15-08-2010, 03:44 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | السنباطي.. باني مجد صاحبة العصمة أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (5-6) السنباطي.. باني مجد صاحبة العصمة
رياض السنباطي
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.
اذا كانت البراعة الفائقة في العزف على العود تنسب عادة الى محمد القصبجي، وكذلك الى تلميذه الذي تعلم العزف على العود على يديه محمد عبدالوهاب، او الى فريد الاطرش الذي يذكر ايضا في هذا الباب، فان هناك اجماعا بين الباحثين والمعارضين باسرار صناعة الموسيقى والفن على ان رياض السنباطي كان ابرع واعظم عازف عود ظهر على مدى التاريخ.
فمن كان يستمع اليه وهو يجلس الى عوده كان يشعر كأنه فرقة موسيقية كاملة لفرط ما يستنبط ويستخرج من هذه الآلة الشرقية القديمة، التي تختزن في اوتارها بعضا من سر الشرق وسر الحب والحياة.
ولعل امير الشعراء شوقي عناه، او عنى امثاله من العباقرة الخالدين عندما قال مرة: «الخالدون اربعة: شاعر سار بيته ورسام ضحك زيته، ونحات نطق حجره وموسيقي بكى وتره».. فوتر هذا العازف والفنان والملحن الخالد ما زال يبكي ويضحك ويعشق ويرف ويهجر ويذوب ويسهر ويطيل السهر على مدى خمسين عاما قدم فيها الف لحن و13اوبريت، كتب كلماتها احمد شوقي ومحمد اقبال وصالح جودت وحسين السيد واحمد رامي وبيرم التونسي ومحمد علي احمد وعبدالفتاح مصطفى ومحمود حسن اسماعيل ومرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وعزيز اباظة وفتحي قورة وصلاح جاهين واحمد شفيق كامل ومصطفى عبدالرحمن واحمد فتحي وابراهيم ناجي.
باني مجد صاحبة العصمة
ولا يشك احد في انه احد اهم الاسماء في تاريخ الموسيقى العربية منذ زرياب واسحق الموصلي الى اليوم. كما لا شك في انه احد بناة مجد «صاحبة العصمة» كوكب الشرق ام كلثوم. فالكثير من عماراتها الشامخة بناه هذا الموسيقي الكبير القادم من بلدة فارسكور في منطقة المنصورة بمصر، والذي حمل معه منذ اطلالته الاولى شمما او عنفوانا لم يؤثر في الكثيرين من ابناء هذه الصناعة.
اذ يُروى ان السنباطي لفت نظر الاوساط الفنية في مصر في حفل اقيم في «نادي الموسيقى» بالقاهرة بحضور الملك فؤاد في أواخر العشرينات من القرن الماضي أُزيح الستار عن عازف عود شاب يمسك بريشته ليرتجل تقاسيمه بفيضها المتدفق السريع الهادر حينا، والهادئ حينا آخر، فهو يتنقل من مقام الرست ليعرج على مقام البياتي والصبا والعجم. تقاسيم كأنها السحر الحلال.
رفض الإهانة
ولكن ما إن بدأت يده اليمنى تقرع الأوتار مرات لتضيف زخارف تزيد العزف جمالا، بحضور ملك مصر والسودان، حتى ظهرت ضجة في الحفل، ذلك ان الغارسونات بدأوا يقدمون الأطباق والمرطبات فوق موائد الضيوف. كان السنباطي يعزف على عوده، فتوقف عن العزف لشعوره بالإهانة وحمل عوده ليغادر المنبر لا إلى البهو الخارجي وانما إلى بيته ليقدم استقالته من المعهد الملكي في صباح اليوم التالي.
وقد تصرف السنباطي على هذا النحو مراراً كثيرة على مدى حياته الفنية، فقد أراد الرئيس السادات تكريمه بمنحه جائزة الدولة التقديرية في عام 1980. انتظره السنباطي ساعتين ولم يحضر السادات، غادر السنباطي بعدها قائلاً: «ابقوا ابعتولي عندما يحضر». وطلب السادات منه في إحدى الحفلات ان يغني ويعزف أمامه فرفض، الأمر الذي أثار استياء السادات.
ومع ذلك فقد منحه السادات جائزة الدولة التقديرية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، والدكتوراه الفخرية عام 1977 لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى العربية. وفي العام نفسه حصل السنباطي على جائزة اليونسكو العالمية باعتباره مبدعاً وخلاقاً ومؤثراً بموسيقاه في شعوب المنطقة. وهو الوحيد في العالم العربي الذي نال هذه الجائزة. كما انه كان واحداً من خمسة في العالم حصلوا عليها. حارس الموسيقى العربية
مما يذكر عنه انه لم يحضر مرة أي حفلة من حفلات أم كلثوم كمستمع في الصف الأول كما كان يفعل أحمد رامي، ولا مثل محمد عبدالوهاب الذي كان يقف خلف الستار يترصد انفعالات الجمهور بألحانه في لقاء القمة مع أم كلثوم.
كان السنباطي زاهداً في مثل هذا الموقف، يؤثر عليه الاستماع إلى أم كلثوم في حجرته الخاصة في بيته حيث لا يقطع عليه خلوته أو متعته أحد.
وتصفه الكاتبة المصرية سناء البيسي ببلبل المنصورة ورائد النهضة الكلثومية وحارس الموسيقى العربية الصارم الذي ألغى تسجيلاً مع إحدى الفرق لضبطه عازفاً يدخن!
بصيرة الأعماق
اللائذ بالصمت لأنه يمتلك بصيرة الأعماق، فن استماع القلب للكلمات، فن تواصل الذهن بجنين الخلق، فن التلقي، فن التوحيد في سكون واستغراق يسمع فيه نداء الكلمة وصوت اللحن ونبض الآلات.
حسب البعض السنباطي متكبرا وفاتهم التمييز بين التكبر والكبرياء، بين الشموخ وعزة النفس لمن لم يتهافت على الظهور، او يشتري رياء الثناء او رياء النفوذ، أو ابتغاء المنفعة، أو اشتهاء المال لقد كان متوحدا في داخله عزيزا أنوفا، وهذه صفات غير شائعة كثيراً. إغفال ظالم
تقول سناء البيسي (55 شخصية من قلب مصر الصادر حديث في دار الشروق بالقاهرة) ان الغالبية لا تعرف من السنباطي إلا كلثومياته. مع ان من يغفل ألحانه غير الكلثومية يكون قد اسقط ظالما أكثر من نصف ميراث الموسيقى الضخم في الموسيقى العربية المعاصرة.
فهناك حوالي مائة أغنية لم تنشد بها «صاحبة العصمة»، وهناك 12 أغنية غناها بنفسه، وله صوت جميل له ميزاته. هذا الى جانب 36 معزوفة كانت تبثها الاذاعة، المصرية (زمن الاذاعات) أشهرها رقصة شنغهاي، وعرائس البحر، وإليها، ورحيل الفلك.
ملحن الكبار
لحن السنباطي لفيروز أغنيتين، ولنجاة ثلاثة، وغنت له أسمهان خمسة منها «ليت بتراق عينا» ولسعاد محمد «فتح الهوى الشباك»، ولشادية «ثلاث شهور ويومين اثنين»، ولعبدالحليم «لحن الوفاء»، ولشريفة فاضل «ساعة واحدة» ولصباح «راحت ليالي»، ولفايزة أحمد «لا يا روح قلبي»، ولميادة «أشواق»، ولنادرة «أعطني الناي وغن»، لنجاح سلام
«عاوز جواباتك»، ولوردة «حاقولك حاجة»، وكان ذلك في فترة عامي الخصام بينه وبين أم كلثوم حول أجر التلحين. كما لحن لمحمد قنديل «اتحدى». وكانت أم كلثوم ترى مثله أن محمد قنديل أجمل الاصوات المصرية خصوصية على الإطلاق، وغنّى له محمد عبدالمطلب «شفت حبيبي». http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=629317&date=15082010 __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |