سعاد عبدالله: نجاح الدراما الخليجية يقف وراءه عناصر كويتية سعاد عبدالله: نجاح الدراما الخليجية يقف وراءه عناصر كويتية هبة حمادة: لامست مناطق محظورة في "زوارة خميس"
كتب - مالك محمد: اكدت الفنانة القديرة سعاد عبدالله ان اي نجاح للدراما الخليجية لابد من وجود عنصر كويتي خلفه سواء في التمثيل او التأليف والاخراج, مبينة ان الكويت هي منارة الفن والثقافة من خلال الحركة المسرحية والاعمال الدرامية الناجحة التي من خلالها تشكلت الخارطة الفنية في الخليج.
واوضحت »ام طلال« خلال استضافتها و الكاتبة هبة حمادة في ملتقى الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية حول »الدراما الكويتية والواقع« ان الدراما الكويتية استطاعت منذ انطلاقتها تقديم وطرح الكثير من القضايا المعاصرة التي تهم المجتمع منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالرغم من اخفاق بعض الاعمال الدرامية.
وحضر الندوة الحوارية التي ادارتها موضي الصقير حشد من الشخصيات النسائية وعضوات الجمعية وبعض وسائل الاعلام, حيث تم توجيه تساؤلات للمتحدثين حول واقعية ما تقدمه الدراما الكويتية وهل فعلا تمثل المجتمع في الكويت ام هو مجرد اسفاف وابتذال يشوه هوية المجتمع المحافظ تفرضه بعض شركات الانتاج لجذب اكبر نسبة مشاهدة او جزء من الخيال لحقائق لا تجد متنفسا لاطلاقها الا عبر الدراما. البداية كانت مع الفنانة سعاد عبدالله التي عبرت عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى الذي تنظمه الجمعية الثقافية النسائية لدورها الكبير في متابعة اعمالها الخاصة وتقديم الدعم لها, وردت »ام طلال« عن تلك التساؤلات قائلة: »لست في موقع الدفاع عن الوسط الفني ولكن هناك حقيقة يجب عدم تجاهلها وهي ان وراء كل عمل خليجي ناجح يوجد عنصر كويتي, ولا انكر ان هناك بعض الاعمال لم يحالفها النجاح لكن استطعنا بما قدمناه في الدراما تشكيل خارطة الفن في الخليج«.
وأكدت ان معظم الاعمال الدرامية ساهمت في طرح ومناقشة الكثير من القضايا التي تهم المجتمع الكويتي والخليجي.
ومنذ انطلاق الدراما في الكويت قبل 50 عاما وهي تطرح كل ما يهم المجتمع وان كانت تختلف تلك القضايا حسب ظروف وزمان المجتمع ففي السابق عالجت القضايا المهمة مثل غلاء المهور وظاهرة الزواج بغير الكويتية وقضايا اخرى مبينة اختلاف مساحة الحرية في السابق عن وقتنا الحاضر بحكم الانعكاسات السياسية والاجتماعية التي اصابت المجتمع.
وحملت الفنانة القديرة كتاب النص الدرامي المسؤولية الكبرى حول ما يطرحونه من قضايا تمس واقع المجتمعات قائلة: »هناك بعض الكتاب يطرحون قضية واقعية لكن بحسب رؤيته الخاصة لذلك نرى قبول المشاهد مختلف من كاتب الى اخر.
واعترفت الكاتبة هبة مشاري حمادة بتعرضها الى كثير من النقد والهجوم في رمضان الفائت حول ما طرحته من قضايا في مسلسل »زوارة خميس« قائلة: »نتعامل مع مشاهد لديه حالة من التنوع التلفزيوني ويمتلك سقفاً ثقافياً مرتفعاً نظرا لمشاهدته اعمال غير عربية لذلك نجد ان العبء اصبح كبيرا على الكاتب لايصال افكاره اليه«.
واوضحت حمادة انها طرقت من خلال مسلسل »زوارة خميس« ابوابا لم يتطرق لها احد من قبلها ولامست مناطق شبه محظورة منها ما يدور بين الرجل والمرأة وذلك عن طريق الايماء والايحاء ما اتاح للمشاهد حرية قراءة النص على غير ما يريده الكاتب كما حصل مع مشهد »الاسانسير« في مسلسل »زورارة خميس«.
وأكدت حمادة بأنها غير مطالبة بطرح القضايا التي تهم المجتمع الكويتي بذاته مبينة طرحها لقضايا انسانية عامة قائلة: »ليس بالضرورة ان تكون الشخصيات في كتاباتي من واقع المجتمع الكويتي وليس كل امرأة خائنة في اعمالي هي كويتية, لو اعتقد الناس ان ما اطرحه هو عن مجتمعنا سأضطر الى استيراد شخصيات من المريخ حتى ابعد هذا الاتهام, وحلمي وطموحي ان اتطرق لقضايا اكبر, ليس شرطا ان تكون من الكويت وليس شرطا ان تكون واقعية, ومن يريد ان يرى الشخصيات الواقعية عليه بمشاهدة نشرات الاخبار.
وفي مداخلة من الدكتورة لبنى القاضي اتهمت فيها شخصية »موزة« بإظهار قوتها على الاطفال والعكس تماما مع زوجها التي تظهر امامه في قمة ضعفها, كما طالبت الفنانة سعاد عبدالله بدور المرأة القوية في اعمالها المقبلة فأجابت ام طلال: »من بداية مشواري الفني جسدت نماذج كثيرة للمرأة منها الضعيفة ومنها القوية وفي مسلسل »ام البنات« كانت شخصيتي مثالاً صارخاً للمرأة الضعيفة المغلوبة على امرها تحولت بلحظة الى امرأة قوية وفقت امام زوجها. وأكدت الفنانة ام طلال بأن محاكاة الواقع في الدراما تصبح احيانا أمرا غير مقبول وخير مثال على ذلك مسلسل »شاهين« و»تعرضه للظلم والهجوم والنقد في حين ان دول عربية اخرى كرمتها على دورها فيه مبينة ان الرقابة تختلف سياستها من بلد عربي لآخر مستذكرة احد اعمالها الذي جسدت فيه دور المرأة يرفض ابناؤها زواجها قائلة هذا العمل اجازته الرقابة في المملكة العربية السعودية ورفضه بلد آخر وأوضحت ام طلال بأن الفن مقيد بأكثر من رقابة غير تلك التي تفرضها »وزارة الاعلام منها الاجتماعية والذاتية قائلة: لا يمكن ان نظهر رجل شرطة يخون الامانة او دكتور ينسى مقص في بطن مريض".
في حين رأت الكاتبة هبه مشاري حمادة ان الرقابة الحقيقية هي تلك التي يمتلكها الشخص نفسه.
|