[محمد العيدان]

لم تسلم المسلسلات والبرامج الرمضانية من سهام النقد اللاذع فوق خشبة المسرح, كما نال "الطشار" مجموعة من الفنانين الذين تم تقليدهم بصورة نقدية ساخرة تثير الضحك بعيداً عن السخرية, ومن المسرحيات التي كانت اعمال رمضان حاضرة بقوة فوق خشبتها مسرحية "بيت أبونا" للمنتج فيصل دشتي والتي شارك في بطولتها مجموعة من الفنانين منهم زهرة عرفات, احمد العونان, مي البلوشي, رونق, بوخرشد, فيصل بوغازي, جوجو والمنتج نفسه. وكان نصيب الاسد لمسلسل "زوارة خميس" الذي انتقد بصورة كبيرة الكثير من الجوانب ابرزها فكرة الخيانة التي اتسم بها العمل, كذلك جاء على لسان احمد العونان: ان لو "ام نصيب" جسمها حلو يمكن بعد تصير مثلهم "وترافج" سعاد عبدالله, كما تضمنت احدى اللوحات في المسرحية تقليد الفنانة مي البلوشي للمذيعة حليمة بولند وكانت بداية التقليد بدلع وغنج ثم انقلب حالها الى تقديم رسمي وتدخل هنا العونان قائلاً: طبعاً بعدما قالوا لها على الملابس والماكياج وهذا دليل على ان ما تردد من اسباب حول ايقاف برنامجها مسلسلات حليمة في رمضان لم يكن من فراغ, ولم تسلم الممثلة شجون وقصة شعرها الجديدة, اما الفنان خالد امين فناله من التقليد ما ناله, الى جانب هذه المشاهد القصيرة كانت لوحات الدعاية والفواصل التي عرضت في رمضان من اجمل الفقرات التي تم تقليدها من قبل فريق المسرحية.
وبالعودة الى "بيت ابونا" التي اخرجها جابر المحمدي فقد شهدت الكثير من مكامن الضعف خصوصاً على مستوى النص الذي اعتمد على فكرة بسيطة وهي صراع الابناء حول المنزل بعد وفاة ابوهم, خمسة اشقاء يريدون بيع منزلهم حتى يتسنى لكل واحد فيهم الاستفادة من فلوس الارث والعمل في التجارة, صراع من اجل بيع المنزل في ظل تعنت الشقيقة الكبرى التي رفضت ذلك, وبعد ان تتعرض الى خدعة من قبل زوجتي شقيقيها وتنطلي عليها بأن البيت مسكون تقرر الخضوع لرغبة اخوانها وبيع المنزل, وبعد 3 شهور يعود الاشقاء بعد ان فقدوا اموالهم يبحثون لهم عن مأوى, ويقررون تزويج شقيقتهم زهرة من الرجل الذي اشترى المنزل "جوجو" وهي شخصية غبية وساذجة, ويحاول الاشقاء اقناع "عريس الغفلة" بالزواج من شقيقتهم بعدما قرروا تشكيل فرقة موسيقية يترأسها الفنان حمود ناصر, بصورة عامة ربما ساهم غياب الفنانين علي جمعة وسمير القلاف بحدوث ربكة غير طبيعية بين الفنانين حيث تم توزيع دوريهما على بعض الفنانين وتسبب ذلك بشكل عكسي على المدة الزمنية للعرض التي لم تتجاوز الساعتين فقط, لكن ذلك لم يمنع فريق المسرحية من اداء المهام المطلوبة منهم خاصة على المستوى الفردي وان برز بشكل افضل الثنائي زهرة عرفات واحمد العونان لكن اليد الواحدة لا تصفق, وكانت المسرحية تعاني من مشكلات اخرى تمثلت بالفقر الانتاجي وذلك نظراً لطبيعة المسرح الذي اقيمت عليه وهو صالة كرة اليد والسلة في نادي القادسية والذي انعكس سلباً على هندسة الصوت حيث تسبب الصدى بازعاج للجمهور, في حين اعتمد المخرج جابر محمدي على ديكور ثابت لمنزل ضخم وكان ذلك هروباً واضحاً منه في ظل ضعف الامكانيات التي واجهته كمخرج, ولذا اقتصرت الحوارات داخل المنزل فقط في حين كان ينقص المسرحية مشاهد أخرى يمكن اضافتها لزيادة جرعة الكوميديا للنص مثل اعطاء مساحة جديدة لكل فرد من العائلة وتسليط الضوء على كيفية تفريطه بالفلوس التي حصل عليها ويمكن الاستعانة بمؤلف يضيف حوارات كوميدية ساخنة, كما يجب التركيز اكثر على شخصية "رونق" التي جسدت فتاة مسترجلة حيث كانت حواراتها رسمية الى ابعد الحدود ولم تمنح اي مساحة "للافيهات" اما بوخرشد فحاول جاهداً ابراز موهبته في التمثيل لكن يعيبه نبرة صوته المرتفعة وصراخه العالي الى درجة كان "يركب" فيها على حوارات باقي الفنانين, طبعاً هو لا يفعل ذلك متعمداً انما لغياب عنصر التوجيه والنصح المطلوبين وممكن للمسرحية الاستمرار في حال ان المنتج فيصل دشتي استعان بنجم أو اكثر لتعويض غياب كل من علي جمعة وسمير القلاف, والساحة حالياً فيها اكثر من ممثل.

http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx