بو قتادة وبو نبيل برنامج يسرق مواضيعه من سِتر المجتمع عنوة .. نحن لسنا بمجتمع مثالي خالي من العيوب ولا نعيش في (اليوتوبيا) مدينة أفلاطون الفاضلة .. ربما نجد هنا أو هناك سلوكا غريبا أو متمردا على قيم مجتمعنا ولم يكن هذا السلوك الغريب في ذاكرة الأجداد والجدات ليحدثونا عنه كون مجتمعنا في الماضي كان أكثر شفافية ووضوحا وبساطة منه اليوم بسبب الطفرات الاقتصادية المتعاقبة التي مرت بوطننا ووفرت القدرة المالية الكبيرة للمواطن وجعلته قادرا على السفر والإطلاع وربما التأثر بثقافات مجتمعية أخرى تعتبر دخيلة أو غريبة عن ثقافة مجتمعنا .. ولكن أن تأتي بعض البرامج لتعتمد على هذا الشاذ وتجسده وتجعل منه واقعا ملموسا وتبثه على قناة فضائية متميزة وتحقق نسبة مشاهدة عالية ويتمكن من رؤيتها القاصي والداني من جميع أقطار العالم ، فيكون هذا البرنامج قد عمم الظاهرة الغريبة ووصم بها المجتمع وصما جائرا .. فما بال لو كان هذا البرنامج من إنتاج نفس المجتمع الذي تعرض للإساءة وبُثَّ هذا البرنامج على قناة وطنية من المفترض أن تكون سمعة بنات مجتمعها من سمعتها ؟!
جميل أن ننتقد أنفسنا من أجل التغيير إلى الأصلح ولكن دون أن نتخلى عن ثقافة وأدب النقد ..
هناك ما اصطلح على تسميته في الدراما (دراما ثقب الباب أو خرم المفتاح) وابتدعت مدام (جان ليتل وود) هذا النوع من الدراما في المسرح وقدمت أسلوبا جديدا يسمى مسرح (الكاميراتا) وكان هذا بفرنسا في مطلع القرن العشرين .. ويعتمد هذا الأسلوب على المواضيع التي يستطيع أن يختلسها الكاتب من ثقب مفتاح الباب وينقلها من الداخل المغلق إلى الفضاء الخارجي المفتوح ، وبدل أن يقوم الكاتب بتغطية هذا الثقب ويستر على ما داخل الباب يقوم بفضحه وهو سلوك متناقض حتى مع مبادئ الدين الحنيف ، فقد أمرنا ديننا بالستر وأن لا نتكلم بعورات الآخرين وأن ندعوا لمن ربما يكونون قد أخطؤوا بالهداية .. ووصف ديننا الحنيف الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها بالسماء ..
باعتقادي الشخصي لا يجوز أن يبني إنسان ما أمجاد أو يحظى بتميز ما على حساب الآخرين ، فكيف لو كانوا هؤلاء الآخرين أبناء مجتمعه وأفراد شعبه ؟!!
|