[عندليب الكويت]

(قاصد خير).. نبذة تاريخية مع الشخصيات والأحداث (الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان)!

مرحبا بالجميع،،،

كنت أفكر طويلا كيف سأبدأ بكتابة هذا الموضوع حول عمل من أكثر الأعمال التي تعلقت بها للعملاق (بو عدنان)!!

إنه المسلسل الرائع (قاصد خير) الذي مزج بين التراجيديا والكوميديا بطريقة نادرة جدا !!
في الواقع إن هذا العمل من الأعمال التي لا أعتقد أن تكرارها أمر بسيط.. ويكفي أنه جمع نخبة من العمالقة والنجوم وحتى الوجوه الجديدة في ذلك الوقت!



مسلسل قاصد خير:
فكرة: سمير القلاف
سيناريو وحوار: عبدالحسين عبدالرضا
إخراج: يوسف حمودة

نبذة تاريخية:
طبعا الكثيرون لا يعرفون حقيقة مهمة عن هذا العمل!
وهي أن العمل قد بدأ تصويره قبل كارثة الغزو بفترة بسيطة جدا.. وقد قطع فريق العمل شوطا من التصوير مع المخرج العراقي (فاروق القيسي).. وقد كان جزء كبير من الطاقم مختلفا عن الطاقم الذي ظهر في العمل بعد إعادة تصويره من جديد!
طبعا وبسبب كارثة الغزو.. تعطل تصوير العمل وتعرض الجزء الذي تم تصويره للتلف والضياع!

وبعد الغزو.. كان بو عدنان محتارا حول فكرة إعادة تصوير العمل من جديد!!
حتى اتخذ قراره بإعادة التصوير مرة أخرى مع المخرج (يوسف حمودة)!

وطبعا تم تغيير جزء كبير من طاقم العمل.. ومن أبرز الشخصيات التي تم تغييرها هي شخصية الفنانة عبير الجندي والتي أدت دور (أنغام) التي تزوجها بو ردح بعد طلاقها من زوجها المسجون (جمال الردهان).. وكانت عبير قد صورت مشاهد كثيرة بالنسخة التي تعرضت للتلف وهي سافرة (قبل ارتدائها للحجاب)!
حيث اعتذرت الفنانة عبير عن المشاركة من جديد في العمل، ويبدو أنها كانت قد قررت الاعتزال لظروف نفسية سيئة مرت بها في ذلك الوقت.

وقد تم استبدالها بالفنانة البحرينية (فرح علي) التي كان هذا العمل فرصة بروزها كنجمة حققت انتشارا خلال فترة قياسية!

والآن.. ننتقل إلى ذكر الشخصيات التي ظهرت في العمل:

عبدالحسين عبدالرضا : بوردح
حياة الفهد: أم ردح
عبدالرحمن العقل: ردح
غانم الصالح: مدلول (ابن عم بوردح)
مريم الصالح: أحلام (أخت بو ردح)
خليل إسماعيل: صالح (الأخ غير الشقيق لبو ردح)
مريم الغضبان : حصة
محمد السريع: بو غازي (سكرتير وكيل الوزارة)
عبدالإمام عبدالله: (أبو أنغام)
علي المفيدي: أبو سلمان
جمال الردهان: سلمان
محمد حسن: وكيل الوزارة
سمير القلاف: فيروز
محمد جابر: نقوشي
داود حسين: عواد
انتصار الشراح: مرزوقة سيسم
فرح علي: أنغام
أسد محمود: بو رقية
نواف الشمري: مهيل بن محماس
سماح: ريم (ابنة حصة)
أحمد السلمان: محقق المخفر
أحمد الهزيم: القاضي في المحكمة
محمد دحام: موظف البلدية
علي سلطان: موظف بالوزارة
صادق الدبيس: موظف بالوزارة
رشا مصطفى: موظفة بالوزارة
عبدالله السيفان: موظف بالوزارة
سعود شويعي: الدكتور


وفي ما يلي استعراض موجز لأبرز القضايا التي طرحها العمل:

- قضية بعض التجار الذين يتظاهرون بالطيبة والكرم أمام الناس ثم يطعنون الآخرين غدرا من أجل مصالحهم:
وشخصية (بو ردح) خير مثال على ذلك.. حيث يتظاهر بمساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم، بينما هدفه الحقيقي هو المصلحة الشخصية.. إضافة إلى شخصية (عواد) شريكه في محل التسجيلات.. حيث استغل صداقته وعلاقته الحميمة بــ(مدلول) وقام بسرقة أمواله التي جمعها خلال سنوات حتى يتزوج ابنة عمه!

