[بحر الحب]

غابت الدراما البدوية عن خارطة البرامج التلفزيونية الا نادرا اذ اختفت من على شاشات الفضائيات بعدما سجلت حضورا لافتا في رمضان قبل الماضي وتحظى الاعمال البدوية بقبول المشاهدين الذين تجاوبوا مع حيثياتها لاسيما أن غالبية الاعمال مقتبسة من تفاصيل عاش احداثها شخوصا لم تزل اسماؤهم عالقة في ذاكرة المتابعين
ولاحظ متابعو الاعمال ذات الطابع البدوي ان الخارطة الرمضانية هذا العام خلت من الدراما البدوية ولم يعرض سوى عملين هما وعد لزام وابواب الغيم.
مسلسل وعد لزام الذي عرض على شاشة تلفزيون الكويت في رمضان الماضي والذي شارك فيه نخبة من نجوم الكويت والخليج منهم الفنان جاسم النبهان وعلي البريكي وخالد امين واحمد العونان ومن الأردن: نجلاء عبد الله، زهير النوباني، عبير عيسى، أسمهان توفيق، ومن السعودية ريم عبدالله والفنانة ندا الظفيري واخرجه جمعان الرويعي لم يكن بالمستوى المطلوب فعلى الرغم من وجود كم كبير من النجوم الا انه شابه الكثير من الاخطاء مثل تعدد اللهجات داخل البيت الواحد او القبيلة الواحدة فلم تكن اللهجة البدوية متقنة جيدا واللهجة هي اهم عامل في نجاح الاعمال البدوية وعدم اتقانها اثر سلبا على المسلسل.
وارتكزت الفكرة الأساسية في المسلسل، على إبراز العاطفة عبر قصّة حبّ عاصفة بين “خالد امين “و”ريم عبدالله “من قبيلتين مختلفتين وصراع بين أبناء القبيلة الواحدة للظفر بقلب ريم الرائعة الجمال، ولم يخل المسلسل من مشاهد الحروب والصراعات القتالية المتعارفة بين قبائل البادية التي تقطن في مكان واحد ولا يفصل بينها سوى أميال محدودة.
اما مسلسل ابواب الغيم الذي عرض على شاشة تلفزيون دبي في رمضان الماضي والذي استوحى احداثة من خيال واشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشارك فيه أكثر من خمسين فناناً وفنانة من نجوم الإمارات والخليج والوطن العربي وتصدى لاخراجه المخرج حاتم علي فقد رصد المسلسل تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال رصد مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت تواجد قوى مختلفة في تجاذباتها (أتراك وإنكليز)، وتركت تأثيرها على حياة هؤلاء البشر، غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي تحدث عنها العمل، هي صراع هذه الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث جهد العمل في إبراز طموح هذه الشخصيات في حياة كريمة حرة عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب وغيرة وأنانية وكرم وتضحية حوّلت العمل إلى ملحمة كبيرة بتعدد شخصياتها وحكاياتها ضمن إطار تاريخي اعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة، كما ركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته وأرضه وعاداته ومنظومة تقاليده الاجتماعية والأهم علاقته بالخيل كشريك أساسي في حياة مضنية متقشفة، كل ذلك في محاولة للكشف عن سر (البدوي) هذه الشخصية الخاصة التي تعرضت للتهميش في الأدب والفن وربما التاريخ أيضاً، عبر معالجات سطحية أدت إلى تنميط هذه الشخصية وحرمانها من عمقها الإنساني ومن دورها التاريخي بالقدر نفسه.
أما في رمضان قبل الماضي فقد شهد عودة المسلسلات البدوية التي حققت نجاحا كبيرا اهمها مسلسل «فنجان الدم» الذي توقف عرضه لمدة عام كامل وهو من انتاج مجموعة mbc ومن بطولة الفنان جمال سليمان وعبدالمحسن النمر وميساء مغربي وكان قد ادرج على خارطة البرامج للقناة في شهر رمضان 2008 ولكن بسبب تدخل مشايخ عنزة وشمر.. تم ايقاف عرض المسلسل لمنع الفتن خصوصا ان ما اثير عن المسلسل انه يتعرض لاحد «القضايا» التي حصلت في الزمن الغابر بين قبيلتي عنزة وشمر.
