[بحر الحب]

عودة الأعمال الدرامية التراثية للأطفال التي روج لها تلفزيون الكويت من خلال عرض مسلسل «السندباد بن حارب» في رمضان لم تكن عودة حميدة، فالمسلسل جاء عكس المتوقع، مشاهده فقيرة وحواراته سطحية ونصه متهالك، خلا تماما من المتعة التي كانت تتميز بها مثل هذه النوعية من الأعمال، وقد ترحمنا على الماضي الجميل للأعمال التي قدمها تلفزيون الكويت مثل «الغرباء»، «بدر الزمان»، «مدينة الرياح»، «الطماعون» وغيرها من الأعمال التي لا تزال راسخة في أذهان المشاهدين حتى يومنا هذا.
مسلسل «السندباد بن حارب» طبخ باستعجال فأحداثه غير مترابطة، وتشكل استخفافا بعقول الكبار قبل الصغار الذين لم يشدهم شغف متابعة هذه النوعية من الدراما بل قطعوا حبل المشاهدة بعد فترة وجيزة فقط. المسلسل من إنتاج شركة «دالميتا» ومن تأليف الفنان البحريني خليفة العريفي وإخراج غافل فاضل والموسيقي التصويرية لجاسم الخلف وبطولة خليفة العريفي ومشعل الجاسر ومحمد جابر وعبد الإمام عبدالله واحمد مساعد وناصر كرماني وعبدالله غلوم وياسة وهايدي ونواف القريشي وابراهيم الشيخلي واسماعيل الراشد وعبدالله العتيبي ونواف الشمري ومبارك سلطان ومنى شداد وفايز العامر، وصورت مشاهده الخارجية في مدينة الصبية.
قصة «بن حارب»
مسلسل «السندباد بن ح ارب» يتناول قصة التاجر «بن حارب» الذي يجسد شخصيته الفنان مشعل الجاسر الذي يفقد ثروته من جراء أطماع تجار المدينة التي يعيش فيها، وبالتالي يهجرها سعيا لجمع الثروة مرة أخرى، ويسافر خارج المدينة لتحقيق هذا الهدف، خصوصا أنه يحلم من وراء ذلك بالعودة الى المدينة والزواج بحبيبته «جواهر»، ويتعرض للكثير من المواقف والأحداث والمخاطر خلال رحلته، علما بأن الحلقة السابعة عشرة من العمل تناولت رحلة «بن حارب» البحرية بمرافقة أصدقائه ناصر كرماني وخليفة العريفي وناصح الفضلي الذين وصلوا الى إحدى الجزر، وكل أحداث الحلقة تدور في حوارات عقيمة، وفي نهاية المطاف يتمكن «السندباد» من العودة الى مدينته بعد عناء طويل في هذه الرحلة محققا ما كان يطمح إليه من استعادة مكانته المادية ويتزوج بحبيبة القلب «جواهر».
غير مقنع
رغم الاحترام والتقدير للمشاركين في العمل إلا أن اختيار الأبطال لم يكن موفقا باستثناء الفنان مشعل الجاسر الذي أدى شخصية «السندباد بن حارب» وكان متمكنا من أداء أبعاد الشخصية، لكن مشاركة عدد من النجوم لم تكن مقنعة، والواضح أن التلفزيون لم يكن مقتنعا تماما بالمسلسل والدليل أنه عرضه في وقت ميت، وكانت مثل هذه الأعمال تعرض بعد فترة الفطور مباشرة، كما أن العمل لم يتضمن مقدمة غنائية.
اجتهاد ولكن...
المخرج غافل فاضل بذل جهودا واضحة في اختيار المواقع وحركة الكاميرا وتنقلاتها خصوصا في الأماكن الخارجية لكن اليد الواحدة لا تصفق ولا تصنع من عمل مهلهل النجاح المأمول، ورغم اجتهاد الجهة المنتجة فإن العمل لم يرق للشكل المطلوب وافتقد عناصر الإبهار والفنتازيا التي يفترض أن تغلف تلك الأعمال التراثية المحببة للصغار قبل الكبار، ونرجو أن يستفيد الجميع من تلك التجربة وألا نرى «سندباد بن حارب» العام المقبل مرة أخرى بالصورة التي ظهر فيها هذا العام.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=10092010


هذا شغل الاستاذ غافل فاضل