[عبدالله البقعاوي]

يستعد الفنان المنتج أحمد جوهر لتصوير عمله الدرامي الجديد «المنقسي» والذي تجرى احداثه في مرحلة الثلاثينيات من تاريخ الكويت والمنطقة، وفي تصريح خاص لـ «النهار» أكد الفنان أحمد جوهر، ان النص دخل الى الرقابة مرات عدة، وذلك بناء على تغيير عمل الرقابة، وبعد ان تمت اجازة العمل في المرة الاولى، تم تقديمه للمرة الثانية بعد اللوائح والقوانين الجديدة، التي باتت تصدر وبشكل دائم، وكل منها يكاد يلغي الاخر.

وفي حديثه عن العمل الجديد قال الفنان أحمد جوهر:

- في البداية، دعني اعرف مفردة «المنقسي» وهي كلمة كويتية بحتة، يعرفها اهل البحر على وجه الخصوص والمنقسي، احد انوع الاسماك، وهو يعيش في المناطق الطينية، ويطلق على المنقسي ايضا باللهجة العامية «الجم العود» وهو يملك زعانف خطيرة تحتوي انواعاً نادرة من السموم القاتلة، وقد حمل احد الغواصة في السابق، هذا اللقب، لانه يستطيع الغوص لعدة دقائق تحت الماء.

ويستطرد:

لقد قدمت هذا النص للرقابة في المرة الاولى، وتمت اجازته بعد فترة طويلة من الانتظار، لا أعرف سببها حتى الان، وحصل العمل على تقدير «جيد جداً» ثم طلبت مني ادارة التلفزيون ان اعيد كتابته ليكون 15 حلقة بدلا من 30 حلقة، لان التوجه عند ادارة التلفزيون هو تقديم اعمال مكثفة بحدود الخمس عشرة حلقة، وفعلا حملت النصوص معي الى لندن، حيث كنت ارافق والدي، وتفرغت لاعادة الكتابة، وفعلا ارسلت النصوص من جديد الى الرقابة، وبعد انتظار لاشهر اخرى، جاءت الموافقة، وايضا بتقدير «جيد جدا»، وبقيت انتظر التكلف للانتاج «المنتج المنفذ» ولم يأتي، وبعد التغييرات في الرقابة، واللغاء دور مراقبة الدراما، وتحويل هذه المهمة الى مراقبة المصنفات، طلب مني ان اعيد العمل للرقابة، فارسلت النص الاصلي، الذي تمت اجازته من جديد.. وهذا الامر يعطل عملية الانتاج، وكان هناك من يضع العصا في الدولاب، ولا يريد للانتاج الدرامي الكويتي ان يتواصل.. وكل ما اقوله، ان «المنقسي» تجربة جديدة في الدراما الكويتية، وسيكون مفاجأة للجميع.

وفي ذات الاطار يحدثنا مدير الانتاج الفنان ياسر العماري الذي يتحدث عن العمل قائلاً:

- المسلسل كما اشار الفنان الكبير أحمد جوهر، يتناول مرحلة مهمة من تاريخ الكويت، واحداث المسلسل تعود لفترة الثلاثينيات، وهو من تأليف أحمد جوهر واخراج البيلي احمد، ومن انتاج مركز الابرق للانتاج الفني «الفنان أحمد جوهر»، وقد تم ترشيح عدد بارز من الكوادر الفنية للمشاركة في هذا الحدث الدرامي الكبير، ومنهم الفنانون غانم الصالح واحمد جوهر وعبدالامام عبدالله واحمد السلمان وعبدالرحمن العقل ومها محمد وعلي السبع ومحمد المنيع وحسن عبدالرسول وعدد اخر من الكوادر النسائية التي سيتم الاعلان عنها في غضون الفترة القصيرة المقبلة.

ويستطرد الفنان ياسر العماري: احداث مسلسل «المنقسي» تبدأ في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث في فجر تلك المرحلة، ظهر اللؤلؤ الاصطناعي، من قبل اليابانيين، ما هدد مصير واعمال الكثير من الاشخاص والدول التي كانت تعيش على اصطياد وتجارة اللؤلؤ. فكانت الحرب العالمية الثانية وسيطرة الانكليز على البحار وسفن التجارة، فكانت البطالة والمشاكل الاجتماعية، ما دفع البعض للعمل في تهريب الذهب من اجل تأمين العيش، كما يتعرض المسلسل لعدد آخر من القضايا والموضوعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي شكلت ملامح تلك المرحلة بكل تفاعلاتها وتحولاتها الكبرى. ويقول أيضا: المسلسل يتكون من 30 حلقة، مدة الحلقة من 30 - 35 دقيقة في اطار تراثي، يعتمد على كم من الوثائق البريطانية - الكويتية والخليجية عن تلك المرحلة على وجه الخصوص.

ويشاركنا المخرج الفنان البيلي أحمد قائلا: العمل مع الفنان احمد جوهر يشكل متعة فنية من نوع خاص، وقد كان لي شرف العمل في النسبة الاكبر من اعماله، وهو يعطي المخرج حرية الحركة والابداع من اجل تقديم صورة فنية عالية الجودة. كما يؤمن على المستوى الانتاجي فريق عمل متميز، على صعيد الفنانين او الفنيين، ضمن اختيارات باتت تشكل فريق عمل يمتاز بالحميمية وروح الاسرة الواحدة، حيث يكمل كل منهما الآخر، بل ان الجميع يتمنى ان تطول فترة التصوير والعمل المشترك.

وتابع: مسلسل «المنقسي» يتطلب بناء الكثير من المواقع الاثرية، والديكورات الخاصة بتلك المرحلة، وايضا الازياء والاكسسوارات، وقد قمنا بجولات متعددة في مناطق الكويت من اجل توفير المواقع اللازمة لتصوير العمل الجديد، وما يهمني من هذه التجربة هو تأمين المناخ العام للعمل، ويسعدني انني اعمل مع فريق من المحترفين الكبار القادرين على العطاء، ونحن نحاول ان نبدأ التصوير في الفترة القصيرة المقبلة قبيل تغير الجو، خصوصا ان نسبة كبيرة من المشاهد تكون خارجية، ولهذا نحن نسابق الزمن، قبيل موسم الحرارة، ومن اجل الحصول على اجواء مختلفة تزين الشاشة.

ويعود الفنان احمد جوهر ليقول: المسلسل الجديد، كما اشرت يحتاج الى كثير من العمل، من اجل تقديم وجبة درامية تراثية عالية الجودة، تحمل الوثيقة والقضية وايضا الشخوص والاحداث الدرامية التي تخرج بين التشويق والدلالات والمعاني الكبيرة. واتوقع ان يكون العمل جاهزا للعرض خلال الدورة الرمضانية المقبلة، بإذن الله.


http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=199020