[اللجنة الإخبارية والصحافية]

رحيل «الفاجومي» عن عمر يناهز 84
أحمد فؤاد نجم أشهر شعراء العامية قضى 18 عاماً بالسجون





فقدت مصر يوم أمس واحدا من اكبر شعراء العامية في مصر والوطن العربي، في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي توفي عن عمر يناهز 84 عامًا بعد رحلة طويلة من العطاء ومعارضة لغالبية الأنظمة التي عاصرها.
ولقب «نجم» بعدد من الألقاب مثل «الفاجومي» و«ثائر الكلمة»، حيث أنه يعد أحد أبرز اليساريين المناضلين الذين حرصوا على بقاء الروح الاحتجاجية بين الشباب وعامة الشعب، منذ نكسة يونيو 1967 وحتى ساعات قبل وفاته، وقد ولد «نجم» في 23 مايو 1929 في قرية كفر أبونجم بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية لأم فلاحة من الشرقية ووالده كان يعمل ضابط شرطة . لم ينفصل نجم يومًا عن الهموم السياسية والاقتصادية لهذا الشعب، ولم يتوقف يومًا عن إثارة الجدل حول قصائده التي طالما تلازمت مع اسم الشيخ إمام، منذ مطالع السبعينيات وانتفاضة الخبز عام 1977 وحتى ثورة 25 يناير وموجة الثورة الأخيرة في 30 يونيو. وكانت آخر كلمات نجم التي ألقاها عقب إحياء أمسية شعرية بالعاصمة الأردنية عمان منذ يومين، إنه يرى ما حدث في 30 يونيو موجة ثالثة للثورة، وأن مصر «مامتتش» وأنه لا يريد الفريق السيسي أن يترشح للرئاسة قائلاً: «السيسي خليه للجيش وبس»، أما الإخوان فقال عنهم «خليهم يغوروا بقى».
نجم كان ضمن 17 ابنًا لم يتبق منهم سوى خمسة فقد تسببت وفاة والده فى انتقاله لبيت خاله بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام عام 1936 وقابل فيه الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وخرج من الملجأ عندما بلغ 17 عاما وعاد لقريته مرة أخرى ثم انتقل للقاهرة بعدها وعمل بمعسكرات الجيش الإنكليزي متنقلا بين مهن كثيرة كبائع وعامل بناء وترزي وفي ذلك الحين تعلم القراءة والكتابة . وانتقل «الفاجومي» إلى النقل الميكانيكي في العباسية عام 1959 وعمل بأحد المعسكرات الإنجليزية ومن هنا بدأ نضاله الوطني بمساعدة الفدائيين في عملياتهم وتعرف على الشيخ إمام، وكان يعبر من خلال أشعاره عن شخصية مصر وجراحها وآلامها وأحلامها وكان من بين تلك الأغاني والأشعار أنا أتوب عن حبك وعشق الصبايا وساعة العصاري واتجها لتكوين فرقة للتأليف والتلحين والغناء . ولم يترك نجم رئيسًا مصريًا إلا ووجه له النقد الحاد، وهذا ما جعله يقضي حوالي 18 سنة من عمره بالسجون منها 11 عاماً قضاها بالسجن بعد سخريته من حديث تليفزيوني للرئيس الراحل أنور السادات، بسبب معاهدة كامب ديفيد، ولكن الحكم جلب له شهرة واسعة أيضًا، وعارض مبارك وأخيرا جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بالتشكيل العصابي.
وخيمت حالة من الحزن والألم على الأوساط الثقافية والسياسية بالمجتمع المصري فور سماع خبر وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم وتقدم كثير منهم بالعزاء مثل حمدين صباحي والكاتب بلال فضل ومحمود بدر عضو حملة تمرد والشيخ مظهر شاهين بالإضافة إلى عدد من الفنانين والفنانات وبعض الشخصيات العامة وتم إقامة صلاة الجنازة على الراحل في مسجد الحسين بالقاهرة.
وعرف العالم نجم بعد أن كتب قصيدته الشهيرة «جيفارا مات» التي كتبها بعد وفاة المناضل تشي جيفارا.



المصدر : جريدة النهار