الى بلاده قبل ظهر اليوم على متن رحلة للخطوط الجوية الكويتية قادمة من العاصمة البريطانية، التي توفي في أحد مشافيها أمس بصورة مفاجئة، بعد أقل أسبوع على مغادرته الكويت في رحلة علاج، بعد أن أظهر الكشف الطبي عليه في المشافي الكويتية أنه يعاني من تفش متقدم لمرض السرطان في رئتيه، الأمر الذي أستدعى نقله للعلاج في الخارج على نفقة الحكومة الكويتية، إذ باشر العلاج فورا في مشفى متخصص بالأورام في العاصمة البريطانية، وكان يستجيب للعلاج، ويتجاوب مع الجرعات الكيميائية التي صرفت له.
وقبل ساعات من رحيله بعيد إنتصاف ليل العاصمة البريطانية أمس الأول، فقد زاره الشيخ جابر المبارك الصباح النائب الأول لرئيس الحكومة الكويتية- وزير الدفاع الذي يقوم بزيارة عمل الى العاصمة البريطانية، إذ رافقه السفير الكويتي في بريطانيا خالد الدويسان
إذ كان الغانم بصحة جيدة، حال إنهائه لجلسة علاج كيميائي، إلا أنه بعد مغادرة الشيخ المبارك لغرفته، وطلبه من أفراد أسرته أن يذهبوا للراحة لحاجته الى الراحة هو الآخر بعد يوم مرهق طبيا، قد شعر بإعياء مفاجئ، وضيق تنفس شديد، نحما عن إصابته بتجلط مفاجئ في الرئتين، حيث فارق الحياة فورا، وتم إبلاغ المكتب الصحي الكويتي في لندن على الفور.
ووفقا لأفراد من أسرته كانوا معه قبل وقت قصير من وفاته أن الفنان الصالح أبلغ من قبل الأطباء بأن العلاج مثمر جدا حتى الآن، وأنه جسده يستجيب للعلاج بشكل مثالي، وأن نسبة الشفاء التام من المرض في تزايد، وأن برنامجه العلاج لن يطول لأكثر من أسبوعين، وسيسمح له بعدها بمغادرة المستشفى، والعودة الى الكويت، إلا أن وفاته كانت أسرع من البرنامج العلاجي، وأن الوفاة نجمت عن قصور حاد في عمل الرئتين المصابتين بعد الجلطة المفاجئة.
وخلافا لفنانين كويتيين تقدموا في العمر، وأصيبوا بأمراض، غابوا خلالها عن الأنظار، وتوقفت أعمالهم الفنية، قبل إعلان وفاتهم خلال السنوات المضاية.
فإن الفنان غانم الصالح
ظل محافظا على حضوره الفني القوي، والكثيف، حتى قبل نحو شهرين، حين صور آخر أعماله الرمضانية، إذ رغم إشارات المرض.
الا أن الفنان غانم الصالح قد ظهر في أكثر من عمل في الموسم الرمضاني الأخير، إذ تطلب دوره في مسلسل (ليلة عيد)
قدرات فنية خاصة، وإجهاد من النوع الكبير، بسبب إستمرار التصوير في العمل حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ولاقت أدواره الأخيرة، إستحسان جمهور الشاشة الخليجية الذي فجع برحيله المفاجئ أمس، فيما يتحضر الآلاف من عشاق فنه، للتوجه الى مقبرة الصليبخات شرق العاصمة الكويتية لتشييع جثمان الفنان الفقيد، عائدا من لندن، الذي أدى إفتراضيا منها مسرحيا دوره المهم في مسرحية (باي باي لندن)
وهي المسرحية التي لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين الخليجيين بصورة خاصة، والعرب عموما.
وفي ساعات المساء أمس لوحظ بأن العديد من أهل الفن في الكويت قد ألغوا إرتباطاتهم الفنية، وعلقت عروض المسارح الكويتية، فيما توجهت أعداد كبيرة من الفنانين الى منزل الفنان غانم الصالح في العاصمة الكويتية لمواساة عائلته التي بقي بعض أفرادها في العاصمة الكويتية، فيما الجزء الآخر كان بمعية الفنان غانم الصالح، كما أن عشرات الفنانين الخليجيين سيصلون الى الكويت اليوم بالتزامن مع صول جثمان الصالح الى
مطار الكويت الدولي، للمشاركة في تشييع جنازته، علما بأن أكثر من فنان كويتي قد قطعوا زيارتهم الخارجية، وقرروا العودة الى الكويت.
وقال احمد العبدالله في كلمة تأبين بحق الفنان غانم الصالح الذي وافته المنية فجر الثلاثاء عن عمر يناهز ال68 عاما في لندن حيث كان يتلقى العلاج من مرض سرطان الرئة ان المرحوم
"يعد احد رواد الحركة الفنية الكويتية وهو ايضا من اعمدة الفن الاصيل على المستوى الخليجي والعربي".
واضاف العبدالله ان لغانم الصالح
"اسهامات فنية كبيرة حيث ساهم بتأسيس فرقة المسرح العربي عام 1961 ثم انتقل في عام 1964 الى تلفزيون الكويت وشغل وظيفة مساعد لرئيس قسم التمثيليات ثم رقي الى منصب رئيس لقسم التمثيليات حتى تقاعد عام 1983".
وذكر ان الراحل غانم الصالح حاز على العديد من الجوائز والتكريمات منها :
درع من المسرح العربي عام 1980
وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون عام 2000
ودرع المبدعين عام 2003
واخيرا شهادة تقدير من قناة (سما دبي) وتلفزيون دبي عام 2008.