في رأيي المتواضع
أكبر مشكلة نعاني منها نحن الجمهور الخليجي بشكل خاص
هي مشكلة التسرع في الحكم قبل أن نتحقق و نتدبر في التفاصيل
و نتعمق بشكل جيد في أعماق العمل !!!
المؤلفين و الفنانين و القائمين على الأعمال الدرامية (الهادفة) و أضع
قوسين بين كلمة الهادفة , و ذلك لقلة الأعمال الهادفة في هذا الوقت !!
المؤلفين و الفنانين و القائمين على الأعمال الدرامية الهادفة يبذلون
قصارى جهدهم في تقديم أعمال راقية و متميزة , و الكاتبة هبه حماده
و الفنانة سعاد عبدالله عملوا لفترة طويلة تمتد إلى أكثر من عام كامل
على إعداد و تنفيذ هذا المسلسل الذي ترونه الآن بين أيديكم في حلقات
متسلسلة لا تتجاوز الحلقة الواحدة مقدار الـ 45 دقيقة !!!
و الواجب علينا تقديراً لمجهوداتهم المشكورة أن نلتزم الصمت و نتابع العمل
حتى إكتمال النصاب و نهاية القصة و بالتالي من حقنا جميعاً أن نتحدث و ندلي
بآراءنا السديدة بخصوص قصة العمل و أحداثة إن كانت قوية أو ضعيفة !!!
لكن احنا وين و هالشغله وين ؟؟؟ احنا من الحلقة الأولى نبغي ننتقد !!!
شلون ننتقد شيء للحين ما اكتملت ملامحه !!! , يعني تخيلوا أمامكم
طفل عمره 10 أيام هل من العقل أن ننتقد شيء في خلقته و نحن نعلم
أن هذا الطفل غير مكتمل الملامح و النمو و التغيرات طارئة عليه ؟؟!!
نعم من الممكن أن نسجل بعض الملاحظات لموقف معين في المسلسل
إلى نقطة سلبية في مشهد معين , لكن أن نحكم على قصة المسلسل
بالفشل وهي لا تزال في بداياتها فهذا شيء غير عقلاني !!!
المشكلة الأخرى فينا الخليجيين هي مشكلة (الخلود الفكري) التي نعاني
منها بالذات نحن المشاهدين و المتتبعين على صعيد الأعمال الفنية و الدرامية
فعندما ينجح فنان ما في مسلسل ما , و يلتصق هذا العمل بعقلية المشاهد
عندها يبدأ هذا المشاهد يعني من أزمة (الخلود الفكري) و هي أنه لا يتقبل
بسهولة أي عمل يأتي به ذاك الفنان بعد ذاك المسلسل الناجح جداً و السبب
هو إلتصاقه بذاك المسلسل الناجح , و هذه الآزمة هي حالياً المشكلة التي
يعاني منها المشاهدين بخصوص مسلسل (زوارة خميس) بسبب إلتصاقهم
بالنجاح الكبير الذي حققه (أم البنات) و مقرانتهم به !!
لا أنكر وجود أعمال خالدة و ربما لا تتكرر مثل (درب الزلق) مثل (الأقدار) ,
(خالتي قماشة) و غيرها الكثير الكثير ,, و لكن لنكن منصفين بشكل أكبر
هل عبدالحسين لم يقدم شيء ممتاز بعد (درب الزلق) ؟؟؟ هل سعاد
و حياة لم يقدموا شيء متميز بعد (خالتي قماشة) و (على الدنيا السلام) ؟؟
في رأيي قدموا الكثير من الأعمال الممتازة و الرائعة و التي بعضها ربما يتفوق
في بعض الجوانب من خلال النص أو الأداء أو قوة الفكرة على بعض تلك المسلسلات
الخالدة و لكن لكل مسلسل ظروفة و لكل مسلسل طبيعته التي قد تصنع منه
أسطورة تتميز عن باقي المسلسلات و لكن ليس لدرجة الأفضلية !!
أنا أجزم لو تهيأت للعمالقة الظروف نفسها التي كانت مهيئة في فترة السبعينات
و الثمانينات من قوة النصوص و قوة الأعمال الهادفة و قوة الكتاب و الصدق و الإخلاص
في العمل و إحترام المشاهد و تقديم الفن على المادة في بعض أعمالهم الحالية
لرأيناها في مصاف (درب الزلق) و (خالتي قماشة) و (على الدنيا السلام) !!!