المشروبات الغازية لها قصة يطول شرحها معي ،،
وهي في تذبذب بين صعود و هبوط ،،
سأتحدث بكل شفافية و بصراحة ،،
يعلم الكثير منا أن هناك مواقف بسيطة قد يتعرض لها الطفل فتلتصق في ذاكرته
عندما يكبر لاحقا ،،
هذا ما حصل تماماً في أول مشهد أرى فيه المشروب الغازي "البيبسي"
سبحان الله أتذكر الموقف بتفاصيله ، وأنا في سن الخامسة إلى السادسة ،،
كان أخي وهو يكبرني بخمس سنوات ،، لديه مشروب البيبسي
أتذكر تماما كان المشروب في زجاجة قديمة لازلت أتذكر عليها الورقة الحمراء !!
كما تعلمون بفضول الطفل في هذا العمر ،،
فكذب أخي وقال : لا لا !! هذا دواء ،، لا يصح لك ،، فقط للكبار ،،
وليته لم يقل دواء حتى لا يكبر الفضول لدي و تتوسع الرغبة القوية في أخذ المشروب منه ،، وتجربته ،،
ظللت أبكي واصرخ ،، فأخذت جدتي المشروب منه عنوةً ،، وأعطتني لأشرب من الزجاجة
و من هنا بدأت الحكاية مع الأسف ..
فأصبح هذا المشروب "بعيدا عن المبالغات" لدي كالإدمان لا أستطيع الإستغناء عنه ،،
إإلى حانت بعد عشر سنوات أحداث الإنتفاضة الفلسطينية في العام 2000 تقريبا ،،
بالإضافة إلى تحرر جنوب لبنان و انتصاره الساحق و نجاحه في إخراج الكيان الصهيوني من الجنوب ،،
ظهرت حملة كبيرة في المجتمع و المدارس ،، بانه علينا دعم القضية الفلسطينية ،،
لأنها قضية الإسلام و المسلمين ،، ولأنها قضية نصرة المظلوم ولو بأقل الأمور ،،
ومنها هذه الوسائل هي مقاطاعة المنتجات الأميركية ،،
وفعلاً ،، وصل إلأمر إلى مرحلة عندما أشتري أي منتج أميركي سواء من مشروبات او بقوليات أو أي شيء يكون من صناعة الولايات المتحدة ،، فإني أستقبل كلام قاسي من الأهل و الأقارب ،،
إلى أن وصلت لقناعة بأن الأشياء الغير ضرورية و المضرة في الوقت نفسه علينا مقاطعتها !
وخاصة إذا كان هناك البديل ،،
وظللت مقاطعا "للمشروبات الغازية في سن 16 تقريبا ،، واتذكر عندما كنا نسافر الى سوريا
اشتاق كثيرا لطعم البيبسي فأقول هناك البديل وهو الصناعة السورية المحلية وهي تشكل البديل ،،
ظل الصمود موجودا في مجابة المشروبات الغازية إلى منتصف العام 2003 ،،
عندما التحقت إلى العاصمة السعودية الرياض ،، بهدف الدراسة الجامعية ،،
وبدأت حياة جديدة ،، ونتيجة الدوام الدراسي الطويل الذي يصل من الثامنة صباحا و حتى السادسة مساء ،، أصبحت اعتمد بإختصار في تناول الطعام ،،
عن طريق الوجبات السريعة بنسبة كبيرة ،،
ولازلت اتذكر الموقف أيضا ،، حينما عدت إلى البيبسي ،،
مسكته بيدي "والله وصلت لمرحلة الهوس و التردد"
اشرب ؟
لا تشرب ؟
لا تشرب ؟
اشرب ؟
أين صمودك الذي دام 4 سنوات ؟ كسرت ادمانك له منذ الصغر و انتصرت عليه ؟
أليس البيبسي مضر بصحة الإنسان ؟
أين قناعتك ؟
كل هذه العبارات ذهبت في لحظة ضعف !!!
وإلى الآن لازلت اتناول هذا المشروب ولكني خففت منه كثيرا ،،
فكيف السبيل إلى مقاطعته للأبد ؟