في الحقيقة أنا أحترم كثيراً المخرج المبدع محمد القفاص رغم مآخذي
عليه بخصوص إقحامه في أغلب مسلسلاته مشاهد و لقطات رقص و هز
لا تليق بمجتمعنا الخليجي خصوصاً أنها تعرض خلال شهر رمضان المبارك
لكن في الجانب الآخر هو جزء من واقعنا خلف الستار !!
نعم تجربة القفاص الأخيرة في مسلسل (زوارة خميس) رائعة جداً خصوصاً
في رؤيته الإخراجية و في إعتقادي أن القفاص كان بحاجة منذ فترة طويلة
إلى نص بقوة (زوارة خميس) يستطيع من خلاله أن يفرز إبداعاته في مجال
الإخراج التلفزيوني بشكل مختلف و راقي !!
للعلم فقط أن محمد القفاص بدأ الإخراج في البحرين عام 2002 من خلال
مسلسل (أحلام رمادية) أي قبل حوالي تسع سنوات من الآن تقريباً !!
لكن مشكلة محمد القفاص هي أنه حصر نفسه بإخراج المسلسلات التي
تكون من تأليفه , حيث كان يلعب دور المؤلف و المخرج في مسلسلاته
السابقة و التي من أبرزها :-
أحلام رمادية (2002) - شريك الحياة (2003) - هدوء وعواصف (2004) -
عذاري (2005) - جنون الليل (2006) - عيون من زجاج (2007) - ملامح
بشر (2008) ..
إعتماد القفاص على تأليفه الشخصي في أعماله صنع حالة من التكرار
و الملل في مسلسلاته , لكن ما يعجبني في القفاص و ما يميزه في
تلك الأعمال التي كانت من تأليفه هي تركيزه على الطبقات المعدمه
و الطبقه الفقيره في المجتمع و التي هي في أمس الحاجة إلى تسليط
الضوء و إظهار معاناتهم للمجتمع , بعكس ما يقوم به أغلب المؤلفين
الذي يكون تركيزهم على الطبقة الغنية و أصحاب الثراء الفاحش فقط !!
عموماً محمد القفاص حالياً يسير في الإتجاه الصحيح منذ العام الماضي
حيث أخرج نفسه من دائرة الإعتماد على النصوص التي تكون من تأليفه
للإخراج و أخذ يتعاون مع العديد من المؤلفين مثل (قلوب للإيجار) مع وداد
الكواري و (إمرأة و أخرى) و مؤخراً (زوارة خميس)
القفاص متميز و مبدع و برأيي هو حالياً أفضل بكثير من أحمد يعقوب المقله
الذي دفن موهبته بالأعمال التجارية و قصص الحب و الغراميات التي أصبح
يتجه إلى إخراجها في الفترة الأخيرة , بعد أن كان في يوم من الأيام يلقب
بـ (نجدة أنزور) الخليج !!