- قضية اعتماد الكثير من الموظفين والموظفات على الاقتراض (السلف) بسبب عدم كفاية المعاش:
حيث يقترض الموظفون والموظفات المال حتى من المراسل (بو ردح).. ومن ضمن هؤلاء الموظفين شخصية (وكيل الوزارة) الذي يطلب من سكرتيره استدعاء المراسل حتى يقترض منه!.. وكذلك موضوع استغلال المراسل بو ردح لوظيفته في تكوين علاقات يستفيد منها لمصالحه التجارية وغيرها.

- قضية طمع بعض الزوجات:
بسبب كثرة الصرف والشراء دون حاجة، يندفع الزوج إلى الاختلاس ومن ثم دخول السجن لإرضاء زوجته أو ليسمع منها كلمة (حبيبي).. ثم تطلب الزوجة الطلاق بسبب انعدام الوفاء (كما في شخصيتي أنغام وزوجها سلمان)!

- قضية عدم التكافؤ في السن عند الزواج:
ونرى ذلك في زواج بو ردح من أنغام بعد طلاقها من زوجها.. حيث كان دافعها الأساسي الطمع المادي في أموال بو ردح واعتقادها أن المال سيجلب لها السعادة.. لكن الزواج انتهى بالفشل والطلاق بعد فترة!

- قضية المرأة السلبية أو غير المبالية:
ربما جسدت شخصية (أم ردح) خير نموذج على هذا المثال.. فهي شخصية غير متعلمة وخاضعة لزوجها إلى أقصى حدود.. فلا مكانة لها عنده.. ولا تستطيع فرض رأيها عليه أو حتى النقاش معه في أي أمر.. حتى حين تزوج عليها لم تكن ردة فعلها قوية.. بل تقبلت الأمر بشكل عادي جدا.. لكن قوة شخصيتها ربما ظهرت بشكل محدود في النهاية حين ضحك بو ردح على (مرزوقة سيسم) وسلب منها عمارتها.. فحاولت أم ردح أن تجعله يتراجع ويعيد العمارة إلى صاحبتها، لكن دون جدوى!

- قضية سوء استغلال البعض لمكاتب العمالة المنزلية:
حيث نرى الرجل الكبير في السن (بو رقية) وهو يطلب خادمة من المكتب (مكتب نقوشي للخدمات) ثم يتزوجها وبعد فترة يطلقها ويطلب خادمة جديدة وهكذا.. حيث يتجسد سوء استغلال العمالة المنزلية في أبشع صوره !!.. وكذلك التطرق لقضية سوء الاعتماد على الخادمات.. مثل الخادمة التي طلبتها (أحلام) شقيقة بو ردح حتى تعتني بوالدهما المريض في البيت.. ثم رأينا كيف تتحدث الخادمة بالتلفون والأب يطلب الدواء ولا ترد عليه!

- قضية تشجيع الشباب على الإقبال على الأعمال الحرة وعدم الاعتماد على الحكومة بشكل كامل ودائم:
كما رأينا في شخصية الابن (ردح) حيث اتجه للعمل الحر في مهنة (حلاق) ومهنة البائع في المحلات في محاولة لإثبات أن ذلك الأمر لا يعيب الإنسان.. وكذلك شخصية (مهيل بن محماس) الذي نجح في إدارة محل الخضار وحقق أرباحا هائلة!


