كتاب الدراما والفبركة الدرامية .. للنقاش نتكلم وننتقد كثيرا الفنانين على ادائهم التمثيلي او مدى تقبل الجمهور لهذا الفنان وهناك بعض الفنانين ربما يكون متميزا بعمل ما وبعد ذلك يقدم عملا دون المستوى المطلوب من خلال ادائه او اختياره السيء للدور .. ولكن نحن ننسى ان ننتقد كاتب الدراما الذي هو من كتب القصة او السيناريو والحوار ..
وبقدر ما أنعم الله علينا نحن أهل الخليج العربي بالرفاهية والعيش الكريم ، بقدر ما تأتي بعض مسلسلاتنا تنضح بالحزن والكآبة والشر والحقد.
لا أدري من أين تأتي هذه الأفكار أو ماذا يخطر ببال الكتاب الذين يفبركون السيناريوهات، فأنا مثلا إبن الخليج وتربيت التربية الخليجية وعلى العادات والتقاليد ، لم أر خلالها من أهلي في الخليج إلا الكرم والطيبة والذوق والاحترام ، حتى أحاسيسهم ومشاعرهم مليئة بالحب والعاطفة، وبالطبع مثل أي شعب آخر في العالم لا بد من وجود بعض الشواذ أو أصحاب الأخلاق السيئة، لكنهم ليسوا قاعدة أو تعميماً، وبحكم عملي التقيت بكثير من أهل الخليج اثناء سفراتي تحدثوا كثيراً عن عائلاتهم وأهلهم ولم أسمع بتلك الشرور التي أراها في مسلسلاتنا مثل دنيا القوي , ليلة عيد، شر النفوس، هوامير الصحراء , وهذا غيض من فيض . أعود وأكرر بأنه لايخلو اي مجتمع من ناس سيئي السمعة أو أشخاص عديمي التربية، لكن ليس بهذه الصورة وكأنه الوضع السائد بالمنطقة وهو الامر الخاطئ.
ويجب ان يعرف كاتب الدراما ان كل مجتمع به ايجابيات وسلبيات ولكن يجب ان لا ننقل السلبيات بحذافيرها وبتفاصيلها الدقيقة ويبني نجاح عمله عليها.. السؤال هو ماذا سيجني كتاب الدراما من كتابة اعمال تتكلم عن هذه الامور السيئة .؟؟ والطامة الكبرى عرض مثل هذه الاعمال بشهر رمضان مع الاخذ بعين الاعتبار المنافسة على اوقات العرض والشركات التي سترعى هذه الاعمال ..
بالماضي كان كاتب الدراما ينتقي الاعمال التي تتكلم عن هموم المجتمع سواء كان عن الغلاء او مشكلة اقتصادية او عن الطمع والجشع او عن المشاكل في الدوائر وغيرها من الامور التي تهم الناس وكانت هذه الاعمال تلقى الصدى الطيب اما الان فأغلب الاعمال التي تكتب ليس لها قصة تتكلم عن الامور التي تهم الناس مجرد صراخ وحزن وبكاء وضرب وخيانات زوجية وسهرات وحقد وحسد وعقول اجرامية ..
هل نحن بهذا السوء يا كتاب الدراما ؟؟؟؟؟ __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|