15-10-2010, 10:53 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 1690 تاريخ التسجيل: 22/12/2008 الدولة: الإمارات
المشاركات: 1,436
الـجــنــس: ذكر | غرور "أبشر" فاض عن الحد...!
مارلين سلوم
يغيب يغيب ويعود بنفس الغرور والتصنّع، من دون أن يطور من نفسه أو يعيد حساباته في تغيير نمطه في محاورة ضيوفه . إنه نيشان ديرهاروتونيان الذي يتعمد التخلف عن الظهور في شهر رمضان (وهو محق في ذلك)، كي يطل على المشاهدين ببرنامج جديد يبتعد فيه عن منافسة مذيعي البرامج الحوارية “الجريئة” الذين لا يتخلون عن إطلالاتهم الثابتة في رمضان، مثل طوني خليفة ووفاء الكيلاني وإيناس الدغيدي . لكن نيشان لم يعرف كيف يبتعد عن النمط الواحد في التقديم وأسلوب محاورة الضيف وفي نوعية البرامج التي يقدمها منذ سنوات .
جميل أن يكون المذيع واثقاً من نفسه ومن قدراته و”أدواته” كما يقولون، لكنه لا يعود جميلاً أو مقبولاً حين تفيض هذه الثقة عن حدها لتخرج من إنائها وتنتشر حول صاحبها كأنها هالة تحيط به من كل جانب . عندها لن يتمكن التواضع من الوصول إليه أو حتى الاقتراب منه، وهو ما يحصل مع نيشان الذي صرح في لقاء ننشره في هذا العدد من “فضائيات” بأنه “واثق من حضوره ومن نجاح البرنامج”، من دون أن نجد بين كلماته أي أمنية بسيطة لتحقيق النجاح ونيل إعجاب المشاهدين، أو أنه ينتظر رد فعل الجمهور على البرنامج . إذ يبدو أنه هو المذيع وهو المشاهد وهو الحكم، لذا لماذا الانتظار، ومن ينتظر بعد ليقول كلمة فيه؟
في بداية الحلقة الأولى من البرنامج قال نيشان “إبشر”، فحسبنا أنه يقصد الجمهور وبأنه يبشرنا ببرنامج مختلف عن “مايسترو” و”العرّاب”، أو بالأحرى عن كل البرامج الحوارية الفنية التي تملأ الشاشات من دون أن تنجح في ملء عقول المشاهدين الذين ملوا فعلاً من تكرار نفس الأسئلة في كل برنامج ومع كل مذيع وضيف . إلا أن من تماسكت أعصابه واستطاع إكمال الحلقة، اكتشف أن نيشان مازال كما كان، وبرامجه واحدة لا يتغير فيها سوى الشكل والعنوان وبعض اللمسات التي توحي للمرء بأنه أمام برنامج جديد، ومن هذه التغييرات مثلاً تسريحة نيشان وارتداؤه الجينز وتحدثه بالعامية اللبنانية لا العربية الفصحى، وأعتقد أن هذه الأمور ثانوية ولا تمس جوهر ما يبحث عنه المشاهد في البرامج، ولا ترضي طموح أحد إلا المذيع ومن يقبل أن يحل عليه ضيفاً .
كل ما في برامج نيشان يرمز إليه، بدءاً من العناوين وحتى أسماء الفقرات التي يسميها باسمه وباسم المخرج، ويحمل برامجه شيئاً من العظمة ولو بالإيحاء، وكلنا نعلم أهمية الإيحاء في لعبة الإعلام المرئي ومدى تأثيره في المشاهدين، لكنه لا ينجح حين يصبح مألوفاً ويتوقعه المشاهد من نفس المصدر . مثل أن يطلق على برامجه “المايسترو” و”العراب” و”إبشر” التي يغازل بها أهل الخليج بكسر الألف، والعظمة هنا تأتي في تكرار نيشان كلمة “إبشر” طوال الحلقة كأنه “الجني” الآتي لتحقيق أحلام النجوم، وقد تم تصميم الديكور ليتناسب مع أجواء السحر وعالم الفلك والتنجيم .
