[بحر الحب]

يشارك الفنان القدير عبدالعزيز الحداد في الدراما الاردنية »المرقاب« بشخصية حنتوش في خطوة يرى انها ستضيف الكثير من مشواره الفني وفي حديثه لـ»السياسة« عن اجواء العمل وابعاد الشخصية التي تعرض عبر »ابوظبي«, »الاردن« و»الشبابية« اكد الحداد حرصه على تطويع المفردة البدوية بحيث تصل الى المتلقي العربي, مشيدا بالتعاون مع المخرج باسم المصري ويتناول المسلسل حياة الصعاليك في البادية العربية وتأثيرها على حياة البداوة, ويغوص معمقاً في تفاصيل حياتهم من خلال ابراز قيمهم الانسانية بعيدا عن الشكل الاستعراضي السابق لحياة البادية.
كيف جاءت مشاركتك في مسلسل »المرقاب«?
خلال استضافتي في برنامج »صباح العربية« في اليوم التالي لافتتاح مهرجان الفجيرة للمونودراما قدمت احدى مسرحياتي على الهواء وصادف ان شاهدها المخرج اياد الخزوز وما ان وصلت الفندق, حتى وجدت بانتظاري نص ورقم هاتف المخرج اياد, فعرض علي الدور ولم اتردد في الموافقة, وانضممت لفريق العمل المكون من الفنانين نادية عودة ومنذر رياحنة واحمد العمري وعبير عيسى ونبيل المشيني ومحمد العبادي ومحمد الابراهيمي من الاردن, ومنصور الغساني وسلامة المزروعي من الامارات, ووديان ابوظهير ويوسف نوري من ليبيا.
ما اوجه الاختلاف بين الاعمال المحلية ونظيرتها العربية?
على المستوى الشخصي التفرغ بحيث استطيع ان اكرس وقتي للاجتهاد للوصول الى افضل النتائج اما على مستوى الامكانات والتقنيات اعتقد ان الامر يعتمد على الشركة المنتجة في ادارتها لأي عمل درامي, وكانت ادارة انتاج المسلسل على درجة عالية من حسن التنظيم والادارة.
هل واجهت صعوبات في التعاطي مع اللهجة البدوية الاردنية?
من لديه حيلة فليحتال, ولإدراكي ان العمل سوف يبث عبر معظم محطات الدول العربية, فلابد ان تكون مفرداتي عربية خالصة, فكل
ما فعلته انني »بدونت« المفردة, واقصد من ذلك, انني تحدثت بالمفردات المفهومة لجميع العرب بلفظ بدوي, وليس اكثر من ذلك, ويوضح شرحي هذا مشاهدة العمل, معتمدا على ان المفردة البدوية بالأساس هي مفردة عربية اصيلة, فكل ما احتاجه ان استخدم موسيقى وايقاع اللفظ البدوي.
هل كنت تتمنى شخصية اخرى غير »حنتوش« في مسلسل »المرقاب«?
عشقت دور ابوسليم الذي قام به الفنان وحيد سمير واعتقد انه اعطاه حقه وزيادة, والدور يتساوى مع حنتوش من حيث الظهور والاهمية.
ماذا اضاف لك الدور? وكيف تصنف اداءك مقارنة بأدوراك السابقة?
اضاف لي الفرصة الكبيرة لاستخراج حرفة التمثيل, فالدور
او الشخصية بذاتها, قادرة على حمل اي ممثل الى بر الامان بنجاح, ولاشك ان العمل مع فريق يدرك اهمية الاداء وحسن الصورة, عامل مشجع, فكنت ادرك توجيههم بالاشارة او الايحاء سواء مع المخرج او المصور او فني الصوت والاضاءة, وبقية مستلزمات الاستعداد للمشهد, كالاكسسوارات والماكياج, ولكل شخص ممن ذكرتهم شخصيته الخاصة التي اثرتني وساهمت بابرازي.
كيف كان تعاونك مع المخرج باسم المصري?
الحديث عن الانسان الفنان باسم المصري يطول, لكن وجوب الاختصار ان اقول نعم, المخرج يهمه الجميع بنفس الدرجة, لكن الاهم لديه هي الصورة والمحتوى الذي يظهر عليه العمل الذي يعكس هويته كمخرج, فلم ار انه قد وضع اعتبارات شخصية للافراد, بقدر ما اعطى اهتماماً للشخصيات, ومن يساعده على ابرازها, يقدم له دعما اكبر, كان يستمع الى كل الاراء, ثم يقرر بما يراه مناسبا, وكان يمنح فرص الابداع ببراح
ولا حدود, ويقولها بكل ثقة »افعل ما تراه مناسبا, وان لم تنجح في اقناعي, افعل ما املي عليك في حدود الاضفاء وليس الاضافة.
هل حدث موقف طريف او خطير اثناء التصوير?
نعم, حدث مشهد خطير عندما نشب خلاف بين فرس وخيل, جعلته يلحقها, متجاهلا قيامي بالمشهد, وكادا ان يجراني معهما, لولا تداركي السريع بالابتعاد, والموقف الظريف, كان في يوم تصوير جزء من آخر مشهد لي, وكان يلي ذلك المشهد وجوب سفري في الساعات اللاحقة, فجأة, انتهى شريط التسجيل في الوقت الذي لم يتبق لي الا ان امثل الجملة الاساسية في المشهد, غضب المخرج غضبا شديداً والقى باللائمة على المصور الذي القاها بدوره على مدير الانتاج, فطلبوا من الفنانة نجمة العمل نادية عودة مسح مشهدها من الشريط لتسجيل مشهدي لأنها باقية, وأنا مسافر, فوافقت بعد ان اسمعت الفريق كلاما كثيرا جارحا عن عدم قدرتهم على التنظيم والادارة, وعلا الصراخ من كل جانب, وانا مصدوم فيما يحدث, وترك المخرج موقع التصوير وهو يقول: هذا فريق هواة وليس محترفين, والتصوير ملغي اليوم, وبقيت انا وحدي في مكاني لم انطق بحرف, وعادوا جميعا يضحكون بصوت عال ومعهم المخرج, فقد كانت لعبة اعدوها لتوديعي, صورنا المشهد واحتفلنا احتفالا جميلا, وكانت اللعبة شبيهة بالكاميرا الخفية, حتى انني قلت لهم »واي واي, ابي مرتي ابي امي ابي ابوي«.
ما الرسالة التي يحملها »المرقاب« للجمهور?
اترك المعنى في قلب الكاتب, واترك له الرسالة التي يريد ان يوصلها الى الجمهور, فأنا لم اعتد ان اجسد ما يريده الكاتب او المخرج من رمز لتوضيح مغزى الشخصية, ولكن احاول جل جهدي, ان ابرز كل مفرداتها التي خطها الكاتب وبالاسلوب الذي يوجهني به المخرج, فلا احمل الشخصية اكثر ما تتحمل, ولم احاول تقليد شخصية معروفة, سواء من الحياة او من الممثلين الذين عرفتهم في حياتي, والا كيف يمكنني ان اضيف نقطة الى رصيدي.
ماذا تفتقد بعد انتهاء »المرقاب«?
تصويرنا كان في المنطقة البدوية في غور الاردن, وتبعد نحو الساعة, وماكان يقرب على تلك المسافة, هو شوقي الى سمحان الذي يعيش في موقع التصوير, نشأت علاقة وطيدة بيني وبين الجمل الذي اسماه صاحبه »سمحان« وهو المصاحب لشخصية حنتوش في المرقاب, ولم يفوتني ان اودعه يوم سفري علما ان الوقت كان متأخراً في الليل.

http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx