[هيون الرياض]

حقيقة راشد الفارس






رغم عشقي للفن وأهله، إلا أنني أنتقد ما تشهده ساحته من قاذورات وقصص مليئة بالتجاوزات، التي يندى لها الجبين، وأعترف أن وسائل الإعلام، تتعمد عدم الخوض في هذه القاذورات، حتى لا تعكر الجو في الساحة من جانب، وحتى لا تفقد مصادرها الفنية من جانب آخر، بيد أن هذا لا يمنعني من التأكيد على أن وسط هذا الظلام الدامس، يوجد من هم أكثر طيبة، ومن هم أكثر نبلاً، الذين يبثون الأمل في النفوس بأن الغد قد يكون أفضل من اليوم.
ولعلي لا أجامل إذا اعتبرت الفنان راشد الفارس، أحد أفضل الشخصيات الفنية التي عرفتها من خلال متابعتي للساحة الفنية ، فهو أكثر احتراماً لنفسه ولفنه، وجماهيره العريضة، هذا الفنان عرفته قبل نحو سنوات تقريبا ، أدركت من مقابلات معدودة معه، كم هو إنسان طيب ومرح، لا يحمل أي حقد لأحد، ولا يعرف الكره، سمح الوجه وبشوش، لا ينطق لسانه إلا بكل طيب، لفت نظري أكثر، حرصه الشديد على مراعاة مشاعر الآخرين، وإن لم يستحقوا كل هذا الحرص، فأدركت أنني أمام إنسان ليس عادي.
لا أبالغ إذا أكدت أن فارس الاغنية الخليجية ، نموذج واضح وحي للفنان الذي هو بدرجة إنسان، وهذا النموذج افتقدناه في هذا الزمن الصعب، الذي يرفع شعار «عليا وعلى أعدائي»، لمن أرد أن يصل إلى ما يحلم به ويتمناه، ولو على حساب الآخرين، أو حساب القيم والمبادئ والأخلاق التي كان جيل الرواد يتمسكون بها، فباتت الآن في ذمة التاريخ، نترحم عليها وعلى أيامها الجميلة، بيد أن الفارس ، أعاد الذاكرة إلى هذا التاريخ، وأشار بأسلوبه وبساطته، أن الزمن الجميل، ممكن تكراره، ونبلاء الفن، بإمكانهم أن يعيدوا أنفسهم.
راشد المطلق – الدمام



http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13348&P=25