الحرية المطلقة مفسدة مطلقة يقول الفيلسوف الألماني (نيتشة) في كتابه الفلسفي (هكذا تحدث زارديشت) : تبقى الحرية في قفص الاتهام مادام في الحياة مخلوق واحد يتألم .. يقول مخلوق واحد ، فكيف لو كان شعبا وصل تعداده للتو إلى 84 مليون نسمة يشكل منه حملة درجة الدكتوراه العلمية نسبة نصف في المئة أي دكتور لكل 200 مواطن أي ما يعادل 420000 من إجمالي الشعب المصري .. هذا ناهيك عن من حصلوا على جائزة نوبل في العلوم المختلفة .. لا أريد أن أجنح في موضوعي إلى العمليات الإحصائية فجميعنا يعرف مصر الكنانة حق المعرفة .. يكفي أن أشير إلى مفاصل مهمة في تاريخ هذا البلد العزيز على قلوب العرب .. مصر العزيز ملكها الذي ولّى سيدنا يوسف عليه السلام خزائنها وجعله أول وزير اقتصاد بها .. (ادخلو مصر إن شاء الله أمنين) دعوة دعا يوسف عليه السلام أهله بها عندما أراد الله أن يجمع شمل الشتيتين بعدما ظنّا كل الظن أن لا تلاقي وعندما أراد الله أن يُري آل يعقوب تأويل رؤيا يوسف عليه السلام في مطلع سورة يوسف ..
كيف يجرؤ بعضهم الإساءة لبلد ورد ذكرها في القرآن الكريم وصور القرآن من يملك خزائنها كأنه ملك الأرض جميعا ؟! هذا ناهيك عن جذورها الغائرة في أعماق التاريخ وفي أعماق الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين .. من عايش الكويت في الستينات يعرف جليا فضل مصر على الكويت .. لقد كان أستاذي مصريا والقاضي الذي زوج عمِّي مصريا والمهندس مصريا والمحاسب مصريا والطبيب مصريا وكذلك (الزبال ومصلح الأحذية) مصريا .. احتل المصري موقعه في معظم الأماكن وقدم خبراته للكويت في زمن عزّت فيه الخبرات ..
إنني أعتب على وزارة الإعلام بعدم تفعيلها لقانون المرئي والمسموع والمقروء .. لا يجوز أن نسمح للآخرين بالإساءة إلى شعوب الأرض متذرعين بحرية التعبير .. (هل يرضيكم دعوة قس إحدى كنائس فلوريدا المغمورة بحرق المصحف الشريف يوم السبت القادم بحجة حرية التعبير ؟!)
لا يجوز أن نتطاول بفهمنا للحرية على الآخرين .. فحريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية غيرنا والحرية المطلقة مفسدة مطلقة .
|