالمسرح في الكويت يعتبر جزء أساسي من وسائل الترفيه المحدودة جداً في الكويت وبالتالي الناس يضطرون للذهاب إليه سواء كان جيد أو فاشل ... اتمنى من المعنيين بالامر اعطاء الفرصة لعروض المهرجانات التي تقام سنويا وتشجيع شبابها على تقديم العروض بالاعياد وقتها سنشاهد اعمال جميلة وراقية ووجوه جديدة تبشر بالخير وسننسى وقتها عروض عايض وعبيد ولد ام عبيد وغيرها من الاعمال التي ما ان تبدأ بأول ايام العيد حتى تنتهي بآخر ايامه ...

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292