عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-2010, 07:53 PM   #7 (permalink)
ناقد سينمائي محترف
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية ناقد سينمائي محترف
 
 العــضوية: 12039
تاريخ التسجيل: 05/11/2010
المشاركات: 111
الـجــنــس: ذكر

افتراضي

السلام عليكم
اخي فارس 1212 شكرا لك على ملاحظتك.. الحقيقة من كثر ما الكاتبة المحترمة سلّطت الضوء على النماذج السلبية الرجالية، فنسيت أحد النماذج.
الحقيقة نموذجين مو فقط واحد اللي نسيتهم:
الأول حسين المهدي .. والثاني ولد الهام الفضالة حمد اشكناني.
عزيزي فارس واعزائي القراء: الكاتبة سلّطت الضوء على النماذج بطريقة محنكة.
لو تلاحظ ان خالد امين لم يقم بخيانة زوجته لكنه رغم ذلك لم تكن سلبية شخصيته أقل من الآخرين.
فنموذج مشاري البلام كان متدين، لكنه طعن زوجته بالزواج عليها.. وانا هنا لا أعني ان الزواج من امرأة ثانية أو ثالثة ، طعنة للمرأة.. لكن لو تلاحظ طريقة ارتباطه بالمرأة الثانية كان كمن يغدر بمن أوفى له كون شخصية زوجته كانت نموذج وفي وهو كافئها بالزواج عليها.
وايضا خالد البريكي كان يريد أن يساعد زوجة صديقه وتزوجها من دون تخطيط مسبق، لكن هذا الزواج تم طرحه بطريقة لايستوعبها الا المتعاطف مع طرح هبة أو المخدوع به، و العاقل سوف يعاني في استيعاب هذا الطرح. بسبب ان ليس من المعقول ان تكون ضمن اطار شخصية تحب مساعدة الغير وتتحمل مسؤولية شخص تعتقد انك كنت سبب في فقدانه لشريك حياته، وفي نفس الوقت تنسى نفسك ومسؤولية زوجتك. يعني الزواج من امرأة اخرى على هذه الطريقة غير موجود الا في مخيلة هبة مشاري حمادة.
انا هنا لا اقول بعدم وجود رجال يتزوجون من نساء اخريات من اجل مساعدتهن.. لكن على طريقة شخصية خالد البريكي (كما طرحتها هبة) فأنا أكاد أجزم انها غير موجودة و إن وجدت فهي حالة نادرة جدا كون الشخص الذي يساعد الغير لايمكن ان يكون غير عاقل ويخرّب بيته، فمساعدة الآخرين شيء وتخريب البيوت شيء آخر، لكن هبة جمعت بين هذان الشيئان. نعم يوجد رجال يتزوجون من امرأة اخرى لأسباب تافهة لكن هبة حمادة لم تسلّط الضوء على هؤلاء ، لأنها لديها هدف معين من طرح الزواج من امرأة اخرى بهذا الشكل وكذلك زواج محمد المنصور من اخت زوجته.
وهذا الهدف يدخل في السيميولوجيا الدرامية (ويصعب مناقشتها هنا) التي استخدمتها هبة بشكل مقزز جعلني اظن انها إما ساذجة عاطفية بجدارة أو انها تعلم ماتقوم به وعندها فسوف تكون (.....)، خصوصا بعد أن رأيتها تطل علينا من خلال ملتقى الجمعية الثقافية النسائية التي أصبحت مقر (........). ولا أعلم لماذا طلوا علينا من ذلك الملتقى وخصوصا أم طلال التي نعرف انها ليست من (........) لكن أعتقد (وبنسبة كبيرة من الصواب) انهم لايعلمون ان ذلك الملتقى أصبح مقر (........).
طرح المواضيع بهذا الشكل يمكن أن نستخلص منه الآتي: سواء الرجل ارتبط باخرى بالحلال أو بالحرام فالخيانة لاتخرج عن نطاق ارتباطه بالأخرى، وخصوصا بعد ان جمعت هبة حمادة بين الذي يخون بالحرام (حسين المهدي وعبدالله بهمن) وبين الذي يرتبط بالحلال (مثل خالد البريكي ومشاري البلام) فجميعهم لايختلفون عن بعض وكلهم كانوا ضمن دائرة واحدة إطار واحد وهو الإرتباط من أخرى، والأهم انها جمعت بين الارتباط من اخرى بالحرام و الارتباط بالحلال، بشخصية واحدة وهي كانت شخصية ثنيان (محمد المنصور). حيث انه خان زوجته مع اختها (وهي أبشع الخيانات) قبل أن يرتبط بها ومن ثم ارتبط بها بالحلال، لتخلط هبة حمادة الحلال بالحرام من خلال شخصيته.
والواعي و العاقل هنا سيدرك ان المستهدف ليس الرجل فقط لكن المستهدف هو ذلك التشريع الذي يسمح للرجل بالارتباط من أخرى حتى لو كان هدف الارتباط هدف سامي وخيّر.
أعزائي هبة تطرقت الى مواضيع لا يستوعبها المشاهد العادي بل سيتعاطف معها، لأنها تقدّم له مع مأساة لابد أن يتعاطف معها (مثل مأساة سعاد عبدالله) وعندما يتعاطف من خلال هذا الطرح المشوه والمزيف للواقع فإن عقله الباطن سوف يستقبل رسالة لاواعية مفادها: لا للتشريع الذي يسمح للرجل بالزواج من أخرى. (أترك لك عزيزي القارئ أن تعرف ماهو التشريع الذي يسمح للرجل بالزواج من أخرى).
اما بالنسبة لشخصية حمد اشكناني فهو كان مضطرب جنسيا وعاطفيا.. (وأظن ان شخصيته تحاكي شخصية الكاتبة وهذا الظنّ يحتمل الخطأ بنسبة كبيرة) لذلك كان هو الوحيد الذي لم يتعرّض للنقد، لكونه مضطرب جنسيا ولم يدخل لدائرة الشخصيات الرجالية. بعبارة أخرى: كان بريء من تهمة الرجولة لذلك لم يطله أي انتقاد.
وايضا حتى الأطفال الصغار الذين كانوا ينقلون الكلام ويفتنون (وكأنهم صحافة صفراء في المنزل) جميعهم كانوا من الذكور. ( لا أعلم ماهي مشكلة هبة مع الذكور الصغار).
أحب ان اذكر نقطة مهمة وهي ان وجود النماذج السلبية النسائية في المسلسل كانت ضمن الشخصيات الرجالية. أقصد ان أي نموذج سلبي نسائي كان في المسلسل، فسبب وجوده هو لكي يكون مكمل لسلبية الرجل، لذلك كنا نشاهد غرور مثلا في ظل شخصية مشاري البلام، وكذلك غدير صفر كانت بمثابة ظل لشخصية خالد البريكي، وايضا حسين المهدي كل الشخصيات النسائية السلبية التي ارتبط بها كانت ضمن اطار شخصيته و ولو لا ظهورهن بشكلهن السلبي لما رأينا أي سلبية لشخصيته.
بعبارة أخرى: النماذج النسائية السلبية التي شاهدناها في العمل كانت عبارة عن نموذج واحد لهدف واحد تكرر استخدامه، لذلك تعدد هذا النموذج تكرارا وليس نوعا يعني نموذج كمي وليس كيفي تم استخدامه وفقا لهدف المؤلفة، ولايخفي عليكم أنه تشويه صورة الرجل.
مثلا: غرور والهام الفضالة وغدير صفر كانوا مجرد أداة واحدة تعدد استخدامها لإدانة الرجل وأفعاله غير المسؤولة.. وكان لابد من استخدام هذه الأداة من أجل أن يتم اظهار الرجل كشخص غير وفي وغير مخلص.
بإختصار: ان هذا النموذج النسائي تم استخدامه لمصلحة المرأة وضد الرجل.

ختاما:

أتمنى من نجومنا الشباب الأعزاء أن يتمعّنوا في قراءة النص قبل أن يشاركوا في الأعمال حتى لو كان العمل مع اكبر نجوم العالم.. وكذلك لنجماتنا الممثلات أقول: لا تدعوا أشخاص مضطربين ان يقدموكم بصورة مزيفة، وان تعاطفتوا مع هذه الصورة، (بسبب تجاربكم الشخصية والعاطفية في الحياة) فتأكدوا إنها ستشوه الواقع وسوف تؤثر في النشء الجديد الذي ليس لديه تجارب في الحياة.

اخيرا:

هذا النقد والتحليل نسبة الخطأ فيه تفوق نسبة الصح بدرجات.. والله من وراء القصد.

 

 

__________________

 


من لم يستمع للنقد وهو في قمة النجاح
سيستمع للنقد وهو في قمة الفشل


نحو نقد بناء.. نحو جيل فني واعي..

ناقد سينمائي محترف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292