عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-2010, 10:56 PM   #1 (permalink)
بن عـيدان
نـوخـذة الـشـبـكـة
 
الصورة الرمزية بن عـيدان
 
 العــضوية: 2574
تاريخ التسجيل: 21/03/2009
الدولة: kuwait
المشاركات: 5,544
الـجــنــس: ذكر

افتراضي : لماذا لا يعتزل عادل إمام فيريح نفسه ويريح جمهوره؟


مقالة جميلة للكاتب الكبير صالح الشايجي



لا أريد ان أبدو متربصا بالممثل «عادل إمام» متصيدا زلاته وأخطاءه وهفواته السينمائية، وأنا الذي لا ناقة لي في فن السينما ولا جمل، ولكن لاعتبار ان السينما هذه أداة من أدوات المتعة، وان من يختلف الى دارها، قاصد التعلّم والمتعة، فإن الحكي فيها ـ والحال هذه ـ حق لكل مشاهد خرج من داره قاصدا دارها.

وأنا من الذين لا يرتادون دور السينما كثيرا، ولا يهزني اليها الا نوادرها وأفلامها ذات الرجع والصدع، وفي رأيي ان أفلام «عادل إمام» هي من تلك الطائفة من الأفلام، وهذا ما يهزني اليها اذا كانت الظروف مواتية والتنقل سهلا والأمور ميسرة.
أما الأفلام الأجنبية والناطقة بغير العربية، فلست من أهلها ولا من عشيرتها، لا لشيء او لسوء يعتورها، ولكن لقصور فيّ أنا ولعجزي في لغتها وعدم تمكني من قراءة الترجمة المكتوبة أسفل الشاشة بصورة صحيحة، ما يعوق استمتاعي بمشاهدة الفيلم، هو ذاك الذي يقف حائلا بيني وبينها ويقيم سدود المقاطعة.
ومنذ فيلم «عمارة يعقوبيان» فإن «عادل إمام» بدأ رحلة الهبوط من سلّم تسلقه وما كان حقيقا به تسلقه او ارتقاؤه.
وبعد «عمارة يعقوبيان» شاهدت فيلم «حسن ومرقص» وكان لا يقل سوءا عن «عمارة يعقوبيان» لنأتي أخيرا الى فيلم «زهايمر» والذي بدا كقصة تحكى لأطفال من أجل وعظهم وإرشادهم.
الفيلم يحكي قصة أب ثري «عادل إمام» له ابنان طماعان لعوبان يديران وشريكتهما زوجة احد الابنين وشريكهما الآخر صديق الأب مؤامرة للاستيلاء على أموال الأب بإقامة الحجر عليه وكف يده عن التصرف بأمواله، وذلك بحجة اصابة الأب بمرض «الزهايمر» الذي يفقد المصاب به قدراته العقلية.
وتبدأ حبكة تلك المؤامرة والتي تبدو خرافية وساذجة، بأن يستأجر الابنان طاقما كاملا لخدمة الأب مكونا من طبيب وممرضة وخادمة وبستاني وماسح أحذية، ويخوّنان ـ أيضا ـ السائق الخاص بالأب ليكون في صفهما.
وتدور المشاهد الأولى للفيلم دون الافصاح عن خيوط المؤامرة، وتستمر احداث الفيلم التي يبدو فيها الأب مصابا بمرض «الزهايمر» وتشرف عليه ممرضة تعطيه الدواء الذي يرفض ان يتناوله متذرعا بأنه في غير حاجة اليه لأنه سليم معافى ولا يعاني من مرض، ولكن الممرضة المتآمرة تصر عليه لأخذ الدواء.
وهكذا تمضي أحداث الجزء الأول من الفيلم في أجواء توحي للمشاهـديـــن بـــــــــأن الأب ـ فعــلا ـ مصاب بـ «الزهايمر» حتى يتم كشف المؤامرة، بطريقة فجة وساذجة وبلهاء، وذلك حين يأتي «السباك» ـ عامل الأدوات الصحية ـ لإصلاح خلل في الحمام، وليكتشف بحسن نيته المؤامرة المدبرة للأب، حين يبدي ـ السباك ـ سروره بأن الأب جاء بأناس لخدمته في المنزل بعد ان كان يعيش فيه وحيدا!! ولما سأله الأب ومنذ متى كانت آخر زيارة له الى المنزل، قال السباك، منذ شهرين، ليكتشف الأب المؤامرة وان هذا الطاقم لم يكن ـ أساسا ـ موجودا في منزله منذ سنتين كما أوحى له ابناؤه وطاقم الخدمة وعلى رأسهم الممرضة.
