عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2012, 07:34 PM   #1 (permalink)
* Hanadi *
عـضـو V I P
 
 العــضوية: 14501
تاريخ التسجيل: 29/01/2012
الدولة: Saudi arabia
المشاركات: 1,472
الـجــنــس: أنثى

افتراضي انتبهوا .. التاريخ يرجع إلى الوراء !!!


انتبهوا .. التاريخ يرجع إلى الوراء !!!
بقلم علي الكندري



مقولة معروفة وشهيرة: التاريخ لن يعود الى الوراء.. الا ان هذه المقولة ثبت عدم صحتها وان التاريخ يعود الى الوراء.. لنقارن وضعنا في الكويت ايام ستينات القرن الماضي وهذه الايام، قارنوا وضع الحركة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية والتعليمية والصحية والاسرية، وغيرها في تلك الايام الجميلة مع ايامنا هذه التي نعيشها. لاحظوا مسرحياتنا في تلك الايام ومستواها من حيث الفكرة والمادة وحتى استخدام المفردات، وقارنوها مع مسرحياتنا هذه الايام من حيث المحتوى والفكرة والكلمات والاسفاف، ودور الرقيب تجاه كل مضمون فكرة راق وقتذاك ووقتنا الراهن، البرامج الحوارية في تلفزيون دولة الكويت المائدة المستديرة والدكتور عبدالله النفيسي، وبرنامج عبد الرحمن النجار والندوات الثقافية التي كانت تقام في الهيئات الشعبية والجمعيات الاهلية، نادي الاستقلال استقدم المرحوم كمال جنبلاط، اتحاد العمال استقدم خالد محيي الدين.

حفلات

المرحوم صالح شهاب، وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون السياحة، استقدم فرق البولشوى الروسية الشهيرة للباليه، ويقيم حفلات كل خميس وجمعة في الحدائق العامة والمنتزهات بمشاركة الفرق الفنية الشعبية، عودة المهنا وامنية ام زيد وغيرهما، وكان الناس يتقاطرون الى هذه الحدائق في عز الصيف شهري يوليو واغسطس، ليرفهوا او يروحوا عن انفسهم، ولم يكن لدينا وقتذاك المراوح المائية الضخمة التي تبرد الجو بل لم نكن نعرفها، فيما الاطفال يمرحون مع اهاليهم ويصعدون المنصة ويشاركون في الرقص والغناء، وزارة الاعلام استقدمت المطربين والمطربات من مختلف انحاء العالم العربي: محمد عبد الوهاب، فريد الاطرش، ام كلثوم التي غنت: يا دارنا يا دارنا - يا بنت الاحرار، التبر في برها، والدر في بحرها، يا دارنا يا دار. ومحمد عبد الوهاب الذي غنى:‍ الكويت المستقبل العربي بلدي - فلها حبي وآمالي ويدي، المساواة شعار «دائم بين شيخ وفتاة وصبي.. هؤلاء من مصر. ومن الاردن سميرة توفيق، مائدة نزهت، من لبنان وديع الصافي، صباح، نجاح سلام من العراق، ناظم الغزالي، حورية سامي، وعلية التونسية من تونس، وغيرهم كثيرون لا تحضرني الأسماء، تلك كانت كويت الستينات والسبيعنات من القرن الماضي، قارنوها مع وضعها الراهن، حيث الحفلات ممنوعة إلا بوجود مفتشي وزارة الإعلام الذين يلغون أي حفل إذا قام طفل ورقص، ناهيكم عن مخبري المنع في الفنادق والمطاعم والمقاهي التي يجب أن تغلق بعد الـ 12 ليلاً بفضل لجنة الظواهر السلبية ونائب الشيشة والشيشان وبقية أعضاء مجلس قندهار وتورا بورا.

فرق نسائية

كانت عندنا فرق نسائية في كرة اليد والسلة والطائرة، بل كانت مدارس البنات تقيم بطولات في ما بينها لهذه الألعاب. أما حالياً، فإن جميع هذه الفرق ألغيت، حيث منعوا أولاً حضور الذكور لمشاهدة الفرق النسائية أولاً، ثم اشترطوا وجود حكم أنثى إلى أن قضوا على الألعاب النسائية، بينما في ندواتهم الانتخابية وبلحاهم الكثة يتوسطون عشرات النساء، ويتكلمون عن حقوق المرأة، بينما كانوا هم ضد المرأة وضد حقوقها، ولكنها أخذت حقوقها بفضل الرجال والشباب المؤمنين بالدولة المدنية، رغماً عن أنوفهم، حتى صاروا يتملقون لها الآن، وديدنهم إعادتها إلى المنزل للطبخ والنفخ وتربية الأطفال وإسعاد الزوج وطاعته، مع السماح للزوج بضربها إن امتنعت حتى ولو كانت تعبانة أو مريضة، وبعد أن عجزوا خلال السنوات الطوال من قمع المرأة، يعملون الآن من أجل تغيير وتعديل الدستور، ونسوا أن دستورنا لا يتعدل إلا نحو المزيد من ضمانات الحرية والمساواة، فأين هؤلاء من مفهوم الحرية والمساواة؟

