شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > مقال أكثر من ررائع
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-2010, 08:08 AM   #1 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 1789
تاريخ التسجيل: 02/01/2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 2,494
الـجــنــس: ذكر
العمر: 44

افتراضي مقال أكثر من ررائع


يسكن دبي منذ أكثر من عام إلا أن شقته الجميلة التي تطل على البحر لا تحوي غير سرير صغير (مؤقت) فقط في الغرفة التي ينام فيها ، وهي الغرفة الوحيدة التي يعرفها ، أما





باقي البيت فلم يجد الوقت الكافي لاستكشافه بعد .


عندما سألته عن سبب ذلك قال لي إنه لم يستطع أن يتفق مع شركة الأثاث - الذي دفع قيمته قبل أكثر من عام - على وقت مناسب ليوصلوا له الأثاث إلى البيت ، فعمله يفرض عليه أن يكون متواجداً في المكتب طوال النهار... وطوال الليل أحياناً .







أمثاله كثر ممن يظنون أن العمل الشاق والمنهك هو وسام يعلقه الموظف على صدره ، أو ميدالية ذهبية يفوز بها الموظف الذي لا يعلم أنه يعيش تماماً مثلما كان العبيد يعيشون أيام الفراعنة ..



فعلى الرغم من





أن كل من شارك في بناء الأهرامات كان يجب عليه أن يشعر بالعز والفخر لأنه كان يبني أعظم بناء في تاريخ البشرية إلا أنه في كل الحالات كان يعلم أنه عبد ليس إلا .






كلما عدت من العمل متأخراً - لأنني أحد هؤلاء العبيد أيضاً - يقول لي ابني سعيد : "بابا لا تذهب إلى المكتب مرة أخرى"



وكلما أتذكر كلماته وأنا في عملي أوقن أنني أغتال أجمل أيام عمري وعمره معاً





.





يقضي الموظف منا معظم حياته في الوظيفة إلا أن ذلك قلّما يؤثر إيجاباً على حياته ...







فما هي حقيقة العمل ؟



والأهم من ذلك ما هي حقيقة الحياة ؟







معظم الذين يعيشون الوظيفة يشربون قهوة سوداء (دون سكر) كل صباح ،



ليس لأنهم مرضى بالسكري بل لأنهم يعلمون أنهم سيصابون به حتماً في يوم ما ...




يشربونها سوداء لينعشوا ذاكرتهم التي خانتهم عندما حاولوا أن يتذكروا من هم أو بالأحرى ما هم ..




يفتخرون بأنهم يتحدثون الإنجليزية .. والإنجليزية فقط ، وإذا استرقت النظر إلى ملاحظاتهم التي يدوّنونها خلال الاجتماعات الطويلة تجدها بالإنجليزية أيضاً ، حالهم في ذلك حال الغراب الذي حاول أن يقلد مشية العصفور فلم



يفلح ، وعندما أراد أن يعود غراباً لم يفلح أيضاً ..





عندما دخلت التكنولوجيا حياة الإنسان تفاءل الجميع بها وراهن الخبراء أنها ستكون الأداة التي تنقل الإنسان من الشقاء إلى السعادة ، وأن كل شيء سيكون ممكناً (بضغطة زر ) ..




إلا أن أحداً لم يتوقع أن تسيطر هذه الأزرار على حياتنا وعلى موتنا أيضاً ..




أصبح الموظف الناجح محكوماً عليه بحمل أجهزة الاتصال المباشر بالبريد



الإلكتروني ( Black Berry
)




وإذا ما سافر فإنه مجبر (اختيارياً) على التأكد من أن غرفته بها خط للاتصال بالإنترنت ، بل إن البعض لا يسافر على طائرة إلا إذا كان بها اتصال بالإنترنت ..




ومن ملامح هؤلاء أنهم يجلسون في مكاتبهم حتى بعد



انتهاء الوقت الرسمي للعمل لا لشيء إلا لأنهم يشعرون أنه ليس هناك مكان آخر يذهبون



إليه ، ولو استطاعوا لاستأجروا غرفاً مجاورة تماماً لمكاتبهم حتى لا يفارقوها يوماً..




عانيت قبل فترة من اختلال في ضغط الدم ، فكان يهبط فجأة ومن ثم يعود للصعود المفاجئ تماماً كسوق الأسهم إلا أنني كنت أخسر في كلتا الحالتين ..




فعند الهبوط كنت أشعر بأن روحي تخرج من جسدي وعند الارتفاع كان جسدي يرتعش وكأن أحداً قد أوصله بتيار الكهرباء..




