[نوره عبدالرحمن "سما"]

التحلل


بقلم المدرب/ عمير الزهيري

حينما نغفل الأشياء ونهملها فإنها تتحلل وتعود لعواملها الأولية .



لأول وهلة يخيل لك أننا سنتعرض لدرس علمي ولكننا سنستفيد من هذه القاعدة في حياتنا وعلاقاتنا وعقولنا لندرك أهميتها ولندرك أن الإنسان بماحباه الله من العقل المفكر يستطيع الاستبصار والتأمل ليعيش بشكل أفضل .

نعود للتحلل و لكم أن تتخيلوا سيارة تركها صاحبها في العراء بدون عناية لمدة تتجاوز الخمس سنوات فماظنكم يحدث لها ؟

إن حديدها سيصدأ وإطاراتها ستتآكل ولونا سيتحول للون آخر ودواخلها ستتلف وذلك لأن العناية ابتعدت عنها وعرضناها لأسباب التلف من الهواء والشمس والماء والغبار حتى عادت لعواملها الاولى ومكوناتها الأصلية من الحديد الأساسي
وقياسا عليه فإن العلاقات بيننا إذا أهملناها وعرضناها للإهمال والجرح والأذى فإنها ستتحلل
وتعود لحالتها قبل التعارف حتى كأننا غرباء
وعقولنا إن لم نزودها بوقود العلم والفكر والتأمل فإنها ستصدأ وتعود أمية لعواملها الأولية
ولو تأملنا في أنفسنا فكم من المعلومات -التي لم نراجعها والتي مر عليها زمن طويل-
تحللت لأننا أهملناها



ومن هذا المنطلق فإن عقولنا وعلاقاتنا وحياتنا تحتاج العناية والحفاظ عليها حتى لاتتحلل
وحتى لانفقد كنوزا عظيمة قد نستعيدها ولكن بصعوبة بالغة أو قد نفقدها