16-08-2010, 02:14 AM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | القصيبي... كان أكبر من الكرسي فاحترمه الجميع القصيبي... كان أكبر من الكرسي فاحترمه الجميع د. عبدالله بن موسى الطاير
الدكتور غازي القصيبي كان حالة متفردة في إنسانيته التي أطّرت علاقته بقيادته وإنسان المملكة خصوصاً والإنسانية على مستوى العالم.
كان مستقل الرأي، يملك القرار، ويعرف حدوده كسياسي وإداري، يعبر عن رأيه بوضوح، ولم يخش يوماً من فقدان منصب.
عرفته القيادة مخلصاً، أميناً، أمة في رجل فوضعت عليه أحمالاً ينوء بحملها الرجال.
تحكم في كرسي المسؤولية فاحترمه الجميع، رفض أن يستسلم لإغراء السلطة فعمل بحرية من أجل الصالح العام، وأثرى الإدارة والسياسة والوزارة والمكتبة.
قاوم، قهر المرض إلى آخر لحظة من حياته، فكانت رسائله تصل محبيه شعراً ونثراً، وهو يودع حياتنا الفانية إلى جنة الخلد إن شاء الله.
يموت العظماء ويغيبون عنا بأجسادهم وتبقى مآثرهم شاهدة على منجزاتهم، والقصيبي فارقنا بجسده، وبقي القصيبي الأنموذج للإداري الناجح والدبلوماسي المحنك والمفكر الشمولي والأديب المعتز بأصالته والشاعر الرقيق الذي يفيض شعره بالمعاناة البشرية.
اختلف في الرأي مع الآخرين وبقي راقياً في اختلافه، جاء إلى لندن ومكتباتها تثري من النقد البذئ لبلاده فواجه الكلمة بالكلمة ولم يواجه الكلمة بالجنيه الإسترليني، حاور وناظر وجادل فكان لسان المملكة الصادق، وضميرها الحي في مقابل حملات التشويه التي استهدفت سمعة بلاده.
أحب وطنه وعمل من أجله، وأخلص لأمته وكتب لها ومنها، حاول الإصلاح بالعمل والكلمة ولم يفشل في يوم ما، بل سجل له التاريخ أنه أول من طبق بعد ولاة الأمر سياسة المجالس المفتوحة للمواطنين، يستقبلهم واقفاً ويودعهم واقفاً، مبتسماً يشعرهم بآدمتيهم ويحترم مشكلاتهم أياً كانت ويعمل على حلها.
وهو أول وزير للصحة يرسل تهنئة شخصية لكل أسرة يولد لها مولولد في مستشفيات وزارة الصحة.
لقد فقدت المملكة برحيل القصيبي رجلاً، بل عدة رجال تحملوا المسؤولية فما وهنوا، وقاوموا الضغوط فما ضعفوا، وواجهوا التحديات فما استسلموا، وقاوم المرض إلى آخر رمق من حياته، وهو الآن في رحاب الرفيق الأعلى، نسأل الله أن يكتبه مع النبيين والصديقين والشهداء نظير ما قدم لبلاده ولأمته.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |