عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2010, 10:05 PM   #1 (permalink)
غارق
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 10920
تاريخ التسجيل: 23/08/2010
المشاركات: 124

افتراضي لقاء مهم مع فايز قزق ( مأمون بك)!


فايز قزق: المثقفون خذلوا المسرحيين العرب
الفنان السوري قال إن شخصية «مأمون بك» خدمته فنيا
المصدر جريدة («الشرق الأوسط»)

هشام عدرة
ينتمي الفنان السوري فايز قزق إلى جيل الثمانينات في خارطة الدراما السورية، وقد برز منذ انطلاقة تجربته الفنية كممثل ومخرج مسرحي، حيث عشق هذا الفن النبيل بشكل لافت للانتباه، وظل وفيا له رغم نكران الكثير من الممثلين السوريين النجوم للمسرح الذي كان له الفضل الأول في وجودهم على ساحة العمل الفني، وتخليهم عنه مع ازدياد شهرتهم في مجال الدراما التلفزيونية التي كسحت أمامها باقي الفنون الدرامية مع النهضة الكبيرة التي تعيشها وما زالت منذ أواخر تسعينات القرن الماضي وحتى الآن. لكن وحده، ومعه عدد قليل من نجوم الفن السوري، استطاع فايز قزق خوض غمار التمثيل التلفزيوني مع عشقه الأبدي للمسرح، فبرز في الكثير من الأعمال التلفزيونية التاريخية والكوميدية والاجتماعية المعاصرة وحتى البيئية الشامية من خلال دوره المميز في سلسلة «باب الحارة» بشخصية «مأمون بك» الضابط في الجيش الفرنسي. وفي حوار معه بدمشق تحدث الفنان فايز قزق لـ«الشرق الأوسط»، وأجاب عن تساؤلاتها..

* لنتحدث بداية عن آخر الأعمال التي ستشارك بها للموسم الدرامي المقبل..

- لا يوجد حاليا جديد في مجال التلفزيون، لكن هناك عملا مسرحيا جديدا لي وهو «الليلة الثانية عشرة»، ضمن مشروع مع مؤسسة «سليمان البسام» للثقافة والفنون من الكويت، وهو عودة للنص الشكسبيري لإظهار بعض المشكلات الخاصة بمجتمعاتنا العربية وتقديمها من خلال تراث أوروبي شكسبيري، إلى الشعوب التي يمكن أن نزورها ونعرضها أمامها على المسارح الأوروبية. وقد قدمت مع مؤسسة «البسام» في السنوات السابقة مسرحية «ريتشارد الثالث» لشكسبير، وتمت إعادة صياغة النص ليكون قريبا من بعض ما حصل في العراق بسبب الاحتلال الأميركي الإنجليزي لهذا البلد، وقدمنا العرض في دمشق وفي ثلاث مدن إماراتية وفي الكويت وفي باريس ولندن وأمستردام، وحاليا لدينا. وهناك عرض تخرج لطلبة السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية سأكون مشرفا عليه في الفصل الدراسي الثاني 2011 وسيكون مشروعا مسرحيا مرتجلا.

* من المعروف عشقك اللامحدود للمسرح، وكرمت في كثير من المناسبات وحصلت على جوائز على أدائك المسرحي الإبداعي.. هل أنت راض عن هذا العطاء والتكريم؟