ركبت الريح على الفور وتوجهت إلى سنغافورة للعلاج - تأكدت قبل الحجز أن غرفة الفندق بها خط إنترنت - وبعد الفحوصات قال لي الطبيب إن جسمي سليم وليس به شيء ومشكلتي هي في عملي وقال أيضاً :





"إذا كنت تعمل لكي تعيش فاعلم أنك تعمل لتموت "





ونصحني بقراءة بعض الكتب المتعلقة بإدارة ضغوطات العمل ..





لكل منا أسبابه الخاصة



التي تدفعه إلى الاستماتة في العمل ، و في دراسة قام بها مركز دراسات "موازنةالحياة مع العمل" الأمريكي تبين أن هناك خمسة أسباب لذلك :





أولها : أن يكون لدى الإنسان تحدٍ في عمله يريد أن يتغلب عليه .




وثانيها : أن يكون عمله مصدر إلهامه وحماسه في الحياة .




وثالثها : أن تكون العوائد المادية من عمله عالية جداً أو مرضية



..




ورابعها : أن يحب الموظف زملاءه حباً جماً لدرجة أنه لا يستطيع أن يفارقهم ساعة .




وآخرها : هو تحقيق الموظف لذاته من خلال إنجازه لمسؤوليات العمل



..





وأياً كانت هذه الأسباب فإنها تؤدي إلى (اشتراكية الوظيفة) أي إشراك الحياة في الوظيفة وسيطرة الأخيرة على جميع جوانب الإنسان .





إن الهدف الحقيقي من الحياة - في رأيي - هو السعادة ..





فحتى عبادتنا لله سبحانه وتعالى تنبع من شعورنا بالرضى النفسي تجاه أنفسنا عندما نقوم بذلك ، فنحن نعبده لندخل الجنة وبالتالي لتحقيق السعادة ، ونؤدي فرائضه لنشعر بالطمأنينة والراحة النفسية ولنعقد سلاماً داخلياً مع نفوسنا.. أي لنحقق السعادة .




وإذا كان كل شيء نقوم به في حياتنا هدفه تحقيق السعادة فلماذا إذن نستميت في أعمالنا التي (يخيّل) لنا أنها ستسعدنا في يوم ما وهي تزيدنا شقاءً يوماً بعد يوم؟





كلما أتذكر هذه الحقيقة أقول في نفسي :




"سأجلس مع أبنائي وأتفرغ لهم أكثر عندما أحصل على ترقية" وها أنا حصلت على مجموعة من الترقيات ولم يزدني هذا إلا بعداً عن أسرتي وعائلتي... وعن نفسي أيضاً فبت لا أعرف من أنا ولا ما أريد أن أحققه في حياتي القصيرة .





قبل عدة سنوات قامت شركة



IBM بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لطرح برامج توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته، وكان أحد هذه البرامج هو العمل بالإنجاز أو مؤشرات الأداء وليس بالحضور إلى مكاتب المؤسسة ، فلايهم المؤسسة إن كان الموظف على مكتبه في الوقت المحدد أم لا وكل ما يهمها هو أنينجز عمله في الوقت المحدد حتى أصبح أكثر من 40% من موظفي IBM يعملون اليوم خارج مكاتب الشركة ، سواءً من منازلهم أو من مقاهي الإنترنت أو أي مكان في الدنيا .




أما شركة



AmericanCentury Investments فلقد خصصت ميزانية لشراء أدوات للرياضة المنزلية لكل موظف - دون استثناء - ليستطيع الموظف أن يحافظ على لياقته البدنية وبالتالي يعيش بصحة جيدة ، وكلتا هاتين الشركتين تقولان إن إنتاجيتهما ارتفعت بعد تطبيق هذه البرامج التي تسعى لطرح توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته ...





إذا كنت ممن يطيلون الجلوس في مكاتبهم بعد العمل فأنت عبد جديد ..




وإذا كنت حين تضع رأسك على وسادتك تفكر بأحداث يومك في العمل فأنت



عبد جديد ..




وإذا كان أعز أصدقائك هو أحد زملائك في العمل فأنت لا شك عبد جديد..






الفرق بين العبيد الجدد والعبيد القدماء





أن القدماء كانوا مرغمين على طاعة أسيادهم وتنفيذ أوامرهم ..




أما العبيد الجدد فإنهم يظنون أنهم مرغمون على تنفيذ أوامر أسيادهم (مديريهم) إلا أنهم في الواقع ليسوا إلا عبيداً لهذه الفكرة فقط، ..




وهم أيضاً عبيد



لأوهامهم التي تقول لهم إنهم سيكونون يوماً ما عبيداً أفضل !!!