نتمنى فعلاً أن يعيد نيشان مشاهدة الحلقة الأولى عله يرى التشنج الذي يصيب فكيه وهو يتحدث مع ضيفته فيخرج الحروف بعنجهية شديدة تترافق مع ارتفاع بالكتفين وصدر منفوخ وحركة يدين تحسم وتجزم وتضرب على الطاولة مع كل كلمة “جريئة” تنطق بها ضيفته الفنانة أحلام، كمن يريد القول “هذا هو المطلوب منك يا أحلام أن تقوليه حتى تنجح الحلقة وتثير ضجة بين الناس وتغضب من تستفزينهم من الفنانين” . أضف إلى ذلك الأوامر التي يعطيها للجمهور الذي يشارك داخل الاستديو بالتصفيق دون داع لذلك، مثل طلبه التصفيق “لصحة أحلام” . طبعاً نتمنى لها الشفاء والعافية دائماً، إنما لماذا التصفيق عند ذكر “صحة أحلام”؟ . يمكننا القول إن المذيع والضيفة شكلا ثنائياً منسجماً في هذه الحلقة، فكلاهما تمادى بالغرور حتى كاد الاستديو لا يتسع لعظمتهما . فأحلام التي مرت بتجربة مرة تحدثت عنها مطولاً في بداية الحلقة، عادت إلى سابق عهدها في النصف الأخير من البرنامج لتطيح بالآخرين وتعلن صراحة أن “لا أحد يمكنه أن يحل مكانها هي ونوال في الغناء في الأفراح” وأن الساحة خالية، و”ما بيجي حدا مثل أحلام ولو بعد 100 سنة” . وحين سألها عن نانسي ويارا كونهما لبنانيتين وتغنيان باللهجة الخليجية وفي الأفراح، شبهت نفسها بالوجبة الدسمة و”الكبسة” التي تشبع الإنسان، والباقي “مكسرات وقزقزة لب” يتسلى بها الإنسان .
لم نسمع من أحلام كلمات يفترض أن ينطق بها النجم الكبير حتى ولو اعتبر أن لا مثيل له على الساحة وأنه الأول بلا منازع، فكم كان أفضل لو قالت مثلاً “أتمنى أن تكون هناك أصوات نسائية قوية مثلي ومثل نوال، وأن تأتي من تكمل مشوارنا . .” ثم لم نعد نفهم لماذا هذه العصبية التي يدعو إليها البعض في الغناء ليلبسوه زياً موحداً ويحرموا على الآخرين ارتداءه أو الاقتراب منه، حيث أكدت أحلام ما سبق وقالته نجوى كرم بأنه على المغني أن يؤدي أغنيات بلده وبلهجته، أي ألا يقترب المصري من اللبناني واللبناني من الخليجي وهكذا . . علماً أن أحلام غنت في هذه الحلقة أغنيتين واحدة باللبنانية والثانية بالمصرية وكان حلمها منذ الطفولة أن تغني “ليالي الأنس” لأسمهان، وهي تعشق فيروز وأغانيها . . إذن، لماذا يحرمون على غيرهم ما يحلونه لأنفسهم؟ وأليس معيباً أن تعود الأغنية إلى الوراء بينما الدراما تتقدم نحو الأعمال العربية المشتركة لتسقط عنها كل الهويات إلا العربية؟
تشنج نيشان وتفاخره بمعرفته النجوم عن كثب من خلال كلامه و”معلوماته” التي يوحي إلينا بأنه استقاها من خلال علاقته الشخصية بالضيف، وتفاخر أحلام وتعاليها على كثير من الفنانين، انعكست على المشاهد فأصابته باشمئزاز وتوتر وضيق في التنفس وتعب لم ينقذه منها إلا الفاصل الإعلاني . لذا نتساءل، إذا لم يتمكن المذيع من تحقيق التسلية والمعلومة المفيدة أو أحدهما على الأقل للمشاهد، فما فائدة وجوده على الشاشة؟ وما فائدة كل ما تقدمه البرامج الحوارية الفنية اليوم من نميمة وحكايات شخصية لا تهم إلا أصحابها، بينما الجمهور يحتاج إلى معرفة فكر الفنان حول طبيعة العمل والمهنة أو رأيه في أمور فنية واجتماعية أو لمناقشة أحوال الغناء والتمثيل والدراما والفنون عموماً؟
المصدر:http://www.alkhaleej.ae/portal/4529c...227452037.aspx __________________
كم اشتقنا لكم "بوصالح و بو حسين"
|
| |