- الجوائز والتكريم هي حق بالتأكيد، لكن ليست هي آخر المطاف بالنسبة لي.. قد تكون محفزا لمزيد من البحث عن مزيد من العرض المسرحي لتقديم قضايا ومشكلات جديدة مهمة للناس، ولا أتصور أن هناك إنسانا يبحث عن المشكلات لتقديمها ضمن عرض مسرحي أو سينمائي يمكن أن ينتهي به المطاف إلى رضا تام، فهناك دائما جديد، ونحن نتحسس الجديد من مشكلاتنا وأسئلتنا الملحة في حياتنا إن كانت فردية أو جماعية، والواقع أننا نعيش في منطقة ساخنة جدا ومتوترة، فنحن بحاجة دائما للتفكير والتأمل في هذه المجتمعات التي نعيش بها، لذلك بالنسبة لي شخصيا فلدي دائما عدم رضا عما وصلت إليه من تجربة، لسبب بسيط وهو أنه كان بالإمكان أن أكون أنا والكثير من المسرحيين العرب في وضع أفضل بكثير لو تمت مراعاة مشروع المسرح العربي الذي قيل فيه ما قيل، وتحدثنا عنه ما تحدثنا، وطرحنا المشكلة تلو المشكلة حوله، وكنا دائما متحمسين لتقديم الأعمال.. لكن باعتقادي أن المعنيين في شؤون الثقافة في الوطن العربي خذلوا المسرحيين العرب أيما خذلان!.. واضطرت أعداد كبيرة منهم متخصصون في النص أو الإخراج أو التمثيل أو الكادر الفني المسرحي للهجرة الجماعية للتلفزيون، وتم تفريغ المسرح من أي قدرة على تقديم العروض المسرحية المتطورة جدا على الصعد التخصصية التي يحتاجها المسرح، خصوصا مستوى البحث العلمي الدقيق والمركب المستخدم لعدد كبير من الفنون والوسائل الأخرى للبحث في مشكلات الإنسان العربي العابرة منها والمستدامة، وعدم الرضا ليس من قبيل ما بذلته أنا، بل من أنه كان بالإمكان أن يكون أفضل مما هو موجود.

* يقال إنك من الفنانين القلائل الذين يراهنون على فرس ورهان خاسر في الوقت الحالي وهو المسرح أمام طغيان التلفزيون.. ما ردك على هذا القول؟

- بالنسبة لك رهان خاسر وليس بالنسبة لي، فبأي معنى تقول ذلك؟ هناك دائما فرصة لتقديم عرض مسرحي لطيف وأنيق وخلاق، وهناك دائما إمكانية للبحث في عدة مستويات لتقديم النموذج للعرض المسرحي الجديد، فالمسرح تم تخسيره - إن جاز التعبير - أي خسرانه، بينما كان بالنسبة لي ولعدد كبير من المسرحيين العرب - ولا يزال بالنسبة لي - لازما وضروريا في مجتمعات المدينة العربية، فلا يمكن لي أن أتخيل مدينة بلا مسرح أو سينما، بلا كتاب ورواية وشعر، بلا رقص وغناء ولوحة تشكيلية، وبلا تمثال مهم وعلاقات جميلة، فلا يمكن تخيل مدينة بهذا الشكل، لكن الآخرين لديهم القدرة على تخيل مدينة بعالم افتراضي فقط يدعى تلفزيون!.. وبرأيي أن التلفزيون عبارة عن أداة لها كل الولاء للواقع، حيث ترى الواقع وبعين واحدة وبوجهة نظر واحدة ومن زاوية واحدة محددة لها بدقة، أما باقي الفنون التي ذكرتها فتستطيع أن ترى الواقع بصورة كريستالية أكثر، وبصورة معقدة ومركبة أكثر، وتستطيع أن تستفز الإنسان للبدء بحوار نشط مع من حوله في حال قدّر لهذه الأدوات الثقافية المهمة الكلاسيكية منها والحديثة لأن تكون جزءا من برنامج المواطن العربي.. أعتقد هنا أنا نفسي لا أستطيع أن أراهن على التلفزيون ليكون أداة وحيدة، والأوحد في حياتنا الثقافية، ولا إقناع نفسي بأن هذه الأداة ستلبي حاجة الإنسان، فهي ليست كذلك، بل ستلبي حاجة الناس العاملين فيها، وتلبي حاجة الحكومات العربية.

* دورك في مسلسل «باب الحارة» كان في الجزءين الرابع والخامس.. هل عرضت عليك المشاركة في الأجزاء الأولى واعتذرت ومن ثم عدت فوافقت؟

- لا، فلم يكن هناك أخذ ورد، ولا أي مسلسل تلفزيوني، وبالنسبة لي كل المسلسلات التلفزيونية تتشابه، بمعنى أنها تقدم عبر هذا التلفزيون، وقد يكون هذا المسلسل أفضل من غيره بمضمونه وبقدرته على جذب الناس، ولكن يبقى الأمر بالنسبة لي (مع خالص تقديري لكل من يعمل بهذا المجال) أن التلفزيون عالم افتراضي، وهو علوم التلفزة، وما يطلق عليه الدراما لا يصح في علم التلفزة، فما يقدمه هو الاتصال الأحادي الجانب من الشاشة، وما يقدم عليه يقدم إلى إنسان جالس بصمت مطبق يفصفص البذر أو يؤرجل أو يشرب المتة!.. فالمسألة لها علاقة بعالم التلفزة، وأقول هنا بصورة عامة إن التلفزيون لا يمكن أن يتخطى الحدود التي يمكن أن تناقش بفلسفة وبجمالية قادرة على بعث الحيوية والنبض في أدمغتنا المشكلات التي يمكن أن نكون محاطين بها أو التي تعتمل بنفوسنا. والتلفزيون كذلك بالنسبة لي كممثل، أما للمخرج والمنتج فقد يكون الأمر مختلفا، فهو إذن يمثل لي أمرين اثنين لا ثالث لهما وهما: تحقيق شهرة وتحقيق كسب مادي مهم لإتمام عمل أقوم به في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفي السفر، خدمة للمسرح في العالم العربي وفي الدول الأخرى.. وهذا المشروع يحتاج لمصروف مادي، وهذا يؤتى به من التلفزيون، لكن هذا لا يعني أن دخولي للمسلسلات التلفزيونية هو دخول عابر سبيل، بل يجب أن يكون هناك دفاع عن الاسم، ودفاع عن فن التمثيل في كل لحظة من لحظات العمل، واحترام لهؤلاء الناس، لأنهم يقدمون لي الشهرة بصورة أساسية وهي الشهرة التي يستفاد منها في عالم المسرح.

* أديت الدور بحرفية عالية في «باب الحارة» من خلال شخصية «مأمون بك».. إذن التلفزيون خدمك؟

- نعم خدمني إن كان في مسلسل «لعنة الطين» أو «باب الحارة» أو برياح الخماسين أو في المسلسلات التاريخية من «عمر الخيام» و«شهرزاد» و«الحجاج» و«أبناء الرشيد»، وحتى الأعمال الكوميدية في «ع المكشوف»، ولوحات كثيرة مما قدم.. فكل هذا الشيء مهم بالطبع، فهذه الوسيلة الإعلامية الهائلة بتأثيرها لم تكن غائبة عن بالي أو خاطري منذ عام 1981 عندما تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن كان علي أن أنجز، خاصة في عام 1988 عندما تخصصت في الإخراج المسرحي وتدريب الممثل تخصصا عاليا، برنامجا خاصا بأي سبيل وبأي إمكانية وأينما وجد في سورية أو الكويت أو في بعض البلدان الأوروبية.. يجب أن ينجز هذا المشروع ممثلا ومخرجا ومدربا. واليوم أنا مطمئن إلى أن نحو 65% من هذا المشروع قد تم، وما بقي سيتم بشكل هادئ، لكن براحة نفسية مادية، وهذه مهمة بالنسبة لي.. فالمسألة النفسية تكون في المسرح والمسألة المادية ربما تكون في التلفزيون، وعلي أن أوازن بينهما، وأنا مقتنع بأن مسألة الإبداع بالنسبة لتجربتي تكمن بالضبط مع طالب في السنة الأولى بالمعهد العالي للفنون المسرحية وعلى خشبات المسارح ممثلا أو مخرجا.

* هل تعرضت لمواقف محرجة في الشارع بعد أن أديت دور الضابط الفرنسي المتجسس على أهل الحارة في «باب الحارة»؟

- لا مطلقا، فقد كنت أقابل بمنتهى الاحترام واللياقة من الناس، ومنتهى المحبة على الإطلاق، إن كان بالنسبة لشخصية «مأمون بك» في «باب الحارة»، أو بالنسبة للشخصيات الأخرى التي ظهرت بها في التلفزيون في السنوات الست الماضية وحققت لي شهرة كبيرة، فلذلك كان هناك احترام كامل خصوصا أن عددا كبيرا من المشاهدين يعرفونني كممثل ومخرج مسرحي، ويعرفون أن لدي نحو 28 سنة من العمل المسرحي محترفا، وخرجت عددا كبيرا من الممثلين داخل وخارج سورية، ولي أصدقاء مسرحيون حول العالم أتحدث معهم دوما وأتواصل معهم وهم يعرفون هذه الذاتية عني لذلك هم يعاملونني باحترام شديد. والمسألة الثانية المرتبطة بالشارع متعلقة بالضبط بمسألة رد الفعل للإنسان بالشارع، مربوطا إلى شكل السلوك الخاص لهذا الفنان أو الفنانة، ولكل فنان رأيه وخواصه وهمومه، ولا يهمني على الإطلاق أن تكون هناك هيصة في الشارع، ويهمني أن آخذ وأعطي مع الناس لسماع حكاية قد لا أسمعها من قبل، ولسماع رأي لا تتوافر وسيلة لسماعه حول عملي وحولي كشخص اسمه فايز قزق!

* لكن حصل بعض الإحراج لعدد من الفنانين في الشارع عندما أدوا شخصيات «باب الحارة»..

- إذا حصل معهم إحراج فليتركوا مهنة التمثيل، لأن عليهم أن يتوقعوا ذلك الإحراج، وطلب الناس تواقيعهم والتصوير معهم في الشارع والمقهى أمر طبيعي هنا، لذلك علي كما على زملائي مواجهة هذا الأمر.

* ما هي الخطوط والنقاط التي تضعها لقبول المشاركة في عمل تلفزيوني يعرض عليك؟

- بالنسبة لي المهم هنا أن يوفر لي ما هو مقدم من مادة تلفزيونية مجالا لفن التمثيل، وعندما أجد أن هناك إمكانية لتقديم شيء من فن التمثيل الممتع على شاشة التلفزيون أذهب إليه، وهذا الأمر نجحت فيه على مستوى الإنتاج التلفزيوني في أكثر من مجال خصوصا في الأعمال التاريخية، ففي مسلسل «الحجاج» قدمت شخصية عبد الملك بن مروان بشكل مسرحي صرف، والمخرج محمد عزيزية تقبل هذا الشكل وعمل عليه.. وفي «شهرزاد» قدمت حنظلة، وقدمت شكلا مسرحيا مطروحا وبنكهة كوميدية دقيقة في مسألة مراقبتها كي لا تخرج عن السياق الذي كان يرسم للشخصية عبر التمثيل والإخراج، وتأسيسا على الكلمة التي قدمها الكاتب، ورضي بذلك المخرج شوقي الماجري.. ونفس الأمر حصل في «أبناء الرشيد» بشخصية ابن الربيع، والأمر ذاته أقتفي عندما أقوم بلوحات «ع المكشوف» وغيرها. وهناك لطافة الظهور لدقيقة واحدة على الشاشة من خلال مشكلة مهمة للناس في «بيني وبينك» مع الفنان بسام كوسا، حيث كان مهما أن تصل تلك الدقيقة بمنتهى البراعة واللطافة وبمنتهى التشويق. إذن عندما توجد هذه المادة في التلفزيون أمضي إليها، وعندما لا توجد أحاول أن أوجد ما يمكن أن يؤمن لي شخصيا كممثل أمام الكاميرا ما هو مشوق، شريطة أن أصل لحدود الاختزال، مع علمي بأن حدود فلسفة التلفزيون ضيقة جدا ليست كحدود السينما والمسرح، ببساطة لأنه أولا عالم افتراضي، وثانيا لا يتحمل القضايا حتى الصغيرة عندما نود أن ننقب فيها وأن نبحث في خفاياها، حتى تلك المشاكل الصغيرة قد لا يتحملها التلفزيون.

* ألا تشاهد أعمالك التلفزيونية؟

- أشاهدها وبدقة، وما دام العمل في التلفزيون جزءا من حياتي فعلي أن أرى أخطائي، وأن أستوعب هذه الأخطاء، وأتابع العمل وأنتقد نفسي، وقد لا أعلن هذا الشيء لكني أتناقش فيه مع طلابي، ويمكن أن أقدم نفسي كمثال أخطأ في هذا المسلسل أو ذاك، لكن لكل مكان فلسفته وخطأه، فالمسرح يمكن أن يفلسف خطأه، والتلفزيون يمكن أن يحكى عن خطئه.

 

 

غارق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292