[محمد العيدان]

لقطة من مسلسل {درب الزلق}
هناك رغبة مطروحة لدى تلفزيون الكويت لتشجيع المسلسلات الدرامية التي تتكون من 15 حلقة، كما أن عدة فضائيات بدأت باستقطاب مثل هذه الفئة من الأعمال الدرامية مثل قناتي «دبي» و«روتانا خليجية» وغيرهما، يعتبر تلفزيون الكويت ذا تاريخ رائد في تبني هذا النهج الدرامي الذي استمر لعدة سنوات، وقدم عدة مسلسلات خصوصا إبان فترتي السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي،حتى توقفت الدراما ذات 15 حلقة تماما ليحل مكانها الدراما ذات 30 حلقة والتي أصبحت نهجا متبعا سواء في تلفزيون الكويت أو المحطات الفضائية المحلية والخليجية والعربية.
«القبس» طرحت على الفنانين والمنتجين مسألة العودة لإنتاج المسلسلات المحلية ذات الخمس عشرة حلقة وكانت هذه المحصلة.

الفنانة سعاد عبدالله قالت: كل بلدان العالم تطرح الأعمال الفنية من مختلف الفئات العددية من الحلقات من الثلاثيات والخماسيات والسباعيات وغيرها، وأنا أؤيد كل خطوة أو رغبة، سواء من تلفزيون الكويت أو المحطات الفضائية، تساهم في رقي الإنتاج الدرامي، مبينة أن العودة الى إنتاج الأعمال الدرامية المحلية التي تتضمن 15حلقة أو السباعيات والثلاثيات وغيرها يتطلب قيام التلفزيون بالتكفل بالعملية الإنتاجية بصورة كاملة لكون مثل هذه النوعية من الأعمال الدرامية لا تستقطبها الفضائيات، حيث إن المشكلة تكمن فى التوزيع، وقالت: لا مانع لدينا في تنفيذ المسلسلات ذات الـ 15حلقة، مادام تلفزيون الكويت يشجع عودتها مجددا.
تشويق ومتابعة
أما الفنانة حياة الفهد فأيدت طرح الثلاثيات والسباعيات ومسلسلات الخمس عشرة حلقة والعشرين حلقة لكون الأعمال ستفتقد المط المتكرر والممل الذي يحدث في الثلاثين حلقة، ومثل هذا العدد من الحلقات المحددة سيعود بالمتعة على المشاهد الى جانب التشويق، متمنية أن يكون هذا التوجه ثمرة تعاون مقبل بين التلفزيون والفضائيات المحلية والخليجية، مشيرة الى أن نظام مسلسل ذي 15حلقة أو سهرات معدودة من الحلقات يحتاج الى التضحية من تلفزيون الكويت للقيام بالتكاليف الإنتاجية وتعويض المنتجين بدفع مبلغ يغطي مصاريف الإنتاج. وتساءلت الفهد قائلة: «هل التلفزيون لديه الاستعداد للدفع»؟
مصلحة التلفزيون
وقال الفنان أحمد جوهر إنه صاحب هذا الاقتراح الذي قدمه لتلفزيون الكويت وهو العودة الى إنتاج الأعمال الدرامية المكونة من 15حلقة، مؤكدا أن الكثير من الأعمال الدرامية التي تتكون من 30 حلقة إن جرت تصفيتها لا تتحمل هذا الحجم من الحلقات، وأغلبها تتضمن مشاهد من الحشو وتفتقد القصة والإخراج والتمثيل تماما لكن في الوقت نفسه هناك أعمال تتحمل مساحة 30 حلقة، وأشار جوهر الى أن تلفزيون الكويت كجهة حكومية إن قام بتلك الخطوة فسوف تعود عليه بالفائدة ومن مصلحته لكونه سيدفع لمنتجين اثنين لعملين دراميين معا، لكن الموضوع إن تم فلا بد أن ينتج التلفزيون هذه الأعمال ويوزعها بنفسه لأن المشكلة أن المحطات الفضائية الخليجية لا تشتري مسلسلات ذات 15حلقة، ونحن كفنانين وكمنتجين لن نخسر من هذه العملية ماديا مادمنا نجد الدعم من التلفزيون، علما بأنها هي الأسهل لنا في التصوير والمونتاج، مؤكدا أن هذه الفكرة كانت مطروحة لدى التلفزيون العام الماضي ونتمنى بلورتها هذا العام ونراها على أرض الواقع لأنها خطوة ستكون مثمرة من كل النواحي.
لا فائدة
الفنان طارق العلي قال إن القضية لا تكمن في عدد حلقات المسلسل المطروح لكن المشكلة أن تلفزيون الكويت لا يدفع الأجر المناسب بالنسبة للمنتج قياسا مع الفضائيات الخليجية، لكنه بصراحة يعوض المنتج بمنحه حرية التوزيع بينما الفضائيات لا تسمح بذلك، موضحا أن نظام مسلسل الـ 15حلقة لا يغني ولا يسمن من جوع وليس فيه «فائدة ولا عايدة»، ولقد عمل به في فترة معينة من تاريخ التلفزيون وذهبت، واليوم الوضع تغير تماما في ظل كثرة الفضائيات، وبالنسبة لي كمنتج فأرى أن إنتاج مسلسل يتكون من 30 حلقة أفضل بكثير من مسلسل يتكون من 15حلقة من الناحية المادية.
