في الآونة الاخيرة ألاحظ تكرار عبارات ( هذا المسلسل يسيء للمجتمع ) و ( هذا المسلسل يزيف الواقع ) وغيرها من العبارات .. والسبب ان المسلسل به شخصيات سلبية
لكن لنعد الى الوراء قليلا وبالتحديد الى الاعمال الخالدة
هل ننسى :
النصاب والحرامي حمود الطواش في ( الاقدار )
او سلطان وصديقاته الاجنبيات في ( خالتي قماشة )
او صراع زوجات الابناء و"عدولة" في نفس المسلسل
او حسينو بائع لحم الكلاب في ( درب الزلق )
او الطاغية الشرير كامل الاوصاف في ( الغرباء )
او قماشة العجوز المتسلطة
او ام سليمان البخيلة في ( سليمان الطيب )
او محظوظة ومبروكة الهاربتان وعمهم الحرامي في ( على الدنيا السلام )
او سهرة ( الاحتقار ) الجريئة
أو ... الخ
هل هذه الشخصيات كانت ايجابية ؟؟
هل كانت واقعية 100 % ؟؟
هل لو تم تقديمها في هذا الوقت سيتقبلها الجمهور بصدر رحب مثل ما تقبلها سابقا ؟؟
الجواب : لا طبعا
المشكلة في البداية تتعلق بالجمهور ,, الجمهور في السابق كانت نظرته "درامية" الى الاعمال ,, اما اليوم اصبحت "واقعية" لا تريد ان ترى شيئا خارج الواقع أبدا
الجمهور هو السبب في ظهور الاعمال الكوميدية (التافهة)
وانا شخصيا أؤيد النظرة الاولى ..
الدراما يجب ان تكون دراما ولا تعتمد على الواقع الا بنسبة معينة لا 100 %
لو كانت الشخصيات الدرامية كلها بنفس الاطباع وبنفس التركيب فتأكدوا اننا لن نجد مشاهد واحد يتابع .. لان تشابه الشخصيات لا يخلق صراع درامي , وهذا ما يحتاجه المشاهد حتى يستمر في المتابعة , لا بد من ان تكون الشخصيات متناقضة ومختلفة فيما بينها حتى يحدث صراع درامي
( زوارة الخميس ) على سبيل المثال .. العمل الذي وصفوه البعض بـ "القذر" وغيرها من الاوصاف ,, أجزم لو انه عرض في الثمانينات او التسعينات لما رأينا اعتراض واحد على محتواه
كلامي السابق لا يعني تأييدي لاعمال الدخلاء التافهة التي تسلك سلوك الوقاحة بغرض الجراة ,, الكتاب نفسهم يحتاجون للمارسة حتى تنضج كتابتاهم
ونتفائل خيرا بالواعدين عبدالعزيز الحشاش وهبة حمادة وفهد العليوة وغيرهم