ويتناول المسلسل ما كان بين «مصوت بالعشا» وهو الشيخ تركي بن جدعان بن مهيد ومعشي الذيب اشتهر بها مكازي بن سعيد من قبيلة شمر، وتدور الاحداث في المسلسل بين قبيلتي «عنزة» و«شمر» للخروج من دائرة الجدل على الرغم من كون اغلب الاحداث في المسلسل حقيقية وموثقة وعلى اثر ذلك تم ايقاف المسلسل لمدة عام ولكن في رمضان 2009 تم عرض المسلسل على شاشة mbc بعدما اجريت عليه التعديلات على بعض المشاهد.
كما كان لمسلسل سعدون العواجي نفس المصير فقد توقف عرض العمل بعد بث الحلقة الثامنة منه بأمر من سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة استجابة من سموه لمناشدات تقدمت بها العديد من القبائل العربية التي يحاكي المسلسل حقبة من تاريخها.
المسلسل يروي في ثلاثين حلقة قصة الشيخ سعدون العواجي الذي ولد في شمال الجزيرة العربية في حوالي العام 1750 ميلادية، قدم لحقبة تاريخية زمنية مضت استعرضت سيرة شخص اشتهر باخلاقه الحميدة، التي مكنته من ان يكون محور مسلسل يطل من خلاله المشاهد على تشابكات الحياة البدوية وجسد شخصية الشيخ سعدون النجم السوري رشيد عساف، وشارك بالعمل نخبة من الممثلين السوريين والاردنيين والسعوديين والقطريين.
وصور المسلسل، الذي كان يبث حصريا على تلفزيون ابوظبي ويعاد بثه على قناة الامارات، في مدينة تدمر السورية نظرا لتشابه تضاريس المدينة مع تضاريس امتدت من شمال نجد الى حفر الباطن، وصولا الى منطقة الجزيرة بين العراق وسورية.
ولقي هذا المسلسل البدوي هجوما عنيفا من قبل القبائل العربية في وسائل الاعلام وارسل شيوخ القبائل برقيات الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة والى الشيخ محمد بن زايد ولي العهد يطالبون فيها بايقاف هذا المسلسل لانه يثير النعرات القبلية ويؤجج الصراع العشائري الذي عفى عليه الزمن في حقبة زمنية مظلمة.
وقد تميز بعض الممثلين في اداء الادوار البدوية مثل الممثل السوري رشيد عساف واستطاع ان يكون علامة بارزة في تاريخ الدراما البدوية حتى اصبح واحدا من ابرز الفنانين العرب في هذا المجال.
واشتهر رشيد عساف بالادوار التي تجسد المثل والقيم النبيلة والشجاعة، ورأيناه في الكثير من اعماله الناجحة يقوم بدور الرجل الفارس والمغوار الذي لا يأبه بالموت وحقق الممثل ياسر المصري نجاحا كبيرا في اداء الادوار البدوية حيث قام بدور نمر بن عدوان اذ بدأ كممثل في مسرحية «كلاكيت» الى ان تفجرت موهبته في عام 2007 في ادائه لدور الفارس والشاعر نمر بن عدوان وقد حققت نقلة نوعية في مسيرته الفنية لما لهذه الشخصية من ارث حضاري وتاريخي كبير في الاردن والوطن العربي ولما تحمله من صفات الوفاء والرجولة والحكمة والنبل التي عرفت بها العشائر البدوية والتي يحلم اي فنان ان يجسدها.
كما حجزت الفنانة الاردنية صبا مبارك المقعد الاول في نجومية الاعمال البدوية كذلك تميز الممثل السعودي عبدالمحسن النمر في اداء الادوار البدوية وكان آخر عمل له هو مسلسل ابواب الغيم وقام بدور”مجول العضيدي”.



http://www.alamalyawm.com/ArticleDet...x?artid=161387