نصيحتي الشخصية لك أن تضع لك هدفا لتتوقف برغبتك عن العمل




"تقاعد مبكر"


بدلا من أن يوقفك العمل برغبته هو أو يباغتك ماهو أشد

 

 

__________________

 


رحمك الله يابو صلاح

أبو غادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2010, 10:55 AM   #2 (permalink)
" من جمهور المثقفين "
 
 العــضوية: 1021
تاريخ التسجيل: 23/10/2008
المشاركات: 378

افتراضي

سبحان الله
أبو غادة
أنا من الموظفين الذي يؤمن
ان الحياة تنتهي والعمل لا ينتهي

وصدقني لو قلت لك أنني آتي متاخرًا للعمل
وأذهب قبل انتهاء العمل بربع ساعة

لا اضغط عى نفسي
مع ان عملي يتطلب الجهد الميداني

اتذكر أن هناك من لهم حق علي
على الأقل والدتي

و قالها لي أحد كبار السن مرة
أعمل كثير . . . تخطأ كثيرً . . تعاقب كثيرًا
أعمل قليلاً . . . تخطأ قليلاً . . تعاقب قليلاً

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( . . . فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لعينك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا )

شكرًا استاذي على هذه المقالة العظيمة
دائمًا متميز ارجو من الله أن أصل لمستواك
إنَّ التشبه بالكرام فلاح

 

 

hasan_hamad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2010, 02:43 PM   #3 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

أبو غادة استاذي .. لكن هذه الجملة ..يتحدثون باللغة الإنجليزية ..الخ .كالغراب يقلد مشية العصفور .. فلم يفلح عصفورا ولم يفلح أن يعود غرابا كما كان ..!!

تجد بعض التخصصات والأعمال وأنا شخصيا أتضايق في بعض الأمور منها و بات ضرورة لنا ذلك ..لكن المبالغة فيها ممكن مع العادة بدت دارجة في كل شيء ...كل العلوم والأعمال نستوردها من عالم الأنجليز وبلا عجب لكن نحن ماذا عنا ؟ ! أين علومنا وجهودنا وريادتنا كما كانت في العصور الذهبية ..لن نعود حتى نعطي العلم مكانه وإلا فلا وكل بعدها سيأخذ مكانه ..أما العجز والكسل فحدث ولا حرج ونفسك على ما تعودها عليه و ما أن يحل بأمة إلا وأنذر لها بالشؤم ..

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2010, 03:38 PM   #4 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 1789
تاريخ التسجيل: 02/01/2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 2,494
الـجــنــس: ذكر
العمر: 44

افتراضي

أخوي حسن : ربي يوفقك في حياتك الملية والأسرية والله يخلي لك الوالدة ويطول في عمرها

سما : حياك ربي وياهلا ... العلوم التي نستوردها من الإنجليز كانت أساساً مستوردة مننا

 

 

أبو غادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2010, 01:27 AM   #5 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 2231
تاريخ التسجيل: 22/02/2009
المشاركات: 1,316

افتراضي

يالنسبة لي أعشق شغلي وان ماشتغلت أحس بموووووووووووووووت
شكرا أبوغادة

 

 

__________________

 


جنفر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2010, 02:09 AM   #6 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 1789
تاريخ التسجيل: 02/01/2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 2,494
الـجــنــس: ذكر
العمر: 44

افتراضي

موفقة يا جنفر

ياهلا

 

 

أبو غادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساعة حرة هل كان لقاء أم فخا لعبدالحسين عبدالرضا - مقال بَقلمي بمجلة اليقظة مي العيدان الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 43 23-01-2011 12:31 PM
" ظاهرة غريبة في المنتدى " منتدانا من أكثر المنتديات اللتي بها أعضاء يمتلكون أكثر من عضويتين أو ثلاث " نريد نقاش صريح " أحمد سامي القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 17 02-05-2010 03:10 PM
حديث الذكريات: الهرم ( غانم الصالح ) في أكبر تحقيق صحفي وأطول وأمتع لقاء له مع الصحافة الفنية لعملاق كتّاب الصحافة الفنية ( عبدالستار ناجي ) / دعوة للتأمل .. وذكريات لا تنسى ( هنا غانم الصالح بكل عظمته ) / للأمانة سيخسر من لم يدخل أحمد سامي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 9 15-04-2010 01:32 PM
نوال الزغبي في آخر من يعلم :إليسا أكبر مني سناً وأنا أكبر منها فناًونجوى حبيبتي خليك ليا الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 4 28-02-2010 12:39 PM
أكبر قهر فتى بجيلة القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 4 02-09-2009 05:40 AM


الساعة الآن 06:58 AM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292