زوارة خميس.. زودتوها شوي
كانت فرحتنا لا توصف حينما بدأنا متابعة مسلسل «زوارة خميس» في حلقاته الاولى. فقد توقعناه عملا دراميا راقيا يبتعد عن السوقية والابتذال، ويعطي صورة «شبه» طبيعية عن العائلة الكويتية. بدأ المسلسل معتدلا خاليا من حفلات شد الشعر والزعيق التي عادة ما تكون علامة فارقة في مسلسلاتنا، وتحلى الممثلون فيه بقدر معتدل من اللباقة والادب في حواراتهم بعضهم مع بعض ومع والديهم، وخلا من «الطراقات» الشهيرة التي كانت تفرقع على الشاشات بين مشهد وآخر، واختفت الدراعات والديكورات المبتذلة. بدأ كمسلسل جميل يمكن ان يشاهده كل أفراد العائلة، وكان لأداء الفنانة سعاد عبدالله الصادق الفضل الاكبر في نجاح المسلسل جماهيريا، كما كان تمثيل باقي الفنانين صادقا ومميزا الى حد كبير.
«لكن الحلو ما يكملش»، كما يقولون، فقد تم حشو المسلسل بكم هائل من المشكلات التي من غير المنطقي ان تحدث لعائلة واحدة في وقت واحد، فكل رجل من رجال العائلة تتربص به امرأة لتسرقه من زوجته، وكلهم ضعفوا مقابل اغواء المرأة الاخرى، انما بدرجات، وبقدر ما أزعجتنا الاحداث اللامنطقية لكن قلنا «معلش.. طوّفوها.. وطوّفناها». ثم وجدنا أخطاء كثيرة في زوايا التصوير والتي كانت تعيق سماع الحوار الدائر نتيجة بعد الكاميرا عن الحدث، وسقطات اخراجية واضحة كاحتفال الأسرة بالعيد الوطني وهم يلبسون الملابس الصيفية كالشورتات والتيشرتات بينما عيدنا الوطني يصادف 25 فبراير، أي في عز الشتاء، ناهيك عن حادثة موت سالم ابن نادية التي لم يكلف المخرج نفسه حتى تبريرها طبيا، وغيرها الكثير من الاحداث التي تستغبي المشاهد.. لكن بصدر واسع طوفناها وتابعنا المشاهدة.
الى أن وصلنا للحلقة السادسة عشرة والتي أصبحت تسمي «حلقة الاسانسير».. هنا وقعت الطامة الكبرى. فأثناء مشاهدتي للحلقة لم استطع تمالك اعصابي وكدت ارمي التلفاز بأقرب شيء أمامي، عندما فهمت، كما فهم المشاهدون، أن ثنيان الزوج المحب الوقور الذي لا يفتأ يتغزل بزوجته ويعبر عن حبه وعشقه لها، ذاك الزوج العاقل، الوفي، النادر، اشترى لأخت زوجته عقد ألماس في السر، وفي لحظة ضعف ـــ كما سموها ـــ قامت أخت زوجته وتحرشت به وقبلته أثناء توقف المصعد بهما فجأة. نعم قبلته ومن؟ زوج أختها، هكذا من دون مقدمات. أما لماذا وما الأسباب الدرامية لزجّ قصة بهذه الوضاعة في المسلسل.. فهذا ما لم نفهمه، ولم تشرح لنا الكاتبة وجهة نظرها ولم يحضرنا المخرج لتلك الصدمة غير المنطقية في أحاسيس البطل وتصرفاته.
لست من الذين يخفون رؤوسهم في الرمال ويتظاهرون أنهم يعيشون في المدينة الفاضلة، ولا أدعي ان العائلة الكويتية هي نموذج طاهر خال من كل عيب، وأفهم ان تلك القصص تحدث ويمكنها ان تحدث حتى في مجتمعاتنا وان كانت نادرة، لكن أن تحدث هكذا «خبط لزق» من دون مقدمات ولا مسوغات، فهذا كثير. وأن يتم زج نقطة بهذه القذارة في مسلسل عائلي من دون منطق ولا مسؤولية، فأعتقد ان جماعة الدراما زودوها شوي...!!