أهلا بالعزيز الهوا هوانا
قبل كل شيء أحب أن أحييك على اسلوبك الراقي في النقاش.
من البديهي بأنه لا يوجد نص كامل من جميع النواحي، لكن هذا ليس بالمطلق. فأنا متابع للأعمال (أجنبية،عربية،خليجية..الخ) بشكل عام، وقد صادفت كثير من النصوص المميزة و لم أستطع أن أجد فيها نقاط ضعف يمكن أن يشار اليها أو تُنتقد. وهذا ليس رأيي لوحدي، فكل متابع (محترف) للأعمال بشكل عام لابد و أنه صادف ما صادفت.
لكن أعترف بأن غالبية نصوصنا الخليجية (وكذلك العربية) مليئة بالأخطاء البسيطة التي تدل على ضعف الأدوات الدرامية لدى الكاتب، وهذا الأمر لاينطبق على هبة لوحدها. لكني متفائل في المستقبل أن اشاهد نصوص إحترافية بمعنى الكلمة بغض النظر عن توجهها ومواضيعها. وهنا أحب أشير الى اني تناولت في هذا النقد الأسلوب الفني فقط للنص والإخراج بعيدا عن ما وراءهما من أهداف ودلالات.
بالنسبة للنواحي المحتملة في النص: صدقني أنا لا أسعى الى تصغير أو تكبير أهمية نقاط معينة لكني أرى أنه لا يمكن بأي حال أن تقدم النقاط السلبية أي خدمة للعمل، لأنها بالنهاية تبقى نقاط ضعف، ولا أعتقد إن نقاط الضعف من دورها أن تخدم العمل. الا إذا كنت ترى عكس ما أرى، و انا قد أشرت الى نقاط مع ذكر تفصيل حولها وتبيّن لي إنها سلبية، وهنا يجب أن نعرف نقطة مهمة وهي إننا نعيش في بيئة درامية نكتسب من خلالها ثقافة و خبرة درامية خاطئة، وللأسف أغلب كتابنا اكتسبوا ثقافتهم الدرامية من هذه البيئة (من خلال متابعة المسلسلات) و هكذا انتشرت رؤية خاطئة لدى المتابعين للدراما سواء كانوا جمهور أو نقاد أو حتى العاملين في المجال و هذه من الأمور التي أتفائل أن تتغير بمرور الوقت.
و إذا كنت تعتقد إن نص زوارة خميس هو أفضل نص، انا أختلف معك في التسمية. لأني أراه ربما الأبرز، و هنا يجب أن نفرّق بين الأعمال البارزة والأعمال التي من الممكن أن نطلق عليها تسمية الأفضل، لأن الأفضل يختلف عن الأبرز، و أظن إنك ممن يفرّقون بين الأبرز و الأفضل وهذه نقطة ايجابية يجب أن تتوفر لدى الناقد.
وبالنسبة للحوارات المثالية في الأعمال الأخرى، انا لا أريد أن أشتت الموضوع بنقاط قد أتفق أو أختلف فيها معك، لكن الحوار حولها هنا سيكون بشكل إنشائي ومرسل وأنا أفضّل الحوار المفصّل مع وجود دليل.
بالنسبة للإخراج: أول شيء: يجب أن أوضح بأن القفاص ليس الوحيد الذي لديه أخطاء إخراجية، بل غالبية المخرجين لديهم أخطاء.
ثاني شيء: أنصحك أن تشاهد مسلسل آخر صفقة حب وتشاهد حركة الكاميرا التي لاتختلف كثيرا عن زوارة خميس وصدقني إن كل متابع لأعمال محمود دياب سيعرف اسلوبه، و أي متابع حذق(خصوصا من يعمل في الدراما) بمجرد مشاهدته للعمل دون أن يعرف من هو المصور، سيخبرك بأن مصور زوارة خميس هو محمود دياب.
وهذا الأمر حدث مع دحام في التنديل أيضا.
و انا في نقدي أشرت الى حركة الكاميرا و لم أشير الى زوايا الكاميرا، وبالمناسبة الزوايا الإخراجية كانت متواضعة ومكررة، لكن سأخبرك شيء ربما يصدمك.
هل تعتقد اختيار زاوية الكاميرا عملية صعبة جدا؟ خصوصا مع مصور مثل محمود دياب.
هل تعلم إن الشخص الذي يحمل الأسلاك في العمل بإمكانه أن يختار الزاويا كما يختارها القفاص؟
صدقني العملية ليست كما تتخيل، بل ما يساعد انتشار هؤلاء المخرجين وانتشار أسمائهم هو التطبيل من قبل النقاد والصحفيين الدخلاء و أصحاب الخبرة الخاطئة و المنتجين غير الواعين دراميا.
وانا هنا لا أستهين بعملية الإخراج (و اختيار الزوايا) التي تحتاج الى خيال واسع (يفتقده غالبية مخرجين هذه الأيام) لكن ما أحاول توضيحه هو أن المخرجين الذين يعتقد الجمهور انهم مبدعين ليسوا أكثر من سوى أشخاص نجحوا بغباء الآخرين.
وبالنسبة لمشاهد الميني أو البيبي كرين، وتعليق القفاص على ذلك في البرنامج، فهذا اسلوب محمود دياب وهو يتميز بالتصوير بهذا الاسلوب ولو كنت قريب من المجال فكلام القفاص لن يساوي عندك سوى هذرة.
أخيرا: أتمنى أن تتقبل كلامي من باب نقد فني و ليس نقد شخصي، فأنا انتقد مهنة الأشخاص الذين ذكرتهم ولا أنتقد أشخاصهم بعينها، وصدقني أنا أعتقد إن القفاص خير من كثير من المخرجين، لكن هذا لايعني إنه مخرج متميز أو واعي.
وتقبل تحياتي وشاكر لك إثراءك للموضوع بوجهة نظرك البناءة