هل نشاهد «ليلة عيد».. أم نتابع حياة؟
«هل تتابع مسلسل حياة؟»، من الأسئلة المألوفة في أوساط المهتمين بالأعمال الفنية والمسلسلات الرمضانية هذا العام.
يختزن السؤال في طياته نقدا عفويا من الجمهور الذي يترقب سنويا ظهور سيدة الشاشة الخليجية ويدرج مشاهدة أعمالها على جدوله اليومي، ويؤكد لنا أن مشاهدة «ليلة عيد» المعروض على 3 من الشاشات العربية الأساسية: «الراي» و«ام.بي.سي» و«قطر» تعود بجزئها الأكبر الى تصدي حياة لبطولته أكثر منه للقيمة الفنية للعمل.
منذ 2005 قدمت حياة «جبروت امرأة»، «بقايا الليل»، «عندما تغني الزهور»، «الفرية»، «الأخ صالحة»، «عيال الفقر»، «الخراز»، «أبلة نورة»، «الداية»، «دمعة يتيم»، «عمر الشقا»، «عواطف»، و«ليلة عيد»، ونسجل ان نجاحاتها الكبرى خلال هذه الفترة تحققت في مسلسلات تصدت هي لكتابتها: «الفرية» الذي شكل علامة فارقة في مسيرة أم سوزان، «الخراز» و«الداية»، وهي مسلسلات ستبقى في ذاكرة كل من تابعها.
يرتكز نص «ليلة عيد» وهو من تأليف حمد بدر بشكل رئيسي على شخصيته المحورية «لولوة» الفتاة التي ضعفت ولعب الشيطان بعقلها فتورطت في علاقة غرامية مع شاب وحملت منه، ثم أجهضت، ومنعته ظروفه الأسرية من الزواج بها، فتركها مع العار الذي أنزلها أسريا من مرتبة الأخت الى «خادمة» بنظر أشقائها، بل تبدو لنا حتى أدنى من ذلك عندما تبيع كليتها من أجل شقيقها!
ينقلنا المسلسل بين الماضي والحاضر إذ تبدأ أحداثه في عام النكبة التي حلت بفلسطين في محاولة لإعطاء القصة بعدا عربيا والتأكيد على تفاعل كل مجتمع عربي حتى بأبسط طبقاته مع ما جرى في فلسطين وعمق انعكاساته على حياة العرب جميعا وتعاطفهم العميق في تلك الفترة مع القضية الفلسطينية، وتمتد الأحداث الى الزمن الحالي.
النص مقبول وأفضل من النصوص الهابطة التي تكتسح الشاشات هذه السنة، لكنه بالمقابل غارق في النمطية فيما يعالجه من قضايا، ويبقى ان ننتظر لنعرف نهاية «لولوة» وما اذا كانت ستحمل مفاجآت.
إخراجيا، يقدم المخرج حسين أبل عملا جيدا ونلمس على مدار الحلقات عناية في اختيار مواقع التصوير وتنفيذه، ومحاولات التنويع في نقل انفعالات الشخصيات سواء في المواقف الكوميدية او التراجيدية لكسر الجمود والبطء في الأحداث من جهة وربط العديد من الأحداث ببعضها، من جهة اخرى، لاسيما ان القصة تمتد بين حقبتين مختلفتين تفصل بينهما 4 عقود.
تمثيليا، تعتبر «لولوة» شخصية سهلة على «أم سوزان» التي تألقت في أدوار صعبة في الماضي وهي تؤديها بخبرة كبيرة وإن لم نشاهد بعد هذه السنة المستوى الذي قدمته في «الفرية» و«الداية».
وبالنسبة لباقي الشخصيات يلعب الفنان غانم الصالح دور داود، «شقيق لولوة» وهو يؤدي الدور بسهولة معتادة، وبينما لا يخرج أداء باقي الفنانين في العمل عن العادي والمقبول، نسجل تميزا لكل من النجم الشاب علي كاكولي في دور غانم (عشيق لولوة في صباها) والنجم عبدالمحسن العمر في دور بدر (ابن غانم الصالح) والممثلة الصاعدة فرح التي جسدت دور لولوة في شبابها قبل ان يتحول الدور الى حياة الفهد، ويظهر باسم عبدالأمير في «كاركتر» كوميدي جديد في دور زوج ابنة شقيق لولوة الذي تؤديه الفنانة جواهر. ويشارك في العمل أيضا منصور المنصور في دور الأب ببداية المسلسل، واحمد الجسمي وقحطان القحطان ومريم حسين وعبدالإمام عبدالله وليلى السلمان وسلمى سالم وأمل عبدالكريم وصفا سلطان وعيسى الحمر. __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|