إلى الخلف

أرجعونا إلى الخلف سنوات طوال، بقوة الدفع الرباعي، حسب رأي زميلنا حسن العيسى، في الستينات استقدمنا للكويت أشهر فريق رياضي في العالم نادي سانتوس البرازيلي الذي لعب مع نادي القادسية على الملعب الرملي لثانوية الشويخ، حيث لم يكن لدينا ملعب مزروع آنذاك، ثم استقدمنا فرقاً عالمية مثل مانشيستر يونايتد الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي وبونوفيكا البرتغالي وأمستردام الهولندي، وفرقاً من أوروبا الشرقية، وفرقاً عالمية وعربية عديدة، ووصلنا إلى أكبر محفل رياضي، كأس العالم لكرة القدم عام 1982 في مدريد بعد أن تسيدنا كل بطولات دورات كأس الخليج، فأين نحن الآن من ذلك الزمن الجميل؟ ويقولون: ان التاريخ لن يعود إلى الوراء، بل يعود ويعود ويعود.

التعليم

في التعليم، كانت مدارسنا دوامين (صبح وعصر) وكان المنهج التعليمي متقدماً راقياً، وأصبحنا الآن في ذيل الدول المتخلفة، سنتنا الدراسية أقصر سنة في العالم ويومنا الدراسي أقصر يوم وكذا الحصة الدراسية، خريج الجامعة صار لا يستطيع كتابة تقرير من ربع الصفحة، في التطبيب لم نكن نعرف العلاج في الخارج الا نادراً، وكان المستشفى الأميري قبلة للزوار والمسؤولين العرب للعلاج، أما الآن، فإن علاج الانفلونزا سبعة أيام اذا تراجع الطبيب، أو أسبوع اذا لم تراجع، والمستشفيات الحكومية ليلاً أشبه بسوق الحراج أو سوق الجمعة.

سلوكيات

وماذا عن سلوكيات الناس؟ بالطبع اختلفت وليس هناك تواد وتراحم وتواصل بين الأهل والأقارب الا نادراً، كل عائلة صار لها ديوان لالتقاء الرجال مرة بالأسبوع بمن حضر، أما الأطفال فإنهم لا يعرفون أقاربهم وأولاد عمومتهم، والجار لم يعد يحترم جيرانه، بل أحياناً يتعمد إيذاء الجيران، قضايا في المحاكم بين الأهل وبين الإخوان وبين الجيران، نسبة الطلاق زادت على %35، أي كل مائة يتزوجون، 35 منهم يتطلقون بفضل قانون الأحوال الشخصية الذي لا يستند على أي شرع ولا على أي دين، فيما نواب الإسلام السياسي منهمكون مشغولون بتعديل الدستور، بينما تعديل القانون أسهل لهم وأسرع، فبأي دين تأخذ المطلقة نصف منزل الزوج؟ الذي أصبح سيفاً مصلتاً على الرجل وتشجيعا للمرأة على طلب الطلاق وخراب البيوت، أليس كافياً إقرار حق السكن لها؟ قضايا بالآلاف لدى المحامين يندى لها الجبين، أسر مشتتة، أطفال تائهون مشردون، شباب منحرفون، فكيف لمثل هذا المجتمع ان يبني وطناً الدستور فيه محترم والقوانين فيه محترمة؟ أبشع الألفاظ وأقذرها تصدر من نواب يمثلون الشعب، فكيف لمثل هذه الأمة التي تنتخب هؤلاء أن تنهض؟ أين أمثال أحمد الخطيب وجاسم القطامي وعبدالله النيباري والمرحوم سامي المنيس ومحمد المرشد ومحمد الرشيد وخليفة الجري وبندر اللافي وخالد المخلد وراشد سيف وآخرين، كانوا يشرفون الأمة بتمثيلهم لها؟ ويقولون ان التاريخ لن يعود للوراء، الا يعود ويعود القهقري للوراء.

فلماذا ذهب ذلك الزمن الجميل؟ ولماذا تم تغيير سلوكيات أفراد المجتمع؟ لماذا لم يعد الفرد الكويتي يهتم الا بمصالحه ومنافعه الشخصية؟ لماذا تم محو ذاكرة المواطن الكويتي عن التفكير بمصالح الوطن؟ ومن المسؤول عن كل هذا؟ أتمنى على القارئ الكريم ان يقتطع شيئاً من وقته الثمين ويفكر بان يجد جواباً عن هذه الأسئلة، مهما كان نوع الجواب، المهم ان يفكر ويفكر، ثم شوفوا الكويت بعد خمس سنوات.

 

 

* Hanadi * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292