توقيت صحيح
ورحب الفنان والمنتج باسم عبدالأمير برغبة تلفزيون الكويت في إعادة الدراما ذات الـ 15حلقة، مؤكدا أنها جاءت في الوقت الصحيح والمناسب لا سيما في ظل الانفراد بالأعمال الدرامية المكونة من 30 حلقة، وقال ان مسلسل الـ 15 حلقة سيكون متماسكا في الأحداث وأفضل من مسلسل الـ 30 حلقة، وبالنسبة لنا كمنتجين ننظر الى جودة العمل الدرامي بغض النظر عن عدد حلقاته.
الزمن الجميل
المنتج خالد البذال رحب بإنتاج المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة ووصفها بأنها خطوة العودة الى الزمن الجميل في الدراما الكويتية ابان مرحلتي السبعينيات والثمانينيات، مشيرا الى أن تبني هذه الفكرة في التلفزيون يتطلب التزامات إنتاجية منه، متمنيا في الوقت نفسه أن يرى هذه الفكرة تتبلور لدى المحطات الفضائية، مبينا أن المهم ليس في المسلسل الذي يتكون من 30 أو 15 لكن الأهم هو الجودة المطروحة للمشاهد والقيمة الفنية، وقال إن المسلسل الذي يحتوي 15حلقة سيخلق نوعا من المنافسة والمتنفس الجديد في الدراما التي باتت تعتمد على الأعمال الدرامية المكونة من 30 حلقة.
سهرات درامية
ورحب المنتج عادل المسيليم بالعودة الى إنتاج السهرات والتمثيليات الدرامية خصوصا الثلاثيات والسباعيات التي كانت سائدة في السابق بتلفزيون الكويت، والذي كان هو الأساس والرائد بمثل هذه الخطوة، وهناك عدة قنوات فضائية خليجية بدأت تنتهج هذا النظام من الحلقات العام الماضي مثل قناتي دبي وروتانا خليجية وغيرهما، وقال إنه شاهد سباعية «وسمية تخرج من البحر» من تأليف ليلى العثمان للمخرج عبدالعزيز الحداد التي قدمت عام 1995 وهي جميلة جدا، وليت تلفزيون الكويت يتبنى مجددا مثل تلك النوعية من الأعمال ذات الحلقات المحددة، مؤكدا أن المشاهد سئم التكرار في بعض المسلسلات الدرامية التي تتضمن 30 حلقة وحان الوقت للعودة الى السهرات الدرامية التي لا نراها اليوم سوى في المشاركة في المهرجانات التلفزيونية فقط.
زوال الحشو
المنتج عبدالعزيز الطوالة رأى أن بعض المسلسلات الدرامية التي تتكون من 30 حلقة يكثر المط بها والحشو بأحداثها سعيا للوصول الى الساعات الزمنية المطلوبة من قبل القنوات الفضائية وهذا أمر خاطئ وطامة كبرى، والمشكلة أن هناك مسلسلات تحمل عدد الحلقات ذاته ولا تصلح حتى لسباعية درامية، ورحب الطوالة بخطوة تبني إنتاج الدراما المكونة من 15حلقة لكونها ستختصر بعض النصوص وتقلل مسألة المط الدرامي المتفشية في المجال رغم أنها لن تكون في مصلحتنا كمنتجين لكن سيكون التعب ذاته بالنسبة لعملية التنفيذ.
الجودة تفرض نفسها
فيما أكد المنتج مزيد المعوشرجي أن العمل الجيد هو من يفرض نفسه بغض النظر عن عدد حلقاته وأن أنجح الأعمال الدرامية هي المسلسلات المحلية القديمة التي كانت تتكون من 15 حلقة مثل «درب الزلق» و«خرج ولم يعد» و«خالتي قماشة» وغيرها، مبينا أن نظام مسلسل الـ 15حلقة أكثر راحة بالنسبة للمنتج لكنه في الوقت نفسه لا يكون ذا «مربحة» مادية له، متمنيا أن يعم هذا النهج تلفزيون الكويت والفضائيات المحلية والخليجية ولا يكون مقتصرا على الأول لأنه يتطلب ميزانية خاصة مختلفة كي يفي بالتكاليف المادية للمنتج أو شركة الإنتاج.


http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=20122010


خالد النفيسي وعلي المفيدي في لقطة من مسلسل {خالتي قماشة} حياة الفهد سعاد عبدالله