- قضية انحطاط الذوق الفني:
وقد تنبأ هذا العمل بأن هناك موجة انحطاط ستصيب الساحة الغنائية الخليجية من خلال أغاني (مرزوقة سيسم) التي أنتجها بو ردح مع شريكه (عواد) في محل تسجيلات (بلبل الساحل)، مثل أغاني (نسفة الغترة) و(دللي دللي ما بدي هيك)!.. وبالفعل حدثت موجة انحطاط نعايشها حاليا بصورة أسوأ بكثير من التي تنبأ بها المسلسل!.. وكذلك قضية عدم حفظ الحقوق الأدبية لكتاب كلمات الأغاني والملحنين.. حيث يتم تغيير اسم الكاتب أو الملحن واستبداله باسم مختلف أو وضع اسم مستعار أحيانا!!

- قضية الرجل العصامي المكافح (مدلول):
الذي ظل يكافح سنوات (رغم أنه ضرير) حتى يجمع مهر ابنة عمه (أحلام) والتي يرفض أخوها (بور ردح) زواجهما إلا بعد دفع المهر.. وبعد أن يجمع المهر يتعرض للسرقة من صاحبه (عواد) صاحب محل التسجيلات الذي كان مدلول يكتب له كلمات الأغاني ثم يسجلها عواد باسمه!!

- قضية زواج المصالح:
مثل زواج مرزوقة سيسم من (صالح) الأخ غير الشقيق لبو ردح والذي كان الهدف منه رغبة بو ردح في الاستيلاء على عمارة مرزوقة التي ورثتها من زوجها الراحل (بو غازي).. لكن صالح ينقلب على أخيه بعد الزواج ويتسبب هذا الموضوع في صدور الحكم النهائي بسجن بو ردح والحجز على أملاكه.. وهنا أيضا يتجسد الغدر والطمع.. حيث غدر بو ردح بمرزوقة التي كانت من أقرب الشخصيات إليه وتعتبره مثل أخيها!

- قضية بعض النساء صاحبات الوجوه المتعددة:
مثل شخصية (حصة) التي تتنقل بين البيوت لنقل الكلام والشائعات، حيث تخلق الفتن بين الناس وتظهر عند كل شخص بصورة الصديق ثم تقوم بالطعن بذلك الصديق حين تكون في بيت غيره والعكس أيضا.

- قضية النظرة السلبية لخريجي السجون:
دائما ينظر المجتمع إلى الأفراد أصحاب السوابق بأنهم في موضع الشبهة.. مثلما كانت النظرة إلى (صالح) واتهامه بسرقة أموال مدلول لكونه خريج سجون.. وكذلك شخصية (سلمان) بعد خروجه من السجن أيضا.. حيث دبر له بو ردح تهمة جديدة بعد أن طلب منه سلمان مبلغا من المال لأن بو ردح كان سبب دخوله السجن بعد أن نصحه بالاختلاس!

- استعراض بعض ما يحدث في المقاهي:
حيث يظهر المقهى الذي يديره (فيروز) وكأنه ديوانية يتناقل فيها الناس الأحاديث والإشاعات ومختلف الأخبار.. إضافة إلى مشاكل المقهى مع موظف البلدية وقضية الرشاوى!

- قضية تناول البعض لأدوية بناء على نصيحة الأصدقاء وليس الطبيب:
كما حصل مع شخصية (بو غازي) صديق بو ردح.. حيث كان بو ردح يعطيه أدوية وينصحه بتناولها دون الرجوع للطبيب.. مما أدى لانتكاس حالته ثم وفاته بعد زواجه من مرزوقة سيسم بفترة قصيرة!

وربما من أبرز المشاهد الفكاهية الرائعة في العمل هو مشهد (اجتماع المقهى) أو الاجتماع الدوري المفاجئ كما أسماه بو ردح، والذي اجتمع فيه مع شركائه في محلاته!

طبعا ذلك المشهد كان فيه إسقاط واضح (غير مباشر) على اجتماعات مجلس الأمة وطريقة إدارة الحوار مع الأسف!!

وهذا موضوع للزميل العضو (هاشم العلوي) حول ذلك المشهد الظريف!

اجتماع دوري مفاجئ @ بين الشفافية البسيطة و الكوميديا الصعبة@
http://forum.fnkuwait.com/showthread.php?t=8473


أتمنى أن الموضوع أعجبكم وتحياتي للجميع!
.