فتفرد الأب بالممرضة لتكشف له السر وحقيقة المؤامرة، وان الأب كان يأخذ أدوية تؤدي الى اختلال عقلي، وليبدأ الأب بعدها رحلة الانتقام من ولديه وشركائهما بطريقة أقل ما يقال فيها، انها ساذجة بل وغبية ترفضها ذائقة المشاهد ولا يقبلها عقل ولا منطق.
سلسلة من العبط او البله المتكرر تمر على شكل أحداث للايقاع بالولدين، يقوم بها الأب لـ «تربية» الولدين اللذين لم يُحسن تربيتهما ـ كما قال ـ ما جعلهما طماعين لا يتورعان عن إلحاق الأذى بأبيهما بدافع الطمع والاستحواذ على المال وتخليص نفسيهما من ديون مستحقة عليهما لا يملكان تسديدها، الا من خلال الايقاع بالأب وسلبه أمواله.
«عادل إمام» مثله مثل «نادية الجندي»، فالاثنان تحكمهما وتتحكم فيهما عقدة نفسية، بحيث إنهما يريدان ان يريا نفسيهما بصورة الإنسان «السوبر» الذي يخضع له الجميع، «نادية الجندي» في عالم المرأة التي تستطيع ان تخضع الرجال من معارفها كلهم لخدمتها واللعب بهم وعليهم مستخدمة اسلحة الأنثى والتي وللحق لا تبخل باستخدامها، و«عادل إمام» في عالم الرجال، فهو القوي الذي يصرع عشرة رجال اشداء بقبضته، او الرجل الشديد الذكاء والدهاء والذي يسقط اعداءه الواحد تلو الآخر، وهو مرتاح ناعم البال.
هذه العقدة النفسية، جعلتهما (نادية وعادل) يلجآن الى الخيال، الى السينما لإطفاء سعير تلك العقدة وحتى يخففا عن نفسيهما آثارها المدمرة لهما في الحياة.
والمشاهد هو الذي يدفع ثمن تلك العقدة.
لم يشهد واقع السينما الضاحكة او الكوميدية، مثيلا لـ «عادل إمام» لا من حيث الموهبة الفنية، بل من حيث كون الممثل الكوميدي إنسانا خارقا وبطلا وثريا وشديد البأس.
نتذكر الرائع دائما نجيب الريحاني وكيف انه في مجمل أفلامه هو الرجل البائس الفقير الضعيف الطيب الحسن النية ومثله «اسماعيل يس» و«دريد لحام» أو «غوار الطوشة» تلك الشخصية الفذة التي ابتكرتها عقلية فنية تعرف ماذا يعني الفن، والفن الكوميدي بالذات.
أما «عادل إمام» فعلى العكس من ذلك يريد ان يكون هو البطل المهاب الجانب وهو المتحكم فيمن حوله، وهو «الزعيم» لذلك داوى هذه العقدة عنده بتقديم مسرحيته «الزعيم» والتي اراد ان يلتصق عنوانها باسمه، ليسمى هو بين زملائه بـ «الزعيم»!
لم يعد «عادل إمام» بحاجة الى الشهرة ولا الى المال، فلماذا لا يعتزل ويحتفظ ببعض من مجد كاذب سرقه في غفلة من الأزمنة البلهاء، فيريح نفسه ويريح جمهوره المتبخر؟



الرابط:http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...2574&zoneid=41

 

 

__________________

 


___________


كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...






للتواصل :